-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الخوف والفشل مصطلحان لا يعرفان إلى حياتها سبيلا

كريمة رمضاني.. قصة نجاح أمازيغية انتقمت لنفسها من البطالة

نادية شريف
  • 16723
  • 23
كريمة رمضاني.. قصة نجاح أمازيغية انتقمت لنفسها من البطالة

بعزيمة فولاذية صهرت جميع الصعوبات والحواجز التي عرقلت انطلاقتها نحو عالم الشغل، استطاعت كريمة ترك بصمتها بامتياز، رغم ثقل المسؤولية العائلية الملقاة على عاتقها، حيث تقول إن الخوف والفشل مصطلحان لا يعرفان إلى حياتها سبيلا ولعل هذا هو أحد أهم أسرار نجاحها وليست كلها، لتثبت بالفعل أنها جوهرة ثمينة تعتز بها الجزائر.

كريمة رمضاني.. أمّ لثلاثة أطفال في عقدها الثالث.. أمازيغية تقطن مدينة القليعة.. انتصرت لنفسها وانتقمت من البطالة التي كادت أن تغرق فيها، حيث أسّست مؤسّستها المصغرة “فريت ليلي” المختصة في تقشير البطاطا وتوزيعها على محلات “الفاست فود”.

وبحيوية ومعنويات مرتفعة جدا استضافتنا كريمة في مقر عملها بالقليعة وتحدثت عن بداياتها ومعاناتها لولوج مجال العمل.

تقول كريمة إنها بحثت، بعد تخرجها في الجامعة ضمن تخصص البيولوجيا سنة 2000، عن منصب عمل لائق، إلا أن كل مساعيها في البداية باءت بالفشل وكان يُعرض عليها دائما منصب عمل في إطار عقود تشغيل الشباب، ولم يكن ذلك يرضيها أبدا ففضلت التفرغ لتربية أبنائها لفترة معينة إلى حين التفكير في عمل لحسابها الخاص، وبالفعل -تضيف المتحدثة- كان لها ما أرادت، حيث عكفت على رعاية أطفالها الثلاثة إلى غاية سنة 2011، وتحيّنت الفرصة المناسبة التي كانت تنتظرها.

تقول كريمة: “قررت أن أثبت نفسي وأن أعمل لحسابي الخاص فبحثت عن مجال أحقق فيه التميّز من خلال وكالة دعم وتشغيل الشباب “أونساج” فبدأت أفكر في فكرة غير مستهلكة وتبادر إلى ذهني فكرة إنشاء مشروع خاص بالبطاطا الجاهزة للقلي، غير أنني كنت أجهل كل شيء عن هذه المسألة ولم أكن أعلم بوجود آلات وتجهيزات لتقشير البطاطا وتقطيعها.”

لكن بعد رحلة بحث في الأنترنت، كوّنت كريمة الخبرة الكافية عن هذا المجال، كما قامت بالموازاة مع ذلك بدراسة شاملة للمشروع والسوق الذي تحاول استهدافه وبعدها بدأت اتصالاتها مع المستوردين لاستحضار العتاد اللازم وكذا باشرت اتصالاتها مع بعض الزبائن الذين أبدوا استغرابهم للفكرة في بادئ الأمر لكن سرعان ما تقبلوا الأمر واقتنعوا به إثر تلقيهم الشروح الكاملة والوافية عنها ودحض جميع المخاوف والشكوك التي تسللت إلى نفوسهم من حيث نوعية البطاطا وصلاحيتها.

ومرّت مدة معينة ركّزت خلالها صاحبة “فريت ليلي” جهدها ووقتها في السعي للحصول على موافقة وكالة دعم وتشغيل الشباب “أونساج” واستيراد العتاد اللازم لمؤسستها علما أن كلفة المشروع الإجمالية ناهزت 300 مليون سنتيم وانتظرت سنتين لتكون الانطلاقة في سنة 2012.

وفي سؤال للجواهر عن الظروف العامة التي صاحبت بداياتها تنهدت كريمة طويلا وأبدت تأثرا بالغا لاسترجاعها ذكريات صعبة أدمعت عينيها وحرمتها إغماض جفنيها ليال طويلة.. تقول كريمة: “كل ما قد تتصوّرينه من معاناة قد عشته كنت لا أنام الليل وأباشر العمل باكرا جدا خسرت المرة تلو الأخرى ومع كل خسارة كنت أبكي وأبكي وأبكي عشت الإرهاق والتعب والقلق والاضطراب وقلة النوم والأكل.. لكنني في غمرة كل هذا لم أيأس ولم أستسلم وراهنت على نجاحي وإثبات نفسي فالخوف والفشل مصطلحان لا يعرفان سبيلا لحياتي رغم أن زوجي حاول إقناعي بالاستقرار في البيت وتكفّله بتسديد القرض بسبب ما شاهده من انهيار نفسي كاد يلحق بي”. 

إصرار كريمة وثقتها في نفسها جعلاها تفكّر مليا في أخطائها وتتدارك نفسها لتخرج من المأزق الذي تتخبط فيه وبعون وتوفيق من الله كتب لها النجاح، وباتت أكثر تحكما في عملها من ذي قبل سواء في البيع أم الشراء سيما وأن المادة الأولية “البطاطا” لا تعرف استقرارا في السوق وتعلّق كريمة على الأمر قائلة: “أعملت القلب، وقلت لنفسي يجب أن أنجح حتى لا يقول الرجال إنها خسرت لأنها امرأة لا سيما وأن الكثيرين قالوا لي إنني دخلت عالما رجاليا ما كان يجب عليّ دخوله”.

كريمة استطاعت إنقاذ نفسها من البطالة واستطاعت أيضا أن توفر مصدر رزق لنساء أخريات يعملن إلى جانبها وتصف يومياتها بالكفاح الصعب، حيث تقول: “أذهب إلى سوق الحطاطبة مرة في الأسبوع أقتني منه حاجتي من البطاطا على متن الشاحنة التي تحصلت عليها بواسطة أونساج وماعدا ذلك أنهض  يوميا على الساعة الرابعة صباحا من أجل الالتزام بتوفير الطلبيات المحددة في الوقت المناسب المتفق عليه ثم أقدّم للبنات اللواتي يشتغلن معي حجم طلبية ذلك اليوم وأساعدهن قليلا بعدها وقبل السابعة صباحاً أعود إلى البيت أحضّر أطفالي وأصطحبهم إلى مدارسهم وأعود ثانية إلى عملي، أتفقد الأوضاع وأوزع الطلبيات على محلات “الفاست فود” ثم أعود بعدها لجلب الأولاد من مدارسهم واصطحابهم إلى البيت لتناول الفطور.. أمكث معهم إلى حين عودتهم في الفترة المسائية حيث أعود إلى عملي لتسلم مستحقات الطلبات التي وزعتها، في المساء أعود إلى البيت أحضّر الطعام وأعين الأولاد في مراجعة الدروس والقيام بوظائفهم”.

وتطمح كريمة إلى توسيع مجال عملها والارتقاء به من مؤسسة مصغرة إلى مصنع كبير وفق المعايير والمقاييس العالمية يضم العديد من الوحدات وحددت تاريخ سنة 2019 لتحقيق هدفها إن كتب الله لها عمرا وصحة في البدن، كما تطمح في الوقت الحالي إلى توسيع مجال توزيعها للبطاطا الجاهزة للقلي عبر استهداف محلات “السوبر ماركت” وكذا التعامل مع بعض المطاعم العمومية التي تعدّ أكثر أمانا في مجال الدفع بسبب عدم التزام بعض المحلات بالتسديد، حيث تفاجأ بغلقهم دون أن يتم تسديد أو تسوية المستحقات ما يلحق بها الخسارة.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
23
  • محمد امين

    اريد الافادة بمعلومات حول مشروع البطاطا المقشرة ،وهل يمكن الاتصال بكم

  • dahbie

    Ci bein karima .mais pourquoi vous déranger car il dit un femme kabyle et bo5 courage

  • nadoucheka

    Vraiment bravo Karima .je vous souhaite une bonne continuation .et matfachelich hada houwa esah.j'espère avoir de tes nouvelles à travers femme algérienne sur facebook

  • الايمان سلاحي

    عندما يكون العمل عبادة لاشي يعيق

  • نعيمة

    أمازيغية ، هل هذا يعني أن الأخريات لا ينتجن و لاينجحن ، المهم بارك الله فيها و في أمثالها ، و يكفي عنصرية و تفرقة بين أبناء الجزائر.

  • said

    لماذا هذه التفرقة ياكاتبة المقال

  • moh

    cher Karima tu dois pas dire que tu a reussi attend 3 autre années la tu peux parler

  • عبد النور

    ما شاء الله تبارك الله، ربي يعطيك القوة و يسهل لك أعمالك
    هناك العديد من المشاريع الناجحة التي يمكن القيام بها

    انا اطلقت مشروعي برأس مال 2000 دينار جزائري فقط و الآن الحمد لله المشروع اصبح كبير و ارباحه فوق 30 مليون سنتيم شهريـا
    نسأل الله الرزق الحلال، قد يتسائل البعض ما هو المشروع الذي يمكن إنجازه بمبلغ 2000 دينار جزائري، اقسم بالله انه يوجد و لن اذكره ، حتى لا اتعرض لمنافسة أصحاب القلوب الضعيفة.

  • بدون اسم

    الى سفيان علاه تقوللها هكدا باين عليك حاكم الحيط هي بلا خدمة ما قدرتش توفر لقمة عيش ليها و لاولادها كي راك تشطار قاعدها ف الدار و اصرف عليهم

  • قالمة

    الى التعليق 10 من مستغانم بارك الله فيك كفيت ووفيت وكذلك11و13 تحيتي اليكم

  • ANABIA

    خلاص بدأنا نعزف على نغمة العنصرية و التفرقة هذه المرأة هي حرة من حرائر الجزائر و كفى لا امازيغية و لا مزابية و لا عربية اتقوا الله يا اصحاب الالباب في صحيفة الشروق في هذا الشعب الطيب. انتم تعلمون ان لكم جزء كبير من المسؤولية في التأثير على العقول والنفوس و مشاعر القراء ...فاحسنوا عملكم وأجملوا قولكم لتتوحد الأمة. جزااااااكم اللله خيرا

  • mourad

    رسالتي موجه الى بعض الشباب الجزائري ممن يلبسون أشباه السراويل التي لا تستر حتى ملابسهم الداخلية وعوراتهم
    حين تحاوره يجيبك بصوت متثاقل بطيئ فيه غلضة خشنة وكثير من الاسترجال (كي تصلكم الصورة)
    " مــــــــــــــــابقاتش معيشة في ذي لبلاد - كككككلاوها - ماكككاين والو ياخو - قولي واش دددير مين تنود ونتا حاكم الحيط هادي عيشة هادي؟ نحرق بلاد الناس ولا هاد البلاد - بلاد ميكي هاي ليكم - مانفوطيش صاvا)

    ألف وألف تحية يابنت الجزائر أزفها اليك بكل افتخار ياحرة

  • nozha

    جزائرية وكفى.ربي يهديك يا كاتب المقال

  • hamid

    "Amazighia" et les autres Algériens c'est quoi? Tu penses que tous les habitants d'Afrique du Nord sont montés à Tizi Ouzou à l'arrivée des phéniciens, Romains,Vandales, arabes,Français, Espagnols...?

  • algerien

    أمازيغية أمازيغية أمازيغية أمازيغية.... جزائرية

  • بدون اسم

    البطاطا يجب أن تقلى في الزيت مباشرة فكيف تبقى كل الوقت حت تصل محل الفاست فود؟ ربي يسهل ولكن الحمد الله لا أقترب من محلات فاست (هلاك) فود!

  • العربي

    كلفة المشروع الإجمالية ناهزت 300 مليون
    لقد عملت في نقطة بيع لوازم المحلات
    لا يمكن ان تكون التكلفة ب 300 مليون
    لان المقشر الالي ثمنه 120000.00 دج يستطيع تقشير 8 كغ من البطاطا
    قاطع البطاطا من 6500.00 دج او 8500.00 دج او 12000.00 دج على حسب الجودة
    ميزان حجم كبير 60 كغ بثمن 21000.00 دج او 150 كغ بثمن 31000.00 دج او 300 كغ بثمن 39000.00 دج
    الاواني لا تتجاوز 50000.00 دج
    و شاحنة ب 650000.00 دج
    بعملية حسابية لا يمكن ان تتجاوز 1200000.00 دج

  • بدون اسم

    بارك الله فيك إمرأة بألف رجل وفقكي الله ولكن إن أغناك الله لا تنسي الفقراء

  • حنان

    الله يبارك لك في صحتك و يسهل امورك اختي .. اما عن الخسارة فان اغلبية المشاريع تكزن فيها خسارة في الاول انقص الخبرة و لكن مع الوقت تتحسن الامور و تتعلمين من اخطاءك اما اولائك الذين لا يسددون فانهم موجودون في جميع الميادين هم بكل بساطة محتالين .. و لايحدث هاذا معك فقط انصحك التحري عن زبائنك و لا تتعاملي مع الجميع بل فقط مع اولاد الفاميليا فأن تتعاملي مع 10اشخاص مضمونين افضل من 100 شغص لا تضمنين معهم اخذ مستحقاتك كما انصحك بتشغيل رجل معك يحميك و ينقص الاعباء عنك ........ وفقك الله

  • العربي

    نعم المراة

  • SOFIAN

    LOKAN ATRAYHI FI DARAK MACHI KHIR

  • ليندة

    موفقة بإذن الله ليت شبابنا اليوم يقتدي بمثل هذه النماذج بدل الاستسلام وانتظار منصب شغل تجود به الدولة.

  • انا ما انا اعوذ بالله من كلمة انا

    ما شاء الله ربي يوفقك اختي نصيحتي لك لماذا لا تستدخمي سائق لجلب ال
    بطاطا من السوق و يقوم بتوزيعيها
    ولا خفتي ما ديريش فيه الثقة كلفي زوجك او اخوك او اي احد من العائلة طبعا براتب