الرأي

فليستحوا قليلا..

صالح عوض
  • 874
  • 7

منذ تم وضع مشروع بلفور من قبل الإدارات الغربية كان واضحا أن المشروع الغربي تجاه أمتنا يسير على عدة محاور بنفس الاضطراد.. فلقد توجه إلى تقسيم بلداننا بالحديد والنار وشجع قوى تغريبية للتقدم في الجانب السياسي لتسيطر على أنظمة الحكم في ظل قمع الأحرار والتيارات الاستقلالية وشجع اليهود في الدول العربية بل واضطرهم أحيانا إلى الهجرة إلى فلسطين لإنجاز وعد بلفور.
كانت هذه الاستراتيجية تنفذ خطوة خطوة للقضاء على الأمة الإسلامية وقلبها الوطن العربي لإنهاء المخاطر المحتملة من نهضة عربية إسلامية.. فتكون المحاور مجتمعة هي ضامنة المستقبل المنشود للاستعمار الغربي في بلداننا.
لقد أقاموا الكيان الصهيوني في القلب من الوطن العربي ليقوم بأدوار أساسية في التغلغل الأمني والاستنزاف لطاقات الأمة وإرهاقها ومنعها من النهضة.. وفي الوقت نفسه أقاموا كيانات سياسية جديدة لا طبيعة تاريخية لها وجعلوا لها وظائف متنوعة من تشويه الدين وحراسة النفط وتجهيل الشعوب وإغواء حركاتها السياسية…
لقد كانت العلاقات منذ وعد بلفور الغربي الاستعماري بين المشروع الصهيوني وتلك الكيانات السياسية الجنينية على قدم وساق فكان كل واحد منها يدعم وجود الآخر ولكن دونما إعلان وبتنسيق عال المستوى لدى المعلم الكبير “البيت الأبيض”.. وكانت أصول اللعبة تقول إنه على هذه الكيانات أن تقوم بأدوارها مختبئة بعيدة عن الأضواء.. بل اتجه بعضها إلى أشكال فلكلورية من دعم الفلسطينيين المنكوبين مغلفين ذلك بواجب نصرة فلسطين.
إلا أن تطور الأمور وبروز قوى مقاومة في الأمة وامتناع الشعب الفلسطيني عن الذوبان والتلاشي جعل من الضرورة خروج الأفاعي من جحورها وممارسة دورها الموكل إليها بكل جرأة.
في عمان، حيث يقر حاكمها بشرعية وجود إسرائيل على أرض فلسطين وفي أبو ظبي حيث تتجول وزيرة الثقافة الإسرائيلية في مسجد الشيخ زايد وفي قطر حيث الفريق الرياضي ينشد له نشيد إسرائيل الذي يهدد العرب بالزوال وفي البحرين حيث تتكرر الزيارات والمجاملات إلى درجة أن يطالب وزيرٌ بحريني العرب ببناء جزيرة للفلسطينيين يسكنون فيها للتخلص من الأزمة مع جيرانه الإسرائيليين..
قليل من الحياء يكفي أن تكفوا عنكم سيل الاستنكار والخصومة والعداء الذي يتنامى في صدور أبناء الأمة وقليل من الحياء كان يمكن أن يجعل مطالبكم الأخرى الإقليمية في محل نقاش.. لكن يبدو أن أي كلام في هذا المستوى يعبِّر عن سذاجة سياسية.
سقط القناع عن القناع سقط القناع.. في كل مئذنة حاو ومغتصب ولقد أجروا بيوتهم ليهود خيبر.. هكذا تكون الأمور واضحة تماما لكي لا يتردد الأحرار في الاصطفاف في خندق الرجولة والحرية والكرامة دفاعا عن فلسطين والنفط ووحدة الأمة.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

مقالات ذات صلة