-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في المسيلة

في المسيلة

قال الأمير المجاهد ناصر الدين بن محي الدين الجزائري

ما في البَدَاوة من عَيْبٍ تُذَمُّ به      إلَّا المُروءَةُ والإحسانُ بالبِدَرِ

وأنا أنْسُجُ على مِنْوَالِهِ فأقول:

ما في «المَسِيلَةِ» من عيْبٍ تُذَمُّ به         إلَّا المروءةُ والإحسانُ بالبِدَرِ

والمسيلة التي كانت تسمى «المحمدية» هي عاصمةُ منطقة الحُضْنَة، الحاضِنَةُ لكل خير، المُنْجِية للغُرِّ الميامين من الأحرار والحرائر… وممن أنجبتهم «المسيلة» وطارت شُهْرَتُهُم كل مَطَار:

  • شيخ الإسلام أبو جعفر أحمد الدَّاوْدِي (ت 402 هـ) دَفِينُ تلمسان، وهو أول، أو ثاني، شارح لصحيح البخاري، ومن أوائل شراح «الموطَّأ». وله كتاب قيم في «الأموال»، وقد حقِّقَ ونُشر مرتين… وكان ممن تصدوا للمذهب الشيعي في شمال افريقيا، وهو المذهب الذي وصفه الإمام الإبراهيمي بـ «المذهب الغامض».
  • أبو علي الحسن بن رشيق المسيلي (ت 463 هـ)، صاحب أحد أشهر المصادر الأدبية وهو كتاب «العمدة»، الذي يعتبره الدارسون «عمدة» في بابه. وإليه يُنْسَبُ البيتان الشعريان اللذان قالهما في حكام الأندلس، وهما أكثر انطباقا على حكامنا المعاصرين من أصحاب “الجلالة” و “الفخامة”، وما الجلالة إلا لله –عز وجل- وما الفخامة إلا للشعوب.

والبيتان اللذان بلغا الآفاق هما:

مما يزَهِّدُنِي في أرض أندلسٍ       ألقاب مُعْتَصِمٍ فيها ومعتضد

ألقاب مملكة في غير موضعها        كالهِرِّ يَحْكِي –انتفاخا- صَوْلَةَ الأسد

  • المناضل محمد بوضياف (ت 1992)، الذي كان سادس الستة الذين قَدَّر الله –عز وجل- لهم أن يكتبوا الكلمة الأولى في سجل جهادنا الأخير ضد عدونا الدائم، وذلك في 05 ربيع الأول 1374 هـ ( 01/11/1954). وقد حرصت يوم الجمعة 17/03/2023 على زيارة المنزل الذي كان يسكنه في المسيلة، فإذا هو طلَل يشكو الإهمال، فأحسست بقلبي يعتصر وصدري يضيق، إذ لا يوجد ما يدل عليه إلا جملة مكتوبة بخط باهت لا يكاد يرى «منزل محمد بوضياف»، وليس بمثل هذا التصرف نحافظ على ذاكرتنا، ونمجد رموزنا، وما منزل بوضياف بوحيد أو فريد.

لقد زرت المسيلة عدة مرات، ولكن زيارتي لها في هذه المرة ليست كما سبقها من الزيارات، وكان سبب الزيارة هي دعوة كريمة من السيد إمام مسجد الإمام مالك ولجنة المسجد، ومما رأيته تأكدت أن كل مؤسسة تتأثر بمسيرها فهذا المسجد ليس من ذلك النوع من المساجد المسمى “صَلِّ وارفع صباطك”، ولكنه خلية نحل بنشاطه الديني والاجتماعي.

لقد تشرفت بإلقاء محاضرة بين العشاءين ليوم (16/3) عن «يوم النصر» الذي هو من عند الله أجراه على أيدي جنوده الجزائريين. كما تشرفت بإلقاء درس الجمعة 17/3/ عن «المحبة في الإيمان شرط لدخول الجِنَانُ»

وعلى هامش هذه الزيارة زرت مدرسة من مدارس “الماهر بالقرآن”، وهي مدرسة نموذجية، وزرت مقر شعبة جمعية العلماء الذي أهداه أحد الإ خوة للجمعية.

وقد حرصت على زيارة  زاوية “أبو جملين” التي حضرت وضع حجرها الأساس قبل بضعة أعوام مع الأخ الفاضل د/ علي بن محمد شفاه الله، كما زرت مسجد النصر وهو تحفة معمارية بأتم معنى الكلمة، أشبه ما يكون بمساجد اسطنبول.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!