-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قادة مجموعة السبع: عزل الدول النامية في قاع الفقر

قادة مجموعة السبع: عزل الدول النامية في قاع الفقر

التأم قادة مجموعة السبع في لندن، يفتحون أبواب اقتصاد جديد يرمم انكساراته في ظل وباء كورونا، وإحصاء خسائره الكبرى بآليات حساب فلكي مفتوح على أرقام مذهلة، تتخطى قدرة استيعاب العقل البشري.

التقى قادة الدول الصناعية السبع الكبرى وجها لوجه حول طاولة اجتماع مستديرة، في أصدق إشارة على احتواء وباء كورونا القاتل، وبدء مرحلة بناء اقتصاد سياسي يتخطى آثار الكارثة، والبحث عن أصل مرتكبيها المصنعين لفيروس “كوفيد 19” وسلالاته المتعاقبة.

قلوب مطمئنة على اقتصاد وثروات دول مجموعة السبع، فهي التي تتحكم في عجلة الاقتصاد العالمي، والمالكة لآليات جني مكاسبه على حساب شعوب العالم في أي ظرف كارثي كان.

لملم قادة السبع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، مساوئ كورونا، ووضعوا قاعدة اقتصاد جديد ما بعد الوباء، وتخطوا عقبات الخلاف الطارئ على عجل.

قادة فرنسا وإيطاليا وألمانيا جاءوا إلى لندن، ولم يروا انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عقب خلاف في وضع إستراتيجية لمرحلة جديدة يضعها قادة مجموعة دول السبع الصناعية الكبرى، ولم يكن الخلاف الأمريكي – الأوروبي في مجال صناعي أو مالي عائقا في قمة فرضتها ضرورة التحديات الاقتصادية الراهنة.

عجلة الاقتصاد الكوني في خارطة الدول الصناعية السبع، تدار بآليات منتظمة في ظل نظام استغلالي، تركزت فيه قوة الاقتصاد وفاعلية السياسة بيدها، ووضعت قواعد التجارة الدولية والنظام النقدي وحركة المال تحت تصرفها لضمان مصالحها الإستراتيجية الكبرى على حساب الدول النامية، الواقعة ضمنا تحت سيطرة “الاستعمار الجديد” والغارقة في هموم الفقر والبطالة وانعدام قدرة الاعتماد على الذات، هو الشكل غير العادل.. في نظام اقتصادي غير متوازن.

الدولة النامية لم تستثمر قدراتها، وهي تملك في داخلها مقومات الارتقاء بسياساتها التنموية لو أرادت، وبإمكانها التحرر من قيود الاعتماد الدائم على الدول المتقدمة، التي وجدت في الدول النامية سوقا استهلاكيا لا يشبع، في غياب الإنتاج الصناعي الذي يلبي الاحتياجات المحلية.

غياب استراتيجيات التنمية الجادة، هو العائق، لو وجدت ووضعت بإحكام، وأعدت مستلزمات تنفيذها، ونهضت بقطاعاتها الإنتاجية، لتخلت عن سياسة الاعتماد على الدول الصناعية المتقدمة، وحققت أعلى قدر من الاكتفاء الذاتي، وعالجت الكثير من الأزمات المستعصية وفي مقدمتها البطالة، وعجز الميزان التجاري، واستنزاف احتياطي النقد الأجنبي. وتصاعد نسب التضخم التي تدمر أية قاعدة اقتصادية، تستهلك ما يفوق إنتاجها، وتستورد بضائع تستنزف قدراتها المالية، قبل أن تغرق في ديون خارجية، أو تضطر لاعتماد سياسة تقشف قاسية، تربك قواعد الأمن الاجتماعي.

حسمت الدول الصناعية السبع أمرها، وخرجت بإستراتيجية محكمة، متفق عليها ما بعد وباء كورونا، تجدد هيمنتها على الاقتصاد العالمي، ولم تأخذ واقع الدول النامية بنظر الاعتبار، إلا في قرارها “الإنساني” القاضي بمدها بمليار جرعة لمقاومة فيروس كورونا بفقرها وعوزها وخسائرها التي لا تحصى اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • من هناك

    من عاش على التسول والذل لعشرات السنين لا يمكنه أبدا التشمير عن سواعده والاعتماد على عضلاته باعتبار العادة تبدأ سخيفة ، ثم تصبح مألوفة ، ثم تغدو معبودة .