-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فواتح‮ ‬الكلام: أيتام‮ ‬الثقافة

فواتح‮ ‬الكلام: أيتام‮ ‬الثقافة

في نهاية الأسبوع، زار الجزائر عدد من الكتاب العرب منهم قاسم حداد، بروين حبيب حمدة خميس، جمانة حداد، وكان القاسم المشترك بين كل هؤلاء أنهم لا يعرفون الجزائر بما فيه الكفاية إلا بالحجم الذي يتيحه الأنترنيت حتى أن قاسم حداد استغرب لما طرح عليه أحد الصحفيين سؤالا حول “عاصفة مجنون ليلى” بالبحرين قائلا، وهل وصلكم ذلك إلى الجزائر وكأن الجزائر تقع في المريخ.صورة الجزائر ليست فقط بعيدة عن العرب من المثقفين والصحفيين والكتاب، ولكنها أيضا مشوهة ونتحمل جميعنا مسؤولية هذا التشويه، كتابا ومثقفين وإعلاميين وبالدرجة الأولى المسؤولين والقائمين على الثقافة والذين عادة ما يسافرون هم أو يرشحون المعتوهين والمتخلفين ثقافيا لتمثيل صورة البلد في الخارج، فكيف يعرفنا العرب والعالم إذا كانت الكتب لا تصلنا إلا بوساطات وتوصيات وإذا كنا دائما آخر من يطّلع على المستجدات الثقافية التي تحدث عند حدود بيوتنا حتى لا نقول في خارج الحدود البعيدة.

وإذا كنا جميعا من هواة إقامة الحواجز المزيفة لبعضنا ومن هواة التكسير والتخريب والضرب تحت الحزام، وإذا كنا جميعا من هواة إشعال ا لنيران لأن في داخل كل واحد منا شعلة من نيرون الذي أحرق روما غيرة، ربما قد تكون لبعضنا نوايا حسنة ولكن… لسنا ندري إن كان قدر الجزائر والجزائريين أن لا ينير بعضهم إلا على جثة الآخرين ولا ينير طريق بعضنا إلا برماد الآخرين في هذا البلد حيث الكثير من المواهب في الكتابة الشعر والإعلام، لكن كم هي حجم الفرص المتاحة والطرق المفتوحة أمام هذه المواهب؟ ترى لو أتيحت الفرص أمام هؤلاء ما كان سيحدث وما كانوا سيصنعون وما كان حال البلد؟..

سيكون غير هذا. مصيبة هذا البلد أنه محصور بين نخبة مسوسة ضيعت العديد من فرصها التاريخية في صياغة صورة جميلة للبلد وما تزال لحد اليوم سدا منيعا أمام الجيل الجديد لانطلاقه نحو أفق أرحب. البلد أيضا رهينة مسؤولين وقائمين على الثقافة لا يعرفون شيئا من الثقافة غير الحملات الانتخابية وخطابات الخشب التي لم تثمر يوما خارج السباق نحو الكراسي. تلك هي مصيبة البلد التي جعلت منا جميعا أيتام ثقافة ورهنت معنا صورة البلد في الفلكلور‮ ‬الثقافي‮ ‬بدل‮ ‬الطرح‮ ‬الفكري‮ ‬العميق‮ ‬والجاد‮.

زهية‮ ‬منصر:zahiamancer@ech-chorouk.com

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!