الجزائر
مزايا عديدة تدفع المسافر للتنقل عبر الخط الجديد

قطار تقرت – العاصمة.. مكسب جديد يعزز خدمات النقل بالجنوب

الشروق أونلاين
  • 5027
  • 7
ح.م

تشكل خدمات القطار الجديد الرابط بين مدينتي تقرت (160 كلم شمال ورقلة) والجزائر العاصمة مكسبا آخرا لهذه المنطقة من شأنه تعزيز وترقية شبكة النقل وإعطائها نفسا جديدا بالجنوب عموما.

هذه الخدمة الجديدة للنقل العمومي التي انطلقت بأول رحلة يوم الأحد الماضي، حظيت بارتياح كبير في أوساط سكان هذه المنطقة من الجنوب الذين أجمعوا في انطباعات رصدتها وكالة الأنباء الجزائرية لحظات قبل انطلاق الرحلة الأولى أن فتح هذا الخط الجديد للنقل بالسكة الحديدية يأتي استجابة للتطلعات التي كانوا ينشدونها منذ أمد طويل.

وفي هذا الصدد يرى الشاب فتحي (مهندس ميكانيكي)، أن “استحداث هذا الخط الجديد من شأنه أن يساهم في التخفيف وبشكل كبير أزمة النقل التي كان يعاني منها المواطنون بهذه المنطقة، سيما الراغبين منهم في التوجه نحو الجزائر العاصمة لأغراض متعددة”.

وأضاف ذات المتحدث بقوله “طالما انتظر السكان هذا المكسب، خاصة بالنسبة لفئات المرضى والأساتذة والطلبة الذين يتنقلون بانتظام إلى الجزائر العاصمة، وكانوا يعانون في سفرياتهم على متن الحافلات أو سيارات الأجرة الجماعية لعدم توفر لدى بعض تلك الوسائل أدنى شروط الراحة”.

من جهتها اعتبرت الآنسة ليلى (موظفة) “أن هذا القطار الجديد بمثابة إضافة خدماتية للمنطقة، من شأنه المساهمة في تنميتها الاجتماعية – الاقتصادية”، مبرزة الأهمية التي يكتسيها للمستعملين، سيما وأن بعض حافلات نقل المسافرين “أصبحت لا تلبي حاجياتهم بخصوص خدمات السفر المريح والسلامة خاصة المرضى والأطفال الصغار والمسنين”.

كما أعربت ذات المتحدثة عن “ارتياحها” وعلى غرار مسافرين آخرين بشأن تسعيرة النقل المقترحة في هذه الوسيلة الجديدة التي وصفتها أنها “جد معقولة” مقارنة بتذاكر النقل عبر الطائرة التي تظل غير متاحة لأغلب شرائح المجتمع.

نفس الشعور عبّر عنه مواطنون آخرون الذين ثمّنوا هذا المكسب في مجال خدمات النقل بالسكة الحديدية بتقرت، والذي يضمن ظروفا مريحة للتنقل نحو الجزائر العاصمة مرورا بعديد المناطق، ما يتيح الفرصة – حسبهم – للمسافر في الهبوط بالمدينة التي يقصدونها.

ويراهن هؤلاء المواطنون في تصريحاتهم على مدى وعي المسافرين في المحافظة على هذه الوسيلة الجديدة، بما يضمن استدامة خدماتها سيما في مثل هذه المناطق التي تتميز بخصوصيات مناخية صعبة.

ويتوفر القطار الجديد لخط تقرت / الجزائر العاصمة الذي تصل سرعته إلى 120 كلم في الساعة على مزايا عديدة كان يبحث عنها المسافر بهذه المنطقة، وهو يتوفر على نحو 160 سرير للنوم بعربات درجة أولى وثانية وأخرى درجة أولى وثانية بعدد 280 مقعد مخصص للجالسين، وعربة لتقديم خدمات الإطعام، فضلا عن خدمات ضرورية أخرى يحتاج إليها المسافر أثناء رحلته.

وستكون الأولوية في استعمال العربات ذات الأسرة بهذا القطار الذي صنع بأياد جزائرية صرفة بورشات تابعة للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية بسيدي بلعباس للمواطنين الذين يقطعون مسافات طويلة تفوق 400 كلم، كما أوضح مدير النقل بالولاية، توفيق جدي.

وأعرب ذات المسؤول عن “ارتياحه” لهذه الوسيلة العصرية التي تدعم بها قطاع النقل بهذه الولاية التي كانت قد استفادت ضمن جهود عصرنة المدن بخدمات مشروع ترامواي ورقلة.
من جهته، أكد مدير محطة تقرت للنقل بالسكة الحديدية، لطفي حاج سعيد، أنه يمكن التفكير مستقبلا في الزيادة في رحلات القطار في حالة تسجيل إقبال كبير من قبل المسافرين.

وبرمجت ثلاث رحلات أسبوعية لهذا القطار (أيام الأحد والثلاثاء والخميس) انطلاقا من تقرت، ويقطع مسافة 744 كلم مرورا بمناطق جامعة والمغير وبسكرة ثم عين التوتة والمسيلة وبرج بوعريريج، والبويرة وبومرداس وصولا إلى محطة آغا بالجزائر العاصمة.

ويأتي فتح خط جديد يربط تقرت بالجزائر العاصمة ليدعم خدمات النقل بالسكة الحديدية التي يقدمها قطار كوراديا السريع الرابط بين مدينتي تقرت وقسنطينة الذي دخل حيز الخدمة في سبتمبر 2018، وكان يضمن ثلاث رحلات في الأسبوع (ذهابا وإيابا) بين تقرت وقسنطينة، قبل أن تصبح في الآونة الأخيرة هذه الرحلات يومية باستثناء يوم الجمعة المخصص لأشغال الصيانة.
س.ع

مقالات ذات صلة