-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“قناي جان”.. الفرنسية التي تبكي لحال الأطفال في الجزائر

نادية شريف
  • 1142
  • 1
“قناي جان”.. الفرنسية التي تبكي لحال الأطفال في الجزائر
الشروق
قناي جان

“أنا هنا من أجلهم ولن أتركهم أبدا…أقول وأكرر لن أتركهم أبدا”…بهذه الكلمات الجادة وبنبرة حادة تعكس حب فعل الخير الذي يعشش داخل قلبها الكبير، استهلت الفرنسية “قناي جان” أو كما يعرفها الجميع عندنا ب “madame jeanne” حديثها الشيق عن رحلتها التطوعية في المستشفيات الجزائرية لمساعدة المرضى الصغار الذين ابتلاهم الله في صحتهم..

إنها سيدة هادئة للغاية، في العقد الخامس من عمرها، رغم تقدم السنوات بها إلا أن ملامحها البريئة توحي بأنها كانت حسناء حد الفتنة في شبابها ببشرتها البيضاء الصافية وشعرها الأشقر الذهبي وقوامها المعتدل المتناسق…منذ ما يزيد عن 15 سنة وهي تصنع الدمى لتبيعها وتحول مداخيلها لصالح مرضى السرطان الذين يحتاجون أكيد إليها وعن هذا تقول: “أنا هنا من أجل الأطفال وكل وقتي مخصص لمساعدتهم…بدأت بالدمى حيث أصنعها بيدي وأبيعها بسعر لا يتجاوز 3000 دج لشراء الأكل واللباس لهم لأنهم يحتاجون لهذا وأكثر وأنا لن اخذلهم…الكثيرون يرون بأن ثمن الدمى غال جدا ولكني أراه رمزيا مادام الهدف نبيلا.”

خلال تواجدها في الجزائر ومن يوم حملت على عاتقها هموم الأطفال المحرومين والمعزولين عن المجتمع اكتشفت أن الشعب الجزائري كريم جدا خاصة الشباب الذين يملكون حسا مرهفا وما فتئوا يقدمون لها يد المساعدة في جميع المجالات حيث تقول: “إنهم نبلاء ومتضامنون…كرماء وموحدون…دائما يأتون إلي ويقدمون العديد من الاقتراحات النيرة، لذلك فأنا أعتمد عليهم كثيرا، خاصة وأن هذا العمل ليس سهلا ويحتاج إلى جهد جماعي.”

ولا تقتصر مهمة “مادام جان” على تقديم المساعدات المادية بل تتعدى ذلك إلى الدعم المعنوي الذي تؤكد على أهميته بالنسبة لهؤلاء المرضى الصغار الذين يرقدون على أسرة المستشفى ولا يوجد من يزورهم لأن أغلبهم من المناطق الداخلية وليس لأهلهم الإمكانات اللازمة للبقاء معهم طوال فترة العلاج الذي يأخذ وقتا يتعدى شهورا وسنوات وعنهم تقول: “أقول وأكرر المساعدة المعنوية مهمة جدا بالنسبة لمرضى السرطان فأكثرهم ليس لديه أصحاب ولا عائلة، إذا من يراهم؟ من يهون مصابهم؟ من يوفر أبسط حاجياتهم؟ أنا أرافقهم حتى آخر اللحظات، ومن بين الذين ساعدتهم صغيرتي المفضلة إيمان التي قدمت من ولاية تيسمسيلت…حرام أن نفضل مريضا على آخر لكني تعلقت بها ولم أتركها أبدا حتى دخلت غرفة الإنعاش وماتت”.

عن المساعدات الإنسانية تحيي “مادام جان” روح التضامن الجزائرية وتؤكد على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب لأن مرض السرطان بحتاج إلى مصاريف باهظة ترهق كاهل العائلات الفقيرة والبعيدة التي تترك ابنها يموت بعيدا، وحيدا لعجزها عن التكفل به، حيث تتكلم بحسرة عن الوضع في المستشفيات: “هناك مرضى يتألمون وأناس يعانون، معنوياتهم تحت الصفر وليس لديهم أي حل، ومن الواجب علينا الاقتراب منهم ومد يد العون لهم ماداموا في حاجة إلينا”

وفي الأخير تتمنى المتطوعة الفرنسية “قناي جان” أن يمدها الله بالقوة حتى تظل إلى جانب المرضى الصغار وهنا تقول” مادامت الصحة موجودة فسأبقى هنا وسأواصل حتى النهاية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • amina

    elle est morte en Ramadan,elle est musulmane ,je la connaissais bien allant yarhamha