-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كبرى والكبر

كبرى والكبر

زرت في يوم الأحد الماضي، المعرض الدولي للكتاب، وزرت فيما زرت جناح جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهي في رأيي “خير جمعية أخرجت للناس”.

سلمت على من وجدته في الجناح، وبدأت أقلب نظري فيما عرض من كتب، أعرف بعضها ولا أعرف بعضها الآخر..

وبعدما جلست لألتقط أنفاسي، وأستجمع بعض قوتي، أخبرني القائمون على الجناح بأمر صعقت له، وتخيلت أن الأرض تميد من تحتي، وأن سقف البناية يكاد يسقط على رأسي، أخبرت أن “مفتشين” من المعرض مرّوا على الجناح وأمروا المشرفين عليه بسحب أحد الكتب المعروضة أتدرون ماهو هذا الكتاب؟ أتعلمون من هو صاحب هذا الكتاب؟ ومن هو كاتب مقدمة هذا الكتاب؟ ومن هو جامع هذا الكتاب.

فأما الكتاب فهو “العقائد الإسلامية”، وصاحبه هو الإمام ابن باديس، وجامعه هو تلميذ الإمام الأستاذ محمد الصالح رمضان، وأما كاتب مقدمته فهو الإمام الإبراهيمي “فخر علماء الجزائر” كما وصفه ابن باديس و”آية الله” كما وصفه العالم المغربي إبراهيم الكتاني.

حاولت النطق فعجزت كأنني ابتلعت لساني، وفار الدم في عروقي، وقلت في نفسي: إن إبليس الجن لن يتجرأ على هذا الفعل، ولكن إبليس الإنس فعلها!!

أنا من المتابعين لـ”الصراع الفكري” في الجزائر قبل أن أبلغ الحلم، وقبل أن أدري ما الصراع الفكري، وأعلم أن أعداء الإسلام الصحيح الفرنسيين وأذيالهم، ولو تمظهروا بمظاهر “الإسلام الجزائري” الذي كان “إمامه” لويس ماسينيون وحزبه، وأن أعداء الجزائر ولو كانوا من “محتكري الوطنية” ومدّعيها، ومن ورثوا هؤلاء وأولئك، أعلم أنهم جميعا يجعلون على رأس قائمة أعدائهم الإمام عبد الحميد ابن باديس وأصحابه وتلاميذه، وجمعيته..

ويودّون لو يستأصل كل أولئك… وما منعهم من ذلك إلا استيفائهم أن اسم الإمام وأسماء أصحابه وجمعيته منقوشة في عقول أكثر الجزائريين والجزائريات، وقلوبهم وقلوبهن.. ألم يقل أحد “الشطاحين” في حلقة “الإسلام الجزائري”: لا أريد أن أسمع اسم ابن باديس، ألم تقل إحدى “المتشبهات” بالذكور إن أول integriste في الجزائر هو ابن باديس، وقد قالتها في القناة الفرنسية الثانية..

صحيح أن إدارة المعرض اعتذرت عن هذا الفعل “الإبليسي”. (الشروق 28-3-2022 ص 4)، ولكن هذا لا يعني أن “القط تاب”.. ولهذا فسيبقى اسم ابن باديس وأصحابه وجمعيته شوكة في حلوق فرنسا وحزبها في الجزائر من أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وفي حلوق أصحاب “l’Islam Algerien”، وسيعملون – كل من موقعه – وبكل ما أوتوه من قوة لعرقلة حملة فكر الإمام ابن باديس الذين ترمز إليهم “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”، التي كتبت عنها ذات يوم إنها “من المغضوب عليهم وليست من الضالين”.

فاللهم اهد قومنا فإنهم لا يعلمون، وثبت أقدام عبادك، وألسنتهم، وأقلامهم بالقول الثابت دنيا وأخرى. واربط على قلوبنا.. وآتنا رشدنا، ولا تجعلنا من الذين آتيتهم آياتك فانسلخوا منها، وفضلوا العاجلة، وذروا الآجلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!