-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فاتورة الأنانية والصراع وغياب استراتيجية واضحة

كأسان ومونديالان.. حصيلة رؤساء “الفاف” طيلة 32 سنة

صالح سعودي
  • 941
  • 1
كأسان ومونديالان.. حصيلة رؤساء “الفاف” طيلة 32 سنة

يجمع الكثير من المتتبعين على تأثير الجانب الإداري في نتائج ومستوى الكرة الجزائرية، وفي مقدمة ذلك “الفاف” التي تعد أعلى هيئة تشرف على شؤون الكرة في البلاد، حيث أن الرؤساء الذين تداولوا عليها منذ العام 1990 لم يتوّجوا مع “الخضر” سوى بكأسين إفريقيتين، ومشاركة مرتين في نهائيات كأس العالم، في الوقت الذي طغى منطق الصراع الخفي والمكشوف بسبب التكتلات والأنانية وغياب إستراتيجية واضحة وفعّالة.

يعد إقالة أو استقالة شرف الدين عمارة من رئاسة الفاف بمثابة رقم جديد من الصراع وغياب الاستقرار على رأس أكبر هيئة كروية في الجزائر، وسار بذلك على خطى عديد الرؤساء الذين عرفوا نفس المصير، سواء بسبب مهازل كروية أو صراعات مباشرة مع الوزارة الوصية أو أسباب أخرى، مثلما حدث لمولدي عيساوي منتصف الأربعينيات، حين أقيل من طرف وزير الشباب والرياضة سيد علي لييب، مثلما تمت إقالة عمر كزال مطلع التسعينيات من طرف الوزيرة ليلى عسلاوي على خلفية مهزلة زيغنشور 92، فيما عرفت تلك المرحلة الاستنجاد بمكاتب مؤقتة، وهو الأمر الذي أثر سلبا على سمعة الكرة الجزائرية وأداء المنتخب الوطني الذي تراجع فنيا، كما ذهب صحية خطأ إداري حرمه من المشاركة في “كان 94” رغم تأهله ميدانيا، وهذا بسبب قضية كعروف، في عهد مكتب عبدوش، في الوقت الذي سعى البعض إلى إعادة ترتيب البيت رغم صعوبة المهمة، على غرار المرحومين حرايق وذيابي، لكن دون جدوى.

وإذا كانت الألفية الجديدة قد عرفت وجها أفضل من ناحية الاستقرار منذ انتخاب محمد روراوة، بدليل أن الفاف تداول عليها 4 رؤساء فقط خلال 21 سنة، فإن المهازل كانت موجودة، بدليل كثرة المدربين الذين تداولوا على “الخضر” والغياب عن دورتين إفريقيتين (2006 و2008)، في الوقت الذي تم حفظ ماء الوجه بالعودة إلى المونديال عام 2010 و2014 في عهد روراوة الذي غادر على وقع نكسة “كان 2017″، ثم تم تعيين زطشي الذي أرغم على إنهاء عهدته ربيع العام الماضي، تاركا مكانه لشرف الدين عمارة الذي قدم استقالته على خلفية الفشل في التأهل إلى مونديال قطر.

ومن خلال مسار الرؤساء الذين تداولوا على هيئة الفاف منذ العام 1990 يقف على الحصيلة المتواضعة من ناحية التتويجات، بدليل أن المنتخب الوطني لم ينل سوى كأسين إفريقيتين (90 و2019) وكأس أفرو آسيوية واحدة (1991)، إضافة إلى المشاركة مرتين في نهائيات كأس العالم (2010 و2014)، حيث توزعت هذه الانجازات بين 3 رؤساء فقط، وهم الراحل عمر كزال (كأس إفريقيا وكأس الأفرو آسيوية) وروراوة (مونديالان ونصف نهائي كان 90) وزطشي (كان 2019)، فيما نال عمارة كأس العرب التي توج بها المنتخب الوطني المحلي، وهي حصيلة ضعيفة في نظر الكثير إذا قورنت بالإمكانات الفنية والمادية المتاحة، والكلام ينطبق على الأندية، بدليل أن فريقين فقط كانا يصنعان الربيع، وهما شبيبة القبائل التي توجت بعدة كؤوس افريقية، وكذلك وفاق سطيف الذي صنع التميز في عدة مناسبات قاريا وإقليميا، آخرها لقب رابطة الأبطال الإفريقية عام 2014، مع بروز مناسباتي لبعض الأندية إقليميا مثل إتحاد الجزائر ومولودية وهران ووداد تلمسان وغيرها.

والواضح أن الساهرين على الكرة الجزائرية سيكونون أمام حتمية مراجعة الكثير من الأمور التي تخص الجانب الإداري بغية التكيف مع التحديات الفنية للمنتخب الوطني والأندية الجزائية، وبالمرة السعي إلى تفادي المرحلة الانتقالية الناجمة عن نكسة “كان 2022” والغياب مجددا عن نهائيات كأس العالم بعد الإقصاء في الدور الفاصل أمام المنتخب الكاميروني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • لحسن مبارك

    الصورة المرفقة لا تعبر عن انجازات الاجيال السابقة، سعدان اكثر من ثلاثة عقود من التالق، كرمالي و في وقت قصير كاس افريقيا و الافرواسيوية، وبامكانيات اقل بكثير من الامكانيات التي يتمتع بها جيل اللهف و الهف نتاع بلماضي