الرأي

في عزّابة

أرشيف

زرت مدينة سكيكدة عدة مرات، أربعا منها في بحر هذه السنة، وكنت أنوي في كل مرة أن أزور مدينة عزابة، القريبة من سكيكدة، ولكن رجائي لم يتحقق إلا في هذه المرة، حيث زرت رفقة الأخوين عبد الرزاق قسوم ومحمد الدراجي بلدة عين شرشار القريبة هي أيضا من مدينة عزابة قبيل صلاة العصر من يوم الجمعة (1-6-2018) وصلت صحبة أحد الإخوة الأساتذة إلى مدينة عزابة الجميلة رغم قلة نظافتها، وبعد أداء المكتوبة في مسجد دار الهجرة الجميل، ألقيت كلمة عن إعجاز القرآن الكريم، مقتبسة وملخصة من كتاب اسمه “لماذا أسلم صديقي، ورأي الفاتيكان في تحديات القرآن”، وهو للقسيس المصري الدكتور إبراهيم خليل فلوبوس الذي أسلم وجهه وعقله وقلبه لله بعدما قضى سنين عددا كائدا للإسلام، محاربا للقرآن، مشاققا لله ولرسوله.. وقال بعد إسلامه: “قهرني القرآن”.
يرى الدكتور إبراهيم خليل أن من أسباب إعجاز القرآن الكريم أمرين اثنين:
أولهما أنه روح من أمر الله – عز وجل- حيث جاء في القرآن الكريم: “وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا”، والروح لا يعلمها إلا الله القائل في القرآن الكريم: “يسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”.
وثانيهما اللسان الذي اصطفاه الله لحمل هذا القرآن، وهو اللسان العربي المبين، ضاربا المثل بأول آية أنزلها الله، التي جاء فيها أنه خلق الإنسان من علق، فكلمة “علق” لها واحد وعشرون معنى، كلها لها صلة بالإنسان، فأية لغة فيها كلمة واحدة تحمل واحدا وعشرين معنى؟
وبعد الانتهاء من الكلمة توجهت رفقة بعض الإخوة إلى معلم إسلامي، نال شرف الدعوة إلى إنجازه والسهر على ذلك المجاهد العقيد علي منجلي – رحمه الله- وهذا المعلم هو نظير المعلم الذي سعى في إنجازه العقيد الحاج لخضر في باتنة. وكان علي منجلي ينوي أن يكون هذا المعلم ملحقا بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية. فلما توفى الله سي علي منجلي حرّف جنود من يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم هذا المعلم عما أسس من أجله..
ثم تجولنا في بعض أجزاء من المسجد، وهو يحتاج إلى عناية أكبر.. وفيه مكتبة قيمة هي في الأصل مكتبة الشيخ مبروك العوادي – رحمه الله – الذي لم ينل ما هو أهله من تكريم وإشادة في حياته وبعد مماته..
فهو من خريجي الأزهر الشريف.. ورغم ميله إلى المذهب الظاهري، بل يقال إنه “الظاهري” الوحيد في الجزائر، فقد كان قريبا جدا من الشيخ أحمد حماني، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في السبعينيات والثمانينيات، وكان له كالمستشار الأمين، رفقة الشيخ أحمد بري.. رحمهم الله جميعا.
تمنينا أن يكون جميع مجاهدينا مثل الحاج لخضر في باتنة وعلي منجلي في عزابة في وفائهما للإسلام الحنيف، وللشهداء الأبرار.. ولكن بعضهم استزلهم الشيطان، حتى أذهبوا بسيئاتهم حسناتهم، وأحلوا ما حرم الله، وألهاهم التكاثر في الأموال..
وتحية أخوية إلى الإخوة في عين شرشار، ومكاسة، وبومعيزة، وعزابة..

مقالات ذات صلة