-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فشل عباس في أمريكا

فما هو المطلوب؟

صالح عوض
  • 7197
  • 0
فما هو المطلوب؟

لقد فشل عباس في أمريكا.. هذا هو عنوان تصريحات الرئيس الفلسطيني عقب لقائه الرئيس الأمريكي الذي ينشغل هذه الأثناء بمواضيع عديدة لن يكون الإيفاء بما وعد الرئيس الفلسطيني أحدها على الإطلاق..وهنا لن يفيد كثيرا ان نذكر بما كنا نقول دوما وننبه اليه من ان المراهنة الخطيرة التي ركبها الرئيس الفلسطيني ليس لها مؤهلات نجاح، لأنها مراهنة على سراب بقيعة.. ولن يجدي ان نذكر الآن بحجم الخسارة التي منيت بها القضية الفلسطينية جراء هذه المراهنة الفاشلة؛ ولعل التهرب من الحوار الفلسطيني الداخلي وإنهاء الأزمة الداخلية كان أحد شروط استمرار المراهنة وهنا كانت الخطيئة السياسية الكبيرة.رغم كل المرارة فليس مجديا للفلسطينيين ان يشمت بعضهم ببعضهم. فالفريقان المتناحران خسرا من سمعتيهما ومناقبيتيهما وقدرتهما الشيء الكثير.. لم يكن احدهما هابيل والآخر قابيل، لقد كانا قابيل بامتياز ولم يكن احدهما في الصواب والآخر في الضياع.. بل سار الفريقان في ضباب وتخبط عمق مأساة الشعب وافقده مئات من أبنائه وأوصله الى حالة تسول من الشعوب والأمم.. المهم الآن ان نسجل للرئيس الفلسطيني جرأته بأن جهوده الدءوبة والاستراتيجية في تجاه نيل ثقة الأمريكان وايفائهم بوعودهم قد باءت بالفشل. كما ان خطاب حماس الأخير والذي اعقب زيارة كارتر، ورد الحركة على المبادرة المصرية يعني بأن حماس وجدت سلما للنزول من على الشجرة.. وانها تقترب الى درجة التماهي في موقف فتح السياسي.لقد قلنا مرارا وقال كثيرون من الغيارى على فلسطين وشعبها وقضيتها: ان الأمريكان لن يعطوا أحدا شيئا لسواد عيونه؛ ولأنه يحبهم ويواليهم ولا لأنهم اتفقوا معه على شيء فقد يغيرون موقفهم في أي لحظة، اذ لا مقدس عندهم الا مصلحتهم.. واذا اقتضت المصلحة فإنهم سيعطون اعداءهم أدوارا وأموالا.. لذلك فلا ينبغي التفريط بوحدة الشعب والقضية مهما كانت الاغراءات.. وقلنا كذلك: بأن الجمع بين السلطة في ظل الاحتلال والمقاومة أمران لايجتمعان ولا يتوازيان، انما هما في اتجاهين متعاكسين، المحصلة فيهما صفر.. فما كان على حماس ان تتجشم اعباء سلطة في ظل احتلال.. سلطة محكومة بشروطه، لأن ذلك سيفقدها مبرر وجودها، ألا وهو المقاومة.عباس رجع منهكا من زيارته لأمريكا وحماس أنهكت من سياستها في ادارة الصراع.. وتوازن الإنهاك والخسران يجمع الطرفين ولعل هذا ما يمكن أن يدفعهما من باب المصلحة الوطنية وحتى المصلحة الشخصية إلى الجلوس لطاولة المفاوضات الفلسطينية الفلسطينية وتوحيد الجبهة الداخلية ومداواة الجروح وتوحيد خطاب سياسي وتوزيع الأدوار بما يخدم القضية والشعب.. فهل يعود للقوم رشدهم؟ 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!