إيطاليا تزرع ما حصدته إيني من رهانها وشراكتها مع سوناطراك

اعلنت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك أنها “سترفع بشكل منتظم” كميات الغاز الطبيعي المسال “جي.ان.أل” الموجهة إلى ميناء بيومبينو بوسط إيطاليا الذي شهد تدشين منصة عائمة لتحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي.

في هذا السياق، أفاد بيان لسوناطراك تلقت “الشروق” نسخة منه، أنه في إطار تعزيز صادراتها من الغاز، سلمت سوناطراك لشركة إيني بتاريخ 7 جويلية 2023 شحنة من الغاز الطبيعي المسال قدرها 90 مليون متر مكعب على مستوى الميناء العائم الجديد لإعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي ببيومبينو في إيطاليا.

ولفت بيان سوناطراك الى أنه تم نقل هذه الشحنة، التي تمت تعبئتها على مستوى مركب التمييع GL3Z – بطيوة في الجزائر، بواسطة ناقلة الغاز المسال المملوكة للشركة الفرعية Hyproc.

وأضاف أن هذا التسليم يعتبر أول شحنة تجارية بهذا الميناء بعد نهاية المرحلة التجريبية، وهو ما يعتبر الانطلاقة الفعلية للاستغلال التجاري.

وختم البيان بالتأكيد على أن سوناطراك تعتزم رفع كمياتها نحو هذا الميناء الجديد على أساس منتظم، مما يعزز دورها المركزي في تأمين الإمدادات نحو أوروبا، وإيطاليا على وجه الخصوص.

ويفهم من هذا البيان أن الشريك الايطالي سيحصل على كميات إضافية من الغاز ستكون في شكل غاز مسال هذه المرة بعد تدشين منشأة بيومبينو بمحافظة ليفورنو، تضاف إلى الكميات التي يتم ضخها عبر خط الأنابيب المار عبر تونس وصولا الى جزيرة صقلية “ترانسميد- انريكو ماتاي”.

وتلخص هذه الخطوة رهان عملاق الطاقة الإيطالي إيني في شراكته الطاقوية على الجزائر خصوصا الغاز الطبيعي، الذي حصل ومن خلاله إيطاليا، مقابل مخاطرته وضخ الاستثمارات والأموال في مشاريع بالجزائر، على كميات اضافية من الغاز في عز ازمة عالمية.

وخلال تقديم حصيلة وانجازات شركة سوناطراك قبل يومين، ذكر الرئيس المدير العام للشركة توفيق حكار خلال تطرقه لما يجب أن تقوم به اوربا للحصول على الغاز، شركة ايني التي حسبه تقبل في كل مرة بالمخاطرة تستثمر في مشاريع جديدة وحتى تشنري حصص شركات اخرى تغادر الجزائر، مثلما حدث مع بريتيش بيتروليوم ونبتون اينرجي.

وكما هو معلوم فقد سارعت شركة إيني الإيطالية في كل مرة الى شراء اصول شركات اجنبية غادرت الجزائر تمتلك مشاريع غازية بعضها جاهز وينتج منذ سنوات، على غرار عين صالح وعين امناس، إضافة الى توات غاز بولاية أدرار، المتوقف عن الانتاج حاليا وسيتم استئنافه مجددا قبل نهاية العام الجاري، علما انه يضخ يوميا 12 مليون متر مكعب ونحو 4.5 مليار متر مكعب سنويا.

وخلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر شهر نوفمبر الماضي وتحديدا إلى منطقة بئر ربعة شمال شرقي حاسي مسعود، وهو حقل نفطي تديره إيني مع سوناطراك، بدا رئيسها التنفيذي كلاوديو ديسكالتسي منزعجا بل وغاضبا مما قيل حينها خصوصا من دوائر أوروبية، عن الأسباب التي تجعل إيني وإيطاليا تحصلان على الغاز الجزائري.