-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كائنات‭ ‬حزبية‭ ‬دقيقة‭!‬

كائنات‭ ‬حزبية‭ ‬دقيقة‭!‬

عشرة أحزاب حصلت على الترخيص في يوم واحد، فيما ينتظر الترخيص لقائمة أخرى ينتظر أصحابها الحصول على الترخيص، لتحطّم الجزائر الرقم القياسي العالمي في عدد الأحزاب والحزيبات والكائنات الحزبية الدقيقة، لكن التساؤل المطروح هو: ما فائدة هذا الكم الهائل من الأحزاب، إذا‭ ‬كانت‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬برمتها‭ ‬‮”‬خضرة‭ ‬فوق‭ ‬عشا‮”‬‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬شيئا‭ ‬ولا‭ ‬تؤخر،‭ ‬وليست‭ ‬لها‭ ‬كلمة‭ ‬مسموعة‭ ‬عند‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬البلاد‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬رقابة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬وعتاب‭.‬

والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا، وآخرها الصفعة غير الدبلوماسية التي وجهها أحمد أويحيى للأتراك الذين أرادوا التضامن مع مآسينا، ورغم أن بعض الأحزاب انتفضت وقادتها أزبدوا بخطب نارية أمام مناضلهم، لكنهم لم يفعلوا شيئا ملموسا.
لا يمكن أن ننتظر شيئا من أحزاب كل همّها إرضاء السّلطة القائمة، سواء منها القديمة التي تعاملت ببرودة مع قرارات السلطة ومشاريعها، أو الأحزاب الجديدة التي حصلت على الاعتماد بعد أن قدمت فروض الطاعة والولاء.

المشكلة فيما يحدث أن الجزائر قد تفوّت على نفسها فرصة التحول الكبير على المستوى العربي، للدخول في ممارسة ديمقراطية حقيقية يستلم فيها أولئك الذين أفرزهم الصندوق مقاليد الحكم، ووضع حد لديمقراطية الواجهة التي أضرت بالجزائر.

“حزب الحرية والعدالة”، “جبهة العدالة والتنمية”، “الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية”، وأحزاب أخرى متشابهة ومستنسخة عن بعضها البعض، انضمت إلى خم الأحزاب الموجودة في مشهد كاريكاتوري دون الحديث عن المئات من الأشخاص الذين “تكستموا” و”تكرفتوا” والتحقوا بطابور الداخلية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الترخيص،‭ ‬والكثير‭ ‬منهم‭ ‬يتسوّل‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬مقرات‭ ‬الصحف‭ ‬لتكتب‭ ‬عنه‭ ‬ولو‭ ‬القليل‭.‬
وأصبح كل فاشل في مجال عمله، يحاول تأسيس حزب أو اللّعب في مجال السّياسة المغلق أصلا، وهو أمر يدعو إلى الضحك من هؤلاء الذين يلهثون وراء كرسي في البرلمان فارغ المحتوى، إذ لا مؤشرات توحي بأن الانتخابات المقبلة ستفرز برلمانا مختلفا عن البرلمان الحالي.
المشكلة فيما يحدث أن الجزائر قد تفوّت على نفسها فرصة التحول الكبير على المستوى العربي، للدخول في ممارسة ديمقراطية حقيقية يستلم فيها أولئك الذين أفرزهم الصندوق مقاليد الحكم، ووضع حد لديمقراطية الواجهة التي أضرت بالجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!