الرأي
أول جمعة والمساجد مغلقة..

قم يا بلال..!

أبو جرة سلطاني
  • 3796
  • 24

بسم الله الرحمن الرحيم

غدا تهلّ على الأمة الإسلامية أول جمعة والمساجد مغلقة في ربوع الأرض بسبب مخاطر انتشار فيروس كورونا المدمر لأعظم مقاصد الشرع ( النفس). وقد انتشرت فتاوى كثيرة تقترح طرقا ميسرة لأداء هذه الشعيرة بالحد الأدنى المتاح. وقد أحصيت خمسا منها كونها “تدابير” اضطرارية مؤقتة وليست فتاوى شرعية دائمة.

١- الصلاة مع التلفزيون.
٢- الصلاة مع الإمام الأقرب للبيت عبر البث الشبكي المباشر.
٣- الصلاة جماعات صغيرة في البيوت.
٤- الصلاة بالأسرة في البيت.
٥- الصلاة بالقرب من المسجد إذا كانت الخطبة مبثوثة بمكبر الصوت الخارجي مثل الآذان.

الحمد لله على صحوة ضمير الأمة وحرص علمائها على صون دينها وتنبيه أفراد المجتمع من الغفلة والتمادي في الفساد ونسيان يوم الحساب، فعسى أن يكون في هذا البلاء خير إن شاء الله تعالى.

ما اجتهد فيه علماؤنا كله واجب وقت غايته المحافظة على هذه الشعيرة بالمستطاع الذي لا يؤدي إلى التهلكة لقول تعالى:” فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا” التغابن: ١٦.

وإذ يؤلمنا الحال الذي صرنا فيه، فإننا نذكر بأن العبادة طاعة ومقاصد: فالصحيح يعبد الله قائما ويأخذ الكتاب بقوة. وصاحب العذر يعبده قاعدا ويجتهد في الإخلاص له. ومن عجز عن القيام والقعود عبده على جنبه ةالله أعلم بحاله. وقد علمنا ديننا كيفية صلاة الخائف وصلاة المجاهد والصلاة في الرحال، إذا حال بين العابدين ومساجد الله حائل كنزول مطر غزير وتوحل الطرقات أو خشية ما يتأذى منه المصلون خشية متحققة وليست ظنية..

ما يتحدث به أهل الإختصاص اليوم عن المنتظر من انتشار وباء الكورونا ينقلنا من فقه الضرورة العارضة إلى فقه الاضطرار الواسع:” فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه” البقرة:١٧٣. فالأمة تمر بحالة اضطرار أكرهت عليه كرها وقلوب المؤمنين مطمئنة بالإيمان. طامعة في عفو الرحمن. والغاية المنشودة من كل مجتهد هي الإبقاء على راية الإسلام مرفوعة بالاذآن وصلاة الجماعة والجمعات بأي صورة من الصور المتاحة والمباحة. ولعل آرجحها وأقربها إلى المحافظة على نبل هذا المقصد هو: الآذان لها في جميع المساجد ومحافظة الإمام على أدائها بالحد العددي الأدنى من غير التفات لما هو مقرر فقها (تكفي مع المؤذن والقيم..) وبثها في مكبرات الصوت على شاكلة الآذان(بشرط اختزالها في دقائق معدودة) ومن سمع الآذان يتوضأ ويصليها سماعا في بيته مع أفراد عائلته. ومن تعذر عليه ذلك لبعده عن المساجد يتابعها في أي وسيلة إعلامية ويصليها في بيته محافظة على حرمتها، ثم يصلي الظهر بعدها تحوطا من أي عارض فقهي. فيكون بهذا قد جمع بين الحسنيين: إحياء الشعيرة بأدائها بالمتاح في يومها والمحافظة على الصلاة المكتوبة في وقتها. على قاعدة:” ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”. ةقاعدة:” الضرورة تقدر بقدرها”.

ملاحظةهامة: هذا اجتهاد له ما يؤصله في ديننا، ولكنه ليس فتوى جماعية ملزمة:” والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض” النساء: ٢٥. والله أعلى وأعلم.
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا فإنك لطيف بعبادك قريب مجيب. آآآمييين.
أبو جرة سلطاني/ اجتهاد شخصي لا يعبر عن المنتدى

مقالات ذات صلة