-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قاعات السينما في الجزائر.. من عرض جديد الأفلام إلى مكان لملتقى العشاق

الشروق أونلاين
  • 8626
  • 0
قاعات السينما في الجزائر.. من عرض جديد الأفلام إلى مكان لملتقى العشاق

غابت ثقافة الذهاب إلى قاعات السينما اليوم، لذا فقد أوكلت إليها مهمة أخرى غير التي أُسّست لها من قبل الكثير من الشباب، حيث تحوّلت بعض القاعات المحسوبة عمليا أنها قاعات لعرض جديد أفلام السينما العالمية إلى مكان للقاء العشاق، فتحوّلت بذلك الأحداث من ما يعرض على الشاشة المعلقة على الحائط، إلى ما يحدث فوق كراسي هذه القاعات.

قاعات يحدث فيها كل شيء ماعدا متابعة أحداث الأفلام  

للأسف أنك لو زرت مرة من المرات هذه التي تسمى قاعات السينما، التي تعد على الأصابع والتي تتواجد في أمكنة ضيّقة في الكثير من الأحياء، أنك مجبر على أن تحضر للكثير من تصرفات العديد من الشباب عن قرب، ربما بجانبك على المقعد الأقرب إليك، فقد تستغرب لها أو تصدمك عندما تشاهد أفعال ربما لا تعرض حتى في الفيلم الذي هو أمامك على الشاشة، لذا فإن البعض منها تحوّل إلى أماكن لفعل كل شيء، ماعدا متابعة أحداث الفيلم الذي يعرض أيا كان نوعه والذي من المفروض حضر الكثير منهم إلى هذا الغرض فحسب، لذا يختار كل واحد منهم الفيلم الذي يريده هو بنفسه مع عشيقته في هذه القاعات، وتحولت إلى ملتقى للعشق والغرام وتبادل القبل والهمسات الحميمية في ظلمة هذه القاعات وتحت الستائر.

اذهبوا إلى قاعات السينما فهناك مكان للحميمة

لم تكفهم شواطئ البحر ولا بعض الحدائق العمومية من أجل لقاءات الغرام، حتى أضيفت إليها التستر وراء أسوار بعض قاعات السينما وبين كراسيها من أجل التواصل مع عشيقاتهم في الخفاء وكذلك من أجل الأمان والسلامة، من دون خوف ولا اعتداءات وهم يمارسون طقوسهم، كما يحصل في العديد من المناطق المكشوفة على غرار الشواطئ والغابات التي تجلب العشاق وتجلب المعتدين في آن واحد، لذا تجد العديد من الشباب يضرب موعد اختلائه بعشيقته في هذه القاعات، متخذون حضور فيلم جديد ذريعة لدخولها ومن ثم يفعلون ما يشاءون من بعدها ماعدا متابعة الفيلم.

تستغرب حقا عندما تجد أنه لم يبق مكانا إلا وفيه هذه الممارسات المحرمة والمشبوهة، أين اتخذوا من كل الأماكن مهربا لهم سواءً في الأماكن المخصصة للترفيه أو جلوس العائلات أو أماكن ممارسة الرياضة وحتى المدارس، الثانويات والجامعات وغيرها من المنشآت التي أصبحت لها مهمة موازية إلى مهمتها الرسمية، وهي التستر على مثل هذه العلاقات الحميمية بين الشباب من كلا الجنسين، بل وصلت اليوم إلى الطرقات من دون خوف ولا حياء على مرأى من الناس.

لم يكفنا أنّ الكثير من قاعات السينما الموجودة حاليا مغلقة لأسباب أو لأخرى وأصبحت تعد على الأصابع حتى تحوّلت إلى ما هي عليه اليوم، بعدما كانت بالأمس فضاء حقيقيا لعروض جميلة ومشوقة استأنست بها العائلات في ذلك الزمان وكانت حقيقة دورا لأعمال خالدة خاصة المحلية منها، حين كان الناس يتزاحمون على أعمال المفتش الطاهر، رويشد، حسان الحسني وغيرهم من وجوه الفن الهادف المربي الذي تزينت به هذه القاعات في تلك الفترة، أمّا اليوم ونتيجة لغياب ثقافة الذهاب إليها من جهة، ومن جهة أخرى أصبحت تعرض أفلاما أكل عليها الدهر وشرب خاصة في التطور الحاصل في مجال الصورة وتكنولوجيا الاتصال، استغلها الكثير من الشباب وحوّلوا مهمتها إلى مهمة أخرى وأصبحت أبوابها اليوم تفتح أمام العشاق في كل الأوقات، ويبقى وقت التمتع بفيلم حتى ولو عرض سابقا مؤجلا إلى أوقات أخرى ربما وتتكرر هذه الأفعال مع كل عرض جديد. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!