الجزائر

في حضرة “الشطّاحين!”

قادة بن عمار
  • 6675
  • 59

هل يعلم السيد بوتفليقة، أن عددا كبيرا من أولئك الذين يدعمونه لا يفعلون ذلك حبّا ولا طواعية، وإنما بحثا عن “خبزة صحيحة” تعودوا عليها طيلة 15 سنة، ولا يريدون التخلي عنها حتى لو احترقت المخبزة وانتحر الخبّاز؟!

ربما مغني الراي الشاب خالد، الوحيد الذي تحدث بمصداقية كبيرة حين قال أنه يؤيد بوتفليقة، لا لأمر سوى لأن استمرار هذا الأخير في السلطة، يسمح له بتوفير “عرضة صحيحة” بالويسكي ومشتقاته للوافدين عليه من فرنسا، أو من أي بلد آخر..

ولا غرابة في كلام هذا المغني العجوز، بل الغريب في تعجب ودهشة المتلقين له، وكأنهم كانوا يتوقعون من “شطّاح ردّاح” أفنى شبابه وشيبته وسط البارات والكباريهات وكؤوس الخمر، أن يدعم بوتفليقة لبنائه الجامع الأعظم في العاصمة مثلا؟!

طبعا خالد لا يهمه إلا الويسكي، والشيخة الزهوانية لا تريد سوى استمرار مهرجانات الراي التالف، وجماعة الممثلين محدودي المستوى الذين ظهروا في كليب المساندة الأخير لا يفكرون سوى في “الكاشي”، وهؤلاء سيغنون في الغد القريب لمن سيخلف بوتفليقة، بل ولمن سيدفع أكثر حتى في الوقت الراهن؟!!

صدق المغني المازوني، حين قال أنه سيؤجر “قرجومته” لمن يدفع أكثر، سواء كان إسلاميا أو علمانيا أو وطنيا، ديمقراطيا كان أو مستبدا، اشتراكيا ظهر في خطابه أو ليبراليا، المهم “تعمار الجيب” و”تعمار الراس”؟!

بل هناك ممن شاركوا في الغناء لبوتفليقة، من خرج ليعلن ندمه سريعا، متعهدا أنه سيتبرع بالصك المالي لصالح جمعيات خيرية، يعني بمنطق “من لحيتو بخرلو”، وفي هذا السلوك إهانة أكبر من فعل الغناء تحت الطلب ولمن يدفع أكثر.

هل يعلم بوتفليقة أيضا، وهو صاحب الذوق الفني الغربي، مثلما ينقل المقربون منه والمعجبون به، أن الأغنية التي تم تقديمها مؤخرا لمساندة ترشحه رديئة جدا من حيث المستوى الفني والإخراجي، بل هي مسخرة حقيقية، شارك فيها صنفان من البشر لا ثالث لهما: صنف “خبزيست” لم يعرف في حياته قول (لا)، وصنف جاهل لا يفرق بين لويزة حنون وفوزي رباعين إلا بكون الأولى امرأة والثاني”معارض”؟!

خالد ذاته اتهموه قبل فترة بالولاء لملك المغرب، لكنهم لم يجدوا حرجا في الاستعانة به من أجل الغناء لـ”ملِكهم”؟ ليبقى السؤال: كم شربت من كؤوس الويسكي يا خالد، حتى خرجت على الناس بأغنية “تعاهدنا مع الجزائر؟” وكم من كؤوس الويسكي تحتاج حتى تكفر بالعهدة الرابعة وتنقلب على بوتفليقة؟

لا عيب في رداءة هؤلاء الفنانين أو أشباه المغنيين والممثلين، طالما أن الساحة السياسية تحولت إلى تهريج في تهريج، وباتت نشرات الأخبار التي تتابع هؤلاء السياسيين والمرشحين للرئاسيات، تنافس برامج الضحك في رمضان، حتى أن تلك الوعود التي يطلقها هذا المرشح أو ذاك، لم يبرع في تقديمها أكبر كتّاب السيناريو، مما يدل على أننا بصدد مسرحية كوميدية، أو أغنية رديئة لا تريد أن تحترم، لا السلّم الموسيقي ولا السلّم “الديمقراطي”؟!

مقالات ذات صلة