-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في أول عرض عالمي:

فيلم “غدوة” يكشف معاناة وجروح لا تزال معلقة

صالح عزوز
  • 636
  • 0
فيلم “غدوة” يكشف معاناة وجروح لا تزال معلقة

لا تزال أيام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 43 مستمرة، حيث عرض ليلة أمس، في المسرح الكبير بالقاهرة فيلم” غدوة” كعرض عالمي أول، للمخرج التونسي ظافر العابدين، كأول عمل له كمخرج، عاش من خلاله الجمهور الحاضر الذي صفق طويلا لهذا العمل الدرامي سياسي، وقائع حية من يوميات الشعب التونسي، الذي مازالت ألامه لم تندمل، ولم ترد الحقوق إلى أهلها إن صح القول، بعد ثورته ضد الدكتاتورية السابقة، وهذا من خلال شخصية “الحبيب”، الذي تحولت يومياته إلى جحيم، نتيجة لأثار الوضع السياسي السابق ودكتاتورية الحكم، لكن رغم مرضه، بقي يجري وراء هذه الحقوق المسلوبة وطرق كل الأبواب من أجل مستقبل أفضل، كمحامي وراعي لحقوق الإنسان في تونس، غير أن هذا كان له الأثر الواضح على ولده” أحمد” دو 15 سنة، من زوجته السابقة، الذي تحول هو الوالد بدل الولد، وبقي معلقا بين القلق والخوف على والده ودراسته، وهو ما عكس علاقة الابن البار بولده، وحرصه على أن يذهب للطبيب ” غدوة” أو غدا، لكن هذا لم يتحقق.

رصد المخرج الممثل، في هذا العمل الدرامي السياسي، معاناة الشعب التونسي، والصمت المطبق عليه، فحمل الكاميرا وتجول بالجمهور أو المشاهد، في شوارع تونس، التي تنزف أفات على غرار التسول وغيرها، رغم أن الثورة كانت من أجل هذا كله، إلا أن الوضع لا يزال يتراوح مكانه نتيجة للكثير من العقبات، صورها المخرج في الكثير من المشاهد على غرار التفريق بين أبناء الشعب، والانتقال إلى أولويات أخرى وهي بناء الوطن وغلق أبواه كل من ينادي بضرورة المساواة والعدالة، ولو على حساب أصوات تئن وحقوق ضائعة بقيت حبيسة الأدراج.

غير كل هذه المعاناة، إلا أن المخرج زرع بعضا من شعاع الأمل في شخصية ” الحبيب”، الذي تنتابه نوبات من الفزع وذكريات قاسية من نظام سابق، ووضع أمامه”سعدية” بابتسامته الجذابة، التي كانت تلاطفه بكلمات رقيقة، تشرح بها تجاعيد الحزن التي يحملها على محياه.

لم يصل ذلك الغد المنتظر، بعد القسوة التي تعرض إليها ” الحبيب”، واتهامه بالتعدي على أبواب المسؤول والتعرض له، تعرض خلالها للضرب المبرح، قرر بعدها الذهاب للمصحة وعلامة اليأس تكبله، بعدما ترك أمانة تونس في يد أبنه الشاب، غير أن الشرطة كانت الأسرع في حمله إلى مصيره المجهول، لكن ابتسامة نصر، لاحت على وجهه في المشهد الأخير، وولده ” أحمد”يبكي ويجري وراء سيارة الشرطة التي تحمله، ويعده بحمل الأمانة عليه ولا خوف عليها، ليكون بذلك ” الحبيب” قد أوصل محتوى المحفظة التي كانت تحمل أوراق المعذبون والمظلومين في تونس، وأن النصر سوف يأتي لا محالة في ظل وجود جيل يؤمن بالحقيقة والعدل والمصالحة

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!