-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الطالب الغزاوي عثمان أبو ركبة ممثل الطلبة الأجانب بجامعة باتنة لـ"الشروق":

“فقدت 40 فردا من أقاربي والفلسطينيون صابرون من أجل الأرض”

الطاهر حليسي
  • 498
  • 0
“فقدت 40 فردا من أقاربي والفلسطينيون صابرون من أجل الأرض”
أرشيف
ممثل الطلبة الأجانب، عثمان أبو ركبة

يتابع زهاء الـ100 طالب فلسطيني، بينهم 40 طالبة، يدرسون بجامعتي باتنة ويقيمون في أحيائها الجامعية، ما يجري في غزة بحزن وقلق كبيرين، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” حتى يومنا هذا، إذ يتجمعون في الغرف لمتابعة الأخبار المفرحة تارة لضربات المقاومة والأخبار المأساوية الطافحة بالأشلاء والمجازر.
يقول ممثل الطلبة الأجانب، عثمان أبو ركبة، وهو فلسطيني الجنسية لـ”الشروق”: “صرنا نسهر كثيرا، كما نعاني من الأرق وأغلبنا يجد ثقلا معنويا للالتحاق بمقاعد الدراسة بمختلف كليات جامعة باتنة، وممّا يزيد من توترنا انقطاع الأنترنت والاتصالات للتواصل مع أهالينا، الذين يخفون عنّا، في الأوقات القصيرة والنادرة عند التمكّن من التواصل معهم، أشياء كثيرة حتى لا نتأثر بها ونفقد التركيز في دراستنا، مع أن ذلك مستحيل أمام صور الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها والتي نتابعها في كل لحظة من هنا في الجزائر”.
ويقول أبو ركبة، المقيم بحي عمار عاشوري الجامعي: “استشهد من أقاربي قرابة الـ40 فردا، وعائلتي تقيم في مخيم جباليا القريب من الحدود، عندما جاءت أوامر الإسرائيليين بالإخلاء، نزحت عائلتي إلى منزل شقيقتي، فتم قصف المنطقة بصواريخ الأحزمة النارية، وهي تمحي مربعات سكنية برمتها عبر 20 صاروخا، بينهم ابن عمي وأبناؤه الثلاثة، الذي قتل قرب مقر البلدية، لكننا راضون بقضاء الله وقدره وما علينا سوى الصبر والتسليم، ثم استشهد أبناء عمي ثم عمي وزوجته وأبناءه بمنطقة تل الهوى، كما أنني فقدت الاتصال مع خمسة من أقاربي إلى غاية اليوم”.
وقال أبو ركبة، إن كل عناصر المقاومة هم كوادر درسوا في جامعات غربية لكنهم فضّلوا العودة للأرض بدل حياة الرخاء في دول أوروبية، فيما يضيف رفيقه أمجد المقيم بمخيم الشاطئ: “من بين هؤلاء الدكتور كمال الزبدة، خبير الميكانيكا الذي فضّل الحياة في غزة على العمل في مؤسسة “نازا” الأمريكية التي يحلم كثيرون الوقوف لالتقاط صور أمام بوابتها”.
ويضيف الطالب الفلسطيني: “إن كل ذكرياتنا هناك سحقت، فقد استشهد جميع أصدقائي المهندسين الذين أعرفهم، أغلبهم ينهي عمله في المعمل أو المصنع قبل أن يلتحق هؤلاء للرباط في مناطق المقاومة، إذ لا تخلو عائلة غزاوية من مقاوم”.
وأثنى المتحدث على مساندة زملائه الجزائريين لنضال الشعب الفلسطيني، حتى أستاذه الجزائري الذي اتصل بوالده وتحدث معه، وقد أقام الطلبة الأجانب صلاة الغائب على أرواح الشهداء، معتبرا أنه لولا الظروف التي حرمته وشقيقه مدة أربع سنوات من رؤية والديه، لتمنى أن يكون معهم لتحمّل جزء من المحنة التي هم فيها، والتي يجابهها الفلسطينيون بصبر وثبات.
وكما عاش الطلبة الفلسطينيون أيام الحرب التي قاربت الخمسين، يعيشون الآن أيام الهدنة القصيرة، في هدوء قد تتبعه العاصفة، أو استراحة محارب يتبعها بركان آخر لأجل الأقصى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!