جواهر
فضفضة

كثرت مشاكلي وصرت أكره العودة إلى منزلي!

نادية شريف
  • 3557
  • 16
ح.م

السلام عليكم، سلاما طيبا مباركا للساهرين على مؤانستنا والاستماع لنا وبث همومنا ومشاكلنا وبدون إطالة عليكم:

أنا سيد متزوج من 19 سنة، لدي 3 أبناء أكبرهم ابنتي لبنى ذات الـ 17 عاما، وأوسطهم ابني سامي ذو الـ 14 وأصغرهم لؤي ذو التاسعة..

كنت أعيش حياة هانئة مع زوجتي التي اخترتها عن حب وقناعة، وقضيت معها أجمل أيام عمري على الإطلاق ثم ما لبثت ان تحولت حياتي إلى جحيم ولا أدري لماذا وكيف؟

زوجتي التي أحببتها بكل جوارحي في يوم من الأيام صرت انفر منها ولا أطيقها وأفضل الابتعاد عنها وعن المنزل، فقط كي لا أسمع صراخها على الأطفال.. لقد ربتهم جميعا بالصراخ وأنا بحكم عملي لم أكن اجتمع بهم إلا على مائدة العشاء وفي تلك الأثناء ألاحظ كيف تتصرف فأنزعج وأحيانا اخرج من المنزل إلى وجهة غير معلومة، أهيم في الطريق السريع ثم أعود لأنام وبداخلي شيء يطلب مني الابتعاد عنها كي أرتاح..

الحق يقال أن زوجتي تفعل ما بوسعها لإرضائي، تطبخ على العشاء ما أحب وما أشتهي من يوم تزوجنا وتتفهم غيابي المتكرر عن البيت وانشغالي عنها بالعمل لكن أنا ألاحظ عليها تصرفات عدوانية اتجاه الأبناء وبكاء بلا سبب في بعض الأحيان، وعزلة وانطواء وشعورا بالانهيار وهو ما جعلني أهرب أكثر كي لا أستمع لشكاويها.

أحتاج منكم نصيحة أخوية صادقة لأني لا أفكر في غير مصلحة أبنائي ولا توجد أي امرأة أخرى في حياتي، وكيف أعود فرحا لمنزلي وأعيش الأبوة على أصولها لأني أشعر بأن كل شيء ينفلت مني.

أخوكم يحي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أخي الكريم والله أسأل أن يفرج همك ويزيل كربك ويهدّي سرّك ويرزقك السكينة والطمأنينة وراحة البال وبعد:

أولا اعلم يا أخي بأن سلوك زوجتك انعكاس لما تمارسه أنت عليها، فإن أحببتها وأسمعتها جميل الكلام وشكرتها عن كل موقف وتصرف جميل فعلته لك أو للأبناء، تفننت في العطاء أكثر وجادت بفيض الحنان عن طيب خاطر، وإن أهملتها وانشغلت عنها ولم تسق دواخلها تراكمت المشاعر السلبية بنفسها وصارت في حالة ضغط والضغط كما نعلم يولد الانفجار، وهو ما حصل تحديدا معها وما صراخها على الأطفال وبكاؤها وانهيارها إلا محاولة لإخراج حزنها الدفين الذي تسببت أنت فيه، بابتعادك عن عائلتك واجتماعك بهم فقط على مائدة العشاء وهروبك اللامعقول من المنزل..

إن زوجتك يا أخي كائن حي يحتاج للرعاية كما تحتاجها أنت تماما، وإن كانت هي تفعل ما بوسعها لإرضائك وتطبخ لك ما تريد وما تشتهي وتصبر على غيابك وجفائك وتصبر على تعب تربية الأبناء الذي يستنزف منها تقريبا كل جهدها فمن الضروري أن تلتفت لها وتعطيها جميع حقوقها كزوجة، سعادتها من سعادتك وحزنها من حزنك..

اجلس مع نفسك أخي وحاول أن تعدد محاسن شريكة حياتك، ماذا تقدم للأسرة وماذا تقدم لك، ثم انظر ماذا تقدم أنت لها ولا تقل المال لأن المال لا يشتري راحة البال والبشر بحاجة للمشاعر، فهل تعطيها مشاعرك بسخاء؟ هل تشعرها بقيمتها وتتذكرها في المناسبات المهمة؟ هل تشتري لها هدية بدون مناسبة؟ هل تطبع على خدها قبلة الشكر؟ هل تفتح لها قلبك كصديق؟

أشياء كثيرة أخي تحتاجها المرأة من زوجها وهي تعود بالخير على الأسرة ككل، لذلك توقف عن التذمر واحمد خالقك على نعمة الزوجة الصالحة الصابرة عليك رغم تقصيرك واحمد ربك على نعمة الأبناء ثم ابدأ صفحة جديدة عنوانها التغيير يكون الاهتمام عنوانها ولا بأس أخي من الرقية الشرعية لأن كل ذي نعمة محسود، ومرضى القلوب كثر والله المستعان.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة