-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قبل‭ ‬المطالبة‭ ‬بالاعتذار‭!‬

الشروق أونلاين
  • 3741
  • 6
قبل‭ ‬المطالبة‭ ‬بالاعتذار‭!‬

كثير من الجهات والشخصيات الوطنية، وبعض الفاعلين السياسيين والجمعويين، داخل السلطة أو خارجها، في المعارضة أو في الموالاة، يستعلمون الخطاب الثوري، مادة دسمة لعرض مواقفهم، ويطالبون فرنسا الاستعمارية، في كل مرة، بالاعتراف بجرائمها، لا بل إنهم يطالبونها بالاعتذار،‭ ‬وذلك‭ ‬حق‭ ‬مشروع،‭ ‬وطبيعي‭ ‬ومنطقي‭.‬‮ ‬

  • لكن غير الطبيعي واللامنقطي، هو الطريقة المفرطة في التعبير عن الفرح باستضافة وزير الخارجية الفرنسي مؤخرا بوهران، حيث دخلها فاتحا، فأعد له المسؤولون “ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر” من فروض الاستقبال، وبروتوكولات الضيافة!
    هناك مثل مصري شائع، يقول: “أسمع كلامك أصدقك، أشوف أفعالك أتعجب”، والواقع أن هذا المثل ينطبق على الجزائريين، الذين سارعوا شبابا وشيابا للتسجيل في قاعة، كان من المفروض أن يخاطب فيها وزير خارجية فرنسا الجموع، لا بل إن السلطات المحلية بعاصمة غرب البلاد، أعدت لقاء‭ ‬حميميا‭ ‬بين‭ ‬الوزير‭ ‬آلان‭ ‬جوبي‭ ‬والشباب‭ ‬الجزائري،‭ ‬ليتحدث‭ ‬عن‭ ‬الهجرة‭ ‬والفيزا،‭ ‬وأحلام‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬عاصمة‭ ‬الجن‭ ‬والملائكة،‭ ‬قبل‭ ‬إلغائه‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬لحظة‭ ‬بسبب‭ ‬ازدحام‭ ‬أجندة‭ ‬جوبي،‭ ‬وليس‭ ‬لاستيقاظ‭ ‬غيرة‭ ‬الجزائريين‭!‬
    المراكز الثقافية الفرنسية في المدن الجزائرية تحولت إلى لوبيات أقوى من كل الجمعيات الناشطة في إطار القانون، كما أن العديد من المثقفين والفنانين، والمفكرين، باتوا يلبون دعوات تلك المراكز الفرنسية مهرولين ومجانا، في الوقت الذي يخترعون فيه ألف حجة ومبرّر للتهرب‭ ‬من‭ ‬جمعيات‭ ‬وطنية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬هيئات‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الداخلية‭!‬
    من قال أن حزب فرنسا قد فر من دواليب الإدارة الجزائرية، أو أن هذه الأخيرة تطهرت منه نهائيا، فقد كذب، وعليه، أن يترحّم على الأيام التي كان فيها المسؤول الفرنسي يتشنج من الوطنية الزائدة لدى نظيره الجزائري، أو يستفسر عن سرّ تعلق شباب الاستقلال بأبطال ورموز ثورتهم، ومن ماتوا شهداء، طالما أننا عجزنا حتى الآن عن استصدار قانون يجرّم المستعمر، وكأننا لم نتخلص بعد من عقدة الخوف التي اعتقدنا أنها انكسرت نهائيا في الفاتح نوفمبر، وترجمها الاستقلال الأول في الخامس جويلية 62!
    قبل فترة، استعملت بعض الفضائيات في خطابها حول الجزائر، صور الشباب الذين التفوا هاتفين بحياة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في الشوارع عند زيارته لبلدنا، وقال بعض المحللين، ها هم الجزائريون لم يتخلصوا بعد من عشق مستعمرهم السابق فكيف يقنعوننا بجدوى مطالبته بالاعتذار؟ والحقيقة أن الصور التي شاهدناها لآلان جوبي في وهران، قبل أيام، تؤكد تلك التساؤلات غير البريئة، وحين نعثر على إجابات مقنعة، ونتخلص من حالة التبعية الفكرية والنفسية التي تحتلنا، حينها فقط، يحق لنا أن نسائل فرنسا عن ماضيها الاستعماري البشع، ونحاسبها‭ ‬عمّا‭ ‬اقترفته‭ ‬من‭ ‬جرائم؟‭!‬
     
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • samia

    نعم على فرنسا ان تعتذر اولا
    على الفيس ومداني مزراق ان يحاسب ثانيا

  • Mohammed

    Je pense qu'il s'agit d'une réaction contre le régime en place plutôt qu'un geste d'amour envers la france.

  • tayeb

    المسألة بسيطة وهي أن الإستقلال اللي أخرج فرنسا وكان normallement يجيب الراحة والهنا ما جاب الا الهم والميزيرية

  • karim espagne

    il faut regarder l'interet de l'algerie parceque le peuple algerien ils pensent pas commeça, l'essentiel nous vivons bien parceque les responsables algerien ils parlent de sa seulement pour finter les gens te pour rester au pouvoir. alors on est pour que l'algerie travailler avec la france dans l'economie poue l'interet du pays et du peuples algerien.

  • متابع

    أنا أيضا والله أستغرب مما تستغرب منه!

  • الثابتي

    لا يختلف اثنان على ان فرنسا الاستعمارية قديما و حديثا يجب عليها ان تعترف بجرائمها هنا و هناك في العالم و خاصة الجزائر !! لكن من يعتذر للشعب الجزائري على الامراض الاجتماعية المنتشرة في المجتمع و التي لا دخل لفرنسا فيها الان ! الرشوة ،الفساد المالي ،الفساد الاخلاقي ، احتقار اللغة العربية من طرف الجميع حكام و محكومين ، نشر الرداءة و التغريب في تلفزتنا اليتيمة ووووو !!! ..قبل ان نطالب غيرنا بالاعتذار للفساد التاريخي المرتكب في حق شعبنا يجب محاسبة انفسنا على جزائمنا التي ارتكبها مترافونا فينا !!!!!