الجزائر
تبيع اللحم "البقري" بـ 680 دج و"الغنمي" بـ 1050 دج

قصابات “الرحمة” تكسر أسعار اللحوم عشية رمضان

وهيبة سليماني
  • 9603
  • 7
يونس أوبعيش

مع اقتراب شهر رمضان، الذي لا يفصلنا عنه إلا أسبوع فقط، بدأ الجزائريون يستعدون لاستقباله كضيف يحل عليهم كل سنة، وتخوفا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم خاصة مع أيامه الأولى، سارعت الكثير من العائلات إلى التزود بما يعرف في الأوساط الشعبية الجزائرية بـ”العولة”..
قصابات الرحمة في الأحياء الشعبية، فتحت أبوابها واسعا، لـ”الزوالية” حتى لا يحرموا من شوربة باللحم، حيث جذبت أسعارها المنخفضة بالمقارنة بالأسعار الحقيقية للحوم في السوق، العشرات من الجزائريين الذين تهافتوا عليها هذه الأيام وقبل أسبوع من حلول شهر رمضان، بعضهم اشتروا شاة أو نصف شاة مذبوحة ومسلوخة، منتهزين الفرصة لتخزين هذه اللحوم في الثلاجات واستهلاكها بالتقسيط خلال رمضان.
“أسعار في متناول الجميع، وهي قابلة للتخفيض خلال شهر الصوم”، قالها بائع في قصابة في الحراش شرق الجزائر العاصمة، حيث كان مدخل المحل وحوائطه الداخلية، مكتظا بأوراق بيضاء علقت للإعلان عن أسعار اللحوم وأنواعها وأصنافها، والتخفيضات التي ستشهدها الأسعار في رمضان.

..تخفيضات تصل إلى 20 بالمائة مع بداية الصوم

في باب الوادي، كما في القبة والحراش، وحسين داي بالعاصمة، تشدك قصابات أطلقت على محلاتها أسماء أضيفت إليها كلمة “رحمة” دلالة على انخفاض أسعارها التي تصل مقارنة بالأسعار المداولة في سوق بيع اللحوم بالتجزئة، إلى 15 بالمائة و20 بالمائة أحيانا، وهذا حسب الاستطلاع الذي قامت به “الشروق” عبر هذه القصابات.
في وسط مدينة الحراش، أو في حي الأقواس كما هو معروف، توجد قصابة الرحمة للشعب، وقد علقت على بابها، قصاصات ورقية، كتبت عليها الأسعار بشكل واضح للمارة، والزبائن الذين يقصدونها، وعلق صاحب القصابة من خلال لائحة كبيرة تحمل عبارة “أسعار خاصة بالأعراس والمناسبات”. الكيلوغرام من لحم البقري بالعظم 689دج، ولحم الغنمي بـ 1015دج، و”البيفتاك” بـ 1220دج، وزلوف الخروف بـ 490دج، ودوارة خروف بـ 300دج، وهي أسعار وجدها البعض من الزبائن الذين وجدناهم هناك، معقولة وهي منخفضة بـ 100 إلى 200دج مقارنة بالأسعار التي يعرفها سوق اللحوم في محلات التجزئة.
في قصابة ببومعطي، تدعى سوق اللحوم للرحمة، يباع الكيلغرام من لحم الغنمي بـ1015دج بينما يباع في المحلات الأخرى بـ1145دج، والبقري المحلي بـ1015دج بينما المستورد بـ950دج، وأكد لنا أحد الباعة أن الأسعار ستنخفض خلال شهر رمضان.
أصحاب هذه القصابات علقوا الأسعار الخاصة بشهر رمضان، وهي منخفضة بـ20 بالمائة مقارنة بالأسعار التي يبيعون بها الآن، كما يخصمون نسبة معينة للأشخاص الذين يشترون اللحوم بكميات كبيرة، خاصة الذين لديهم أعراس أو مناسبات خاصة.
وقال أحد باعة قصابة إن المحل دأب على التصدق بـ”الدوارة” إلى الزوالية خلال شهر رمضان، ولكن الإقبال كبير للمواطنين على محله ما يسبب له الاكتظاظ، ما جعل القصابة تكف عن منح الدوارة مجانا، لكن هذا لا يمنع حسبه، التعامل مع بعض الفقراء بشيء من الرحمة والصدقة.

لحوم من نوعية جيدة.. وأكثر المقبلين من يشترون بـ”الجزرة”

وتتميز قصابات الرحمة بلحوم محلية طازجة فهي تتعامل في الكثير من الأحيان مع موالين ومربي الأغنام من ولاية الجلفة، حيث يساعدون أصحابها في أسعار المواشي، واللحوم بالجملة، وأغلب هؤلاء الجزارين يملكون سلسة من المحلات تتعامل مع الشركات والمطاعم والعائلات في الأعراس والمناسبات.
الأسعار المنخفضة التي تساعد سكان الأحياء الشعبية المعروفة بـ”الزوالية”، جعلت الكثير من ميسوري الحال يقصدونها لشراء كميات من اللحوم أو “جزرة” كاملة ليستهلكوها خلال شهر رمضان بالتقسيط، ويتجنبون شراء لحوم غالية وسيئة النوعية أحيانا.
وزاحم الأغنياء، هذه السنة، متوسطي الدخل والفقراء، قصابات الرحمة، وهو ما أكده أحد الزبائن لـ”الشروق”، الذي وجدناه يشتري شاة مذبوحة ومسلوخة من قصابة سوق الرحمة للحوم.

مقالات ذات صلة