-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كرتُنا وفقدان النفوذ في “الكاف”

ياسين معلومي
  • 1121
  • 0
كرتُنا وفقدان النفوذ في “الكاف”

صبيحة الخميس الماضي، وفي خبر غير مؤسَّس نُشر في موقع “نيوز أبيدجان” الإيفواري، جاء فيه بالحرف الواحد “أن كوت ديفوار ستستضيف بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 المخصصة للاعبين الذين يلعبون في البطولات المحلية في القارة”، رغم أنهم يعرفون أن الجزائر مُنح لها شرفُ احتضان هذا الحدث القاري وفق دفتر شروط تم مناقشته والمصادقة عليه من طرف الهيئة القارية.

الرد جاء سريعا من رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم شرف الدين عمارة الذي نفى نفيا قاطعا الخبر، مؤكدا أن البطولة ستقام في موعدها مطلع العام المقبل، مضيفا أن كل ما تداولته وسائل الإعلام في ساحل العاج “عار تماما من الصحة، وإشاعات بعيدة كل البُعد عن الحقيقة، والدولة الجزائرية تسهر على تنظيم الموعد الإفريقي في الفترة من 8 إلى 31 جانفي 2023”.

وإذا كان الرد قد جاء سريعا من الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن الخطأ “المقصود” من الإيفواريين، فإن المسؤولين عن الكرة الجزائرية مجبرون على التحرُّك بسرعة من أجل تهيئة الملاعب التي تم اختيارها للعرس الإفريقي، وهي 5 جويلية بالعاصمة، مصطفى شاكر بالبليدة، وخاصة ملعبي محمد حملاوي بقسنطينة و19 ماي 1956 بعنابة، هذان الملعبان يحتاجان إلى صيانة، وفي مقدمة ذلك ملعب عنابة الذي يحتاج إلى أشغال ترميم عاجلة قبل زيارة وفد “الكاف” لمعاينته والتأشير عليه لاحتضان منافسة قارية بحجم كأس إفريقيا.

العارفون بخبايا الكرة الإفريقية والطريقة التي يُسيَّر بها الجلد المنفوخ في القارة السمراء أجزموا أن الجزائر الغائبة عن لجان “الكاف”، و”الفيفا” أصبحت لقمة سائغة لمسؤولي “الكاف” الذين كانوا يستشيرون مسؤولين جزائريين سابقين في أدقِّ جزئيات التسيير والتخطيط، حتى أصبحنا “آخر من يعلم”، فوفاقُ سطيف الذي يمثل الجزائر قاريا لم يتمكن حتى من الحصول على أبسط المعلومات عن تاريخ لعب إحدى مقابلاته ولا طاقم التحكيم المعيَّن لذلك، وحتى شبيبة القبائل اشتكت هي الأخرى عقب إقصائها من المنافسة القارية، لأنها لم تجد من يدافع عنها في الهيئة الدولية، وشبيبة الساورة أيضا حُرمت، مثلها مثل شباب بلوزداد، من الاستقبال فوق ميدانها بسبب رفض “الكاف”.. وهو ما يجبر أنديتنا على اللعب خارج الديار.

لا نريد أن نتحدّث عن الذي حدث للمنتخب الجزائري في كأس إفريقيا التي لُعبت مؤخرا بالكاميرون، فرغم أنه كان حاملا للقب ويضمّ في تعداده لاعبين ينشطون في بطولات كبيرة، إلا أنه لم يحظ بنفس المعاملة مثله مثل المنتخبات الأخرى، فلا فندق يليق بمقامه، ولا ملعب يمكّنه من اللعب بطريقته المعتادة، وأمور أخرى صعّبت مأمورية المنتخب وأخرجته من الدور الأول، بسبب غياب مسؤولين يدافعون عن الكرة الجزائرية في المحافل الدولية.

ننتظر من المسؤولين الجزائريين إعادة بعث وتحريك الدبلوماسية الرياضية في أسرع وقت ممكن، والاتصال بكل الشخصيات التي بإمكانها مساعدة الجزائر قاريا وتدعيمها للعودة مجددا، مع الابتعاد عن سياسة الإقصاء التي عانى منها من قدَّموا الكثير للكرة الجزائرية، إذ صدمنا هذا الأسبوع تصريحٌ خطير لرئيس الرابطة المحترفة السابق محفوظ قرباج الذي كان متواجدا بإحدى لجان “الكاف”، بإقصائه من طرف مسؤولين جزائريين، لأسباب غامضة، ألم يحن الوقتُ بعد للتفكير في مصلحة الجزائر قبل المصلحة الشخصية، وهل ستتحرك هذه الدبلوماسية لإعادة الأمور إلى نصابها؟ أم تبقى سياسة “البريكولاج” والتهميش سائدة في ظل غياب الصرامة وسياسة العقاب الوحيدة التي بإمكانها إعادة القاطرة إلى السكة؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!