-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كتائب القسام.. وغزوة السبت المبارك

سلطان بركاني
  • 905
  • 0
كتائب القسام.. وغزوة السبت المبارك

مازالت غزّة الأبية تهزّ كيان الأمة ببطولاتها النادرة، وما زال جند الأقصى يعطون الدليل تلو الآخر على هشاشة الكيان الغاصب وجبن جنوده المدجَّجين بأحدث الأسلحة.. ها هي كتائب القسام تنشر الذعر في المستوطنين، وتأسر العشرات من الجنود المذعورين، في عملية تستحق أن تكتب على صفحات التاريخ الإسلامي بأحرف من عز وشموخ.. ولعله لن يبقى بعد الآن شك في أنّ أولئك الأبطال الأشاوس هم أحق من يوصف بالطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها ولا من تآمر عليها.
غزوة يوم السبت المبارك، رفعت اسم كتائب القسام عاليا، مرة أخرى، بعد أيام وأسابيع تجرّع فيها المسلمون الغصص مما رأوه من مسارعة بعض حكام المسلمين إلى التطبيع مع العدو الغاصب، ومصافاة اليهود المعتدين.. غزوة الـ7 من أكتوبر، كشفت مدى ضعف العدو الذي يتدافع المرعوبون لكسب وده ورضاه ولسان حالهم: ((نخشى أن تصيبنا دائرة))، وكأن كتائب القسام تقول بلسان قرآني مبين: ((فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين)).
غزوة السبت، فضحت مدى الدّخن الذي تعيشه أمّة الإسلام في بعض حكامها الذين باعوا دينهم بعرض من الدّنيا قليل، وآثروا الحفاظ على كراسيهم مقابل السّكوت عن تهويد الأرض المباركة، وأبوا إلا أن يستنسخوا فترة حرجة عاشها المسلمون في تاريخهم قبل أكثر من 9 قرون في الأندلس!
كتائب القسام كشفت -كذلك- حجم الدّخن الذي تعيشه أمّة الإسلام في طائفة من علمائها الذين آثروا رضا المخلوق على رضا الخالق، وكانت فتاواهم وكلماتهم سندا يتكئ عليه الحكام المتخاذلون.. ولله الحمد أنّه لا يزال في أمّة الإسلام بقية باقية من العلماء الربانيين الذين ينصرون قضايا الأمة، ويعلنون من دون مواربة أن التطبيع مع العدو المحتل خيانة لله ورسوله ودينه، ولا علاقة له بالتعايش مع الآخر.
ربما تتعرض غزّة في الأيام القادمة لحربٍ انتقامية تستهدف المدنيين والعزل، ولكن القضية تستحق ذلك، وستظل غزة تصنع البطولات وتتبرّع بدمائها لتُحيي أمّة مورست عليها أخسّ أنواع المكر لتحيد عن دينها وتتخلّى عن رسالتها.. غزّة لن تسقط ولن تنحني أبدا، بإذن الله، وستبقى معتركا للجهاد حتى يأتي أمر الله.. كم تمنّى رئيس الوزراء الصّهيونيّ الأسبق “إسحق رابين” لغزّة أن يبتلعَهَا البحر عندما استعصت عليه وعجز جيشه عن ابتلاعها! وكم تجرّع شارون وأولمرت من غصص وحسرات بسبب غزّة! وهكذا سيندحر نتنياهو بإذن الله.
صواريخ القسّام دكت المستوطنات المتاخمة لغزة، وستظل تدكّ ديار الغاصبين، فليَعشِ اليهود تحت الأرض كالجرذان، وليلبس جنود الصّهاينة الحفّاظات فإنّ جند الله قادمون.
الأيام دول وستدور الدّائرة على اليهود وعلى أعوانهم وأشياعهم والرّاضين بأفعالهم والسّاكتين عن عدوانهم، والمتآمرين معهم خلف الأبواب المغلقة.. ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون)).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!