الرأي

كاميرا “الكباريهات”!

قادة بن عمار
  • 3034
  • 8
ح.م

ليس هنالك أدنى شك أن الكاميرا الخفية ستظل تشعل النقاش المتجدد في كل رمضان، وتثير جدلا حول برامجها ومواضيعها وضيوفها، لكن الأدهى والأمر أننا انتقلنا من حالة السخط حول موضوع العنف و”الدعشنة” العام الماضي، ومن انتشار ثقافة التطرف وخطابه إلى استقبال عدد من “مغنيات الكباريهات ونجوم الملاهي الحمراء”، هؤلاء ممن كانوا يحلمون يوما بمجرد المرور أمام الكاميرا (ولو صدفة) فوجدوا أنفسهم بين ليلة وأخرى نجوما تتنافس عليهم القنوات!
الغريب أن هؤلاء لم يتوبوا عن عالم الملاهي المليء بالفساد الأخلاقي وثقافة “الرشقة” وتحويل جسد المرأة إلى “سلعة” بل نزلوا علينا ضيوفا “بالسيف” وهم يفتخرون بأنهم قادمون من هذا العالم الملوث بل ويدافعون عنه، مما يعني أن الهدف من وراء استقبالهم هو التلميع وغسل السيرة والسلوك!
ما معنى أن تقول إحدى نجمات الملاهي لـ(صحفي) استضافها: “راح نقتلك وندفنك وأنت تشوف بعينيك”؟؟ ما الذي يمكن لجملة مثل هذه أن تثيره من ردود فعل سلبية لدى المتلقين، كبارا أو صغارا؟
أحد المدافعين عن هؤلاء المغنين قال “إنهم لم يفعلوا شيئا غير أنهم قرروا الغناء بالملهى بحثا عن مصدر رزق، ثم إن كثيرا من الشعب والشباب تحديدا يستمعون لهم”، وهنا يخلط صاحبنا بين الذوق الشخصي وبين التلفزيون باعتباره مسؤولية اجتماعية ووسيلة إعلام ثقيلة لا يجب التنازل عن وظيفتها الأساسية في نقل النماذج المتفق عليها أخلاقيا!
خطوة “الشروق” بوقف عرض بعض الحلقات التي استقبلت مغني الملاهي هي خطوة جريئة وصحيحة، بانتظار أن يشمل القرار بقية القنوات، فنسب المشاهدة التي يقول البعض إنها كبيرة عبر اليوتيوب لا تعبر عن كل الجزائريين، ومهما بلغت تلك المشاهدات مليونا أو مليونين فهي لا تعبر عن 40 مليون جزائري!

مقالات ذات صلة