-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كرتنا المسكينة في خطر..

ياسين معلومي
  • 1987
  • 3
كرتنا المسكينة في خطر..

المواسم تتشابه في الكرة الجزائرية، ولا أحد يدري إن كانت بطولتنا المسكينة ستنتهي في أحسن الظروف هذا الموسم، أم العكس، خاصة مع التصريحات النارية التي يطلقها رؤساء الأندية فيما بينهم، من متهِم للآخر بمحاولته ترتيب المباراة، لآخر يقسم بأغلظ الإيمان أنه سيمنح نقاط مباراته للمنافس، إلى من يحاول رشوة الحكام لمساعدته في الفوز بمبارياته.. يحدث كل هذا في بطولتنا “المنحرفة”، وأمام أعين ومسامع مسؤولينا، الذين يفضلون الصمت ككل موسم، دون الضرب بيد من حديد، وكأنهم يشجعون هذه “الرذائل الكروية” الطاغية على كرتنا، والتي أصبحت مكبلة بين أيادي مافي تعمل كل ما في وسعها لجني الأموال بدون حسيب ولا رقيب.

لا أظن أن المسؤولين على الرياضة في الجزائر لا يعلمون بخبايا الكرة الجزائرية، ولا حيثياتها، ولا على ما يحدث أسبوعيا في ملاعبنا، فهل أصحاب القرار لا يطالعون ما ينشر في صفحات الجرائد يوميا، ولا يسمعون بما يردده الشارع الرياضي، من بيع وشراء للقاءات.. إنها حقا الطامة الكبرى، فهم لا يتحركون حتى من مكاتبهم، مفضلين ترك الأمور”تتعفن”، وفاسحين المجال لمن لا يهمهم مستقبل الكرة في الجزائر، وهمهم الوحيد ملء جيوبهم وحساباتهم البنكية فقط، على حساب المناصر “المسكين”، الذي يدفع ثمن تذكرة الدخول إلى الملاعب، ليشاهد “متعة” مزيفة، وكرة غير نظيفة.. فألا يتحرك ضمير هؤلاء المسؤولين ولو مرة واحدة لإيقاف مهازل كروية، تضر بمستقبل كرتنا، ومستقبل جلينا الكروي، الذي أقحموه في متاهات هو في غنى عنها!!

بطولتنا “المحترفة” دخلت عامها الخامس، ولكنها في الأصل لا تحمل من الاحتراف إلا الاسم فقط، فأين هو الاحتراف الذي نتحدث عنه؟.. هل بقتل اللاعبين مثلما حدث مطلع الموسم بتيزي وزو، أم بالعنف مثلما يحدث كل أسبوع في ملاعبنا، أو بالحديث عن الرشوة التي أصبحت الشغل الشاغل لرؤساء الأندية لإنقاذ مواسمهم !!.. ما يحدث في بطولتنا عارٌ، وينذر بكارثة حقيقية.

كم تمنيت أن تطل علينا رابطتنا المحترفة ببيان آخر غير الذي صدر في موقعها الرسمي، وتقاضي كل الذين خولت لهم أنفسهم التلاعب بنتائج المقابلات، والاقتداء بنظرائهم من الرابطة الفرنسية لكرة القدم، الأخيرة أقدمت الأسبوع الماضي على إسقاط فريق نيم الفرنسي من الدرجة الثانية إلى الرابعة، بسبب محاولة مسؤوليه التلاعب بنتائج المباريات، وانتهاك القيم والأخلاق الرياضية، وذهبت أكثر من هذا، حين أوقفت أيضا مسؤولي النادي الفرنسي من مزاولة أي نشاط كروي، لعشر سنوات كاملة، دون أن تتعرض لمضايقات من طرف “مسؤولين سامين”، مثلما يحدث في بطولتنا الجزائرية، التي يغض فيها مسؤولو الكرة الطرف عن الرشوة بأوامر فوقية، تحت رداء و”حجة” “أين الدليل؟”، وحتى وإن توفرت الدلائل، فالخوف من رد فعل الشارع وأمور أخرى خارجة عن النطاق الكروي تمنعهم من تطبيق القانون الذي هو في الحقيقة “فوق الجميع” لكن  فقط حبرا على ورق.

منذ بداية أول بطولة جزائرية بعد الاستقلال، لم نسمع أبدا بمعاقبة أي مسؤول كروي بسبب التلاعب بنتائج المقابلات الكروية، يا ترى متى تتحرك الهيئة الكروية وتعاقب المتسببين في تعفن المحيط الكروي الجزائري؟.. أتمنى أن أكتب يوما خبرا مفاده أن الرابطة المحترفة أو “الفاف” أقصت رئيسا لناد محترف “مدى الحياة”، نظير تلاعبه بنتائج المقابلات… لكنه أمر مستحيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • نصروالجزائري

    الرياضة في بلادنا عموما تعاني مثل كل القطاعات من الفساد والفوضى والنهب والمحسوبية وتهميش الاطارات والمواهب الحقيقية وكل نجاح محكوم عليه بالزوال قبل قطف الثمار ومباراة الامس مع قطر كافية للتعبير عن سياسة عقيمة في التسيير والتدبير

  • بن بريك

    مستقبل البلد ليس في الكرة بل في بناء اقتصاد قوي بديل عن المحروقات.عندما تخرج بلدنا من التخلف الاقتصادي والعلمي والتبعية تكون له اندية قوية.كما يحدث في اوربا وشمل امريكا و الصين وروسيا.البرازيل لم يخرجها تفوقها في كة القدم من التخلف حتى في عصرها الذهبي(بيلي ورفاقه.واليوم اقتصادها يتطور وسيعود على شعبها بالفائدة حتى الرياضة.اما عندنا فالرشوة ضاربة اطنابها في كل ميادين الحياة والتخلف ملازمةحتى في اخلاقنا وتريد ان تتطور كرة القدمخ .لولا استقدام لاعبين من الخارج لكنا ادنى من السومال واللوزوتو

  • بدون اسم

    كرتنا المسكينة يا وجوه الغم انجبت بطل افريقيا والحائز على كأس السوبر