الجزائر
الأئمة يستنكرون.. وأولياء التلاميذ يتذرعون

كتب التربية الإسلامية في المزابل العمومية!

نوارة باشوش
  • 1990
  • 19
ح.م

كتب التربية الإسلامية بآيات القرآن الكريم وأحاديث نبوية ترمى في المزابل في مثل هذا الشهر العظيم.. كتب مدرسية لمختلف الأطوار التعليمية تختلط بأكوام القمامة، هي صور مؤسفة يندى لها الجبين، وتقشعر لها الأبدان في غياب محير لدور الأولياء الذين وجب عليهم التدخل لنهي أولادهم عن ارتكاب مثل هذه الحماقات، خاصة أن الأمر يتعلق بكلام الله وبلغة القرآن.
عادت ظاهرة رمي الكتب المدرسية في القمامة لتضرب بقوة عبر أغلب المجمعات السكنية، أياما قلائل قبل نهاية العام الدراسي 2017 ـ 2018، حيث كثرت مظاهر رميها عبر المزابل العمومية الكائنة بالعديد من أحياء العاصمة، لكن الشيء الذي أثار حفيظة العديد من الجزائريين هو إقدام أصحاب تلك الكتب على رمي كتب التربية الإسلامية التي تضم آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسط النفايات، ملطخة بالأوساخ.
وعلى مرمى حجر من مسجد “عقبة بن نافع ” الكائن ببلدية عين النعجة بالجزائر العاصمة، تحوز “الشروق” صورا وشريط فيديو يظهر رمي عشرات الكتب لمختلف الأطوار التعليمية في القمامة، إذ عمد التلاميذ بمجرد ضمان انتقالهم إلى السنة الموالية إلى رمي كتبهم بدل إعارتها أو منحها للفقراء أو المعوزين عكس ما يحدث عند الجيل القديم، غير أن الشيء الجديد هو إقدام أصحاب تلك الكتب على رمي مقررات اللغة العربية وكتب التربية الإسلامية وسط الأوساخ، دون أن يرشدهم أحد من الأولياء، بأن تلك الكتب تحتوي على كلام الله وأسمائه الحسنى، وكذا أحاديث نبينا الكريم.
هي مظاهر مشينة أثارت استياء المارة وحتى عمال النظافة الذين أكدوا لـ”الشروق”، أنهم في كل مرة يعملون المستحيل، ويقومون بجمعها ووضعها في أكياس خاصة، ثم منحها للجمعيات أو الفقراء والمعوزين في غياب أي جهة رسمية يمكن أن تنقل مثل هذه الكتب إليها.
وفي الموضوع، اتصلت “الشروق” برئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، الذي أكد أنه لا توجد منظومة أو إطار يعمل على استرجاع الكتب وتوزيعها فيما بعد على المحتاجين والفقراء، كما لا توجد مكتبات بلدية لوضع هذه الكتب والاستفادة منها فيما بعد.
وقال بن زينة “نحن كمنظمة طالبنا بمشروع جمع الكتب المستعملة على مستوى جميع المؤسسات ثم إعادة توزيعها في كل مرة على الأطوار التعليمية المتتالية، أما الكتب وحتى الكراريس المتبقية والتي لا حاجة إليها طالبنا من عدد من المصانع المختصة بإعادة رسكلتها.. لكن إلى حد الآن لم نتلق أي إجابة من الجهات المعنية”.
من جهته، استنكر إمام مسجد حيدة جلول قسول هذه التصرف ووصفه بالمشين وعدم احترام كلام الله ولغة القرآن الكريم وقال لـ”الشروق” إذا علم أن في هذه الكتب خاصة كتب التربية الإسلامية، آيات من القرآن أو أسماء من أسماء الله عز وجل أو أحاديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وكذا الأحكام والحكم فإنه لا يجوز استخدامها في الأكل أو للجلوس عليها أو ما أشبه ذلك لما في هذا من ابتذال كلام الله وأسمائه”.
وأضاف قسول “المعلوم أن كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلام شريف نفيس يجب العناية به ويجب تعظيمه ولا يحل أن يلقى في القاذورات والأشياء النجسة مهما كان الأمر بل يجب احترامها وهنا تقع المسؤولية الأولى على عاتق الأولياء لأنهم يحملون أوزار وغضب الله سبحانه وتعالى من خلال عدم توجيه ونصح أولادهم بقداسة مثل هذه الكتب”.

مقالات ذات صلة