الرأي

قصَمًا‮…‬

عمار يزلي
  • 2755
  • 9

حلت ذكرى الثورة في‮ ‬عز الحديث عن نهب‮ “‬الثروة‮” ‬في‮ ‬ظل حكم‮ “‬الثورة‮”!. ‬ككل سنة مما نعد،‮ ‬لم‮ ‬يعد أول نوفمبر‮ ‬يحمل أي‮ ‬معنى لدى الجزائريين الذين لم‮ ‬يعرفوا من الثورة سوى ما تبقى من نهب الثروة باسم الثورة أحيانا وباسم ثوار الأمس في‮ ‬كل الأحايين‮.. ‬عن جدارة أو عن استحقاق أو عن سوء تقدير‮! ‬جيلنا اليوم لم‮ ‬يعد‮ ‬يرى في‮ ‬إنجازات الثورة المجيدة إنجازا ذا معنى ولا جدوى‮! ‬والسبب معروف‮: ‬التنكر للمبادئ التي‮ ‬قامت عليها الثورة‮: ‬الظلم والتفرقة والتعسف وفقر الأغلبية وثراء حفنة من الأوروبيين‮! ‬هذه المعادلة،‮ ‬يراها اليوم الشباب الذين لم‮ ‬يعرفوا ظلم فرنسا ولا عدوانيتها ولا وحشيتها،‮ ‬لا تختلف عن معادلة اليوم وما آلت إليه الأوضاع بعد نحو ستين سنة على اندلاع الثورة‮. ‬نفس القواعد السابقة،‮ ‬يرونها قائمة اليوم،‮ ‬مع اختلاف في‮ ‬الأسماء والتواريخ فقط‮! ‬صارت الأقلية الساحقة عندنا اليوم‮ (‬أقلية جزائرية بعقلية فرنسية‮) ‬تتحكم في‮ ‬دواليب سلطة المال والأعمال و”الإضارة‮” ‬والسياسة،‮ ‬مقابل‮ ‬غالبية مسحوقة من فئة‮ “‬الأنديجان‮”.‬

نمت على وقع الذكرى،‮ ‬لأجد نفسي‮ ‬أزور فخامته في‮ ‬قصره بمناسبة ذكرى أول نوفمبر‮! ‬باعتباري‮ “‬مزاهد نتاع ال‮…‬بل‮” ‬أي‮ ‬نتاع الصح‮!(‬طلعت للزبل في‮ ‬ويك آند‮ ‬5‮ ‬زويلية‮ ‬62‭!‬‮)‬‭ ‬ونزلت‮ “‬مزاهدا‮”! ‬سقطت على فمي‮ ‬فوق صخرة صغيرة فتهشم فمي‮! ‬لم أشأ أن أضع طاقم أسنان بعد الاستقلال لكي‮ ‬أبرهن أني‮ “‬معطوب حرب‮”. ‬من ساعتها،‮ ‬صرت أنطق حرف‮ “‬ج‮” ‬زايا‮.. ‬مما سبب لي‮ ‬مشاكل حتى مع‮ “‬رئيس الزمهورية‮”. ‬قلت له بعدما استقبلني‮ ‬على‮: ‬كيف حالك السي‮ ‬عبد القادر؟ أنا‮ “‬العقيد زيلالي‮ ‬بوزلال‮”‬،‮ ‬ما راكش عاقل علي؟؟ تلاقينا أنا وياك في‮ ‬منظمة‮ “‬المزاهدين‮”.. ‬كي‮ ‬نزلت أنا من‮ “‬الزبل‮”! ‬راك عاقل علي؟ كنت تضحك علي‮ ‬كي‮ ‬كنت أنشد قدامك وقدام‮ “‬الزنود‮” ‬نشيد‮ “‬من‮ “‬زبالنا طلع صوت الأحرار‮”! ‬ثم أنت عينتي‮ ‬ضابط برتبة ملازم أول‮ “‬بزوز نزمات‮”. ‬راك عاقل وإلا نسيتي؟ قال لي‮: ‬نسيت حتى واش تعشيت البارح‮!.. ‬حقة واش من ثورة راك تحكي‮ ‬عليها نتاع الفيطنام؟ قلت له‮: ‬لا‮..‬لا الثورة نتاعنا‮.. ‬نتاع‮ “‬زبهة التحرير‮.. ‬نتاع السلاح‮”‬‭ ‬ماراكش شافي؟‮..(‬ورحت أقوم أمامه بتمثيل قصف بالبازوكا والماط‮ ‬34‮ ‬والديسيا والقارا والتساعية‮: ‬بوووووم‮…‬طززززز‮! ‬دووووم‮… ‬طيييييو‮! ‬رععععع‮! ‬تسسسس‮..!) ‬راك عاقل؟ هئهئ‮.! ‬راح الرئيس‮ ‬يضحك‮… ‬تركت الحرس‮ ‬يساعدونه ـ و”خرزت‮” ‬من مكتبه وأنا أقول‮: “‬مزية‮ “‬خرزت‮” ‬قبل ما‮ “‬يخرزوني‮” ‬بالسيف‮!‬

وأفيق وأنا أبكي‮ ‬وأضحك وأنشد‮: ‬قسما بالنازلات الماحقات‮..‬

مقالات ذات صلة