-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كريم بوسالم وسليمان بخليلي… وآخرون هزمهم فيروس كورونا

صالح عزوز
  • 2202
  • 6
كريم بوسالم وسليمان بخليلي… وآخرون هزمهم فيروس كورونا

انتقل فيروس كورونا، في الآونة الأخيرة، إلى السرعة القصوى، وطرق كل الأبواب دون استثناء، وأصبح أكثر شراسة مما كان عليه سابقا، ورسم الحزن في كل أركان هذا الوطن، فحضرنا إلى تشييع جنازة شخصيات عديدة، كان لها الأثر الواضح في الساحة الجزائرية، وفي الكثير من القطاعات سواء في القطاع الطبي أم قطاع الإعلام والصحافة وكذا عالم الفن بكل فروعه، شهد لهم البعيد قبل القريب على مهنيتهم وتمرسهم وحضورهم، كما كان في المقابل، موتهم بمثابة فاجعة وصدمة، يصعب علينا تجاوزها، خاصة وهذا الفيروس مازال يقطف الأرواح دون توقف.

… خاتم لن يلمع أبدا بعد رحيله

لم يندمل الجرح إلى حد الساعة، بعد فقدان أحد نوابغ اللغة العربية في الجزائر، ورواد الفكر السوي، والثقافة العالية، والحضور المميز والكاريزما التي تخجل منها كاميرات الشاشات، الصحفي والإعلامي والمثقف، والمنتج المرحوم سليمان بخليلي، الذي بقي يصارع الفيروس وهو مبتسم وضاحك مستبشر إلى آخر رمق من حياته، لم يقطع الأمل في أن يبقى بيننا، لسنوات أخرى، يستمتع ويمتع الحضور في كل ما يقدمه، كان ولا يزال رغم رحيله من خيرة من غازل الميكرفون في كل المجالات، استطاع أن يحملنا معه عبر الكثير من البرامج، على غرار خاتم سليمان، طيلة سنوات عديدة بظله الخفيف، وأن يؤسس لإعلام هادف، غير أن القدر كتب له أن يحاصر من طرف الفيروس لأيام عديدة في المستشفى، وبقيت العيون معلقة إليه، ترجو من الله أن يرجعه إلى عائلته وأحبائه سالما معافى، وأن يقوم منتصب القامة كما كان عليه سابقا، ليؤسس لأفكار أخرى في عالم الإعلام والصحافة، غير أن هذا الحصار، انتهى بأن يلتحق سليمان بخليلي بالرفيق الأعلى وهو يدعو إلى التآخي وحب الغير كحب النفس، تاركا وراءه أعينا باكية، وقلوبا دامية، ومكان شاغرا لن تملؤه الأسماء التي تأتي من بعده، ويكتب بذلك، اسمه ضمن قافلة، ضمت الكثير من الأسماء، كانت شاهدة على شراسة هذا الفيروس، الذي رسم الحزن في كل العالم وليس في حدود واحدة، كيف ولا وهو يقطف الأرواح دون تردد، فرحمة الله على روحه الطاهرة.

دائرة الضوء… أفلت بعد رحيله

في الوقت الذي تسارعت فيه الأحداث، في تتبع آثار هذا الفيروس في الجزائر، الذي أصبح فتاكا في الأيام الأخيرة حتى نادى مناد أن منبر الإعلام والصحافة يضرب للمرة الثانية في فترة قصيرة وفي الصميم، حيث فتك هذا الفيروس بوجه إعلامي آخر كان مميزا في ترويض ميكروفون الصحافة والإعلام، منذ أن وطأت قدماه هذا العالم، وهو البشوش كريم بوسالم، رحمه الله، الذي لم تجف أحرفه وكلماته الباكية التي كتبها وهو ينعي موت سليمان بخليلي رحمه الله، حتى خطفه هذا الفيروس كذلك في فترة قصيرة بينه وبين وفاة بخليلي، رحمه الله، كانت فاجعة موته بمثابة نقطة انكسار للكثير من الأشخاص، سواء من الأسرة الإعلامية أم السياسية م الثقافية، فهو كان ينتمي إلى هذه الدائرة كلها، التي سلط عليها الأضواء في مناسبات عديدة في دائرته للضوء، التي لا شك في كونها ستنطفئ بعد موته.. كان رحيله المفاجئ صدمة للكثير من طلابه الذين تمرنوا على مغازلة الشاشة على يده، أخذوا عنه الكثير من المعارف القيمة لتوظيفها في حياتهم الإعلامية، قدم لهم خيرة التجارب التي مر بها، التي استطاع من خلالها أن يصل إلى ما هو عليه قبل رحيله، فيكفيه أنه قبل أن يؤسس لدائرة الضوء، كان أمير نشرة الأخبار.

لقد هزهما الفيروس، وهما في قمة العطاء، لقد فتك بهما وهما يؤسسان لبرامج وأفكار جديدة تضاف إلى عالم الإعلام في الجزائر، غيبهما الموت وكان قدرهما أن يرحلا بسبب فيروس كورونا، وهو آخر ما ابتلي به هذا العالم، وهو الذي لا يزال يتجول بيننا، ويقطف أرواحا عديدة من خيرة أبناء هذا الوطن في كل المجالات، ومن كل أطياف الشعب الجزائري دون تمييز، أصبح لا يفرق بين المشاهير والأناس العاديين بين الشيوخ والشباب، وبين الذكر والأنثى من كل الأعمار، وأينما حل قطف روحا، إلا من كتب الله لها الحياة.

اسمان من عالم الإعلام والصحافة، سوف يبقيان خالدين في ذاكرة الشعب الجزائري، فحياتهما كانت مليئة بالنجاحات والتميز، وموتهما كان بأثر الفيروس، بعدما صارعاه لأيام عديدة، لكنه هزمهما في اللحظات الأخيرة.

إن الحديث عمن حققوا التميز في الإعلام والصحافة، لا ينسينا الحديث عمن حققوا التميز في كل المجالات، كانت أسماؤهم مؤثرة وقوية، وحاضرة في العديد من المناسبات، وكان رحيلهم بمثابة ضربة موجعة، جفت لها الجفون وتقطعت لها القلوب، ولا تزال ذكراهم حاضرة بيننا، سواء كانوا أطباء أم دكاترة، وكذا مختصين في كل فروع الطب، الذين كانوا ومازالوا يقفون في الصف الأول منذ أن أعلنت حالة وجود فيروس يتجول في العالم، أو في مجال التعليم الديني والدنيوي، وكذا التدريس في الجامعات والمدارس، وفي العديد من المجالات دون استثناء، فقد طرق هذا الفيروس الأبواب كلها، وأخذ ما أراد دون إذن، تاركا وراءه أمكنة شاغرة، وعيونا باكية، وحزنا مازال

يخيم على كل الوجوه، وتحولت الحياة في هذا الوطن إلى صراع من أجل البقاء إن صح القول، في ظل الانتشار الرهيب له.

لقد كان واجبا علينا أن نقف وقفة تذكر، وقفة ترحم على كل ضحايا هذا الفيروس سواء ممن جلسنا إليهم وعرفناهم أم ممن سمعنا عنهم في مجالسنا من قريب أو من بعيد، من أسماء أضيفت إلى لائحة من صارعوا الكوفيد لكنه هزمهم، وفي الوقت نفسه وقفة دعاء على أن يرفع عنا هذا البلاء عاجلا لا آجلا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • maknin

    ليس فيروس الذي هزمهم و لكن اء أجلهم قال الله تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وفي حديث ابن حبان: لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها. وفي "صحيح مسلم" عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قالت أم حَبِيبة زوجُ النبي - صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنها -: "اللهم أمتعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية"، قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لقد سألتِ الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجِّل شيئًا قبل أجله، ولن يؤخِّر شيئًا بعد أجله، ولو كنتِ سألتِ اللهَ أن يُعيذَك من عذاب النار، وعذاب في القبر كان خيرًا وأفضل)).

  • الفاجعة لا مختار فيها ومنسي

    وأمهاتنا وآباؤنا كذلك غاليين يا كاتب المقال ,عصفت بهم كورونا اللعينة وتغيرت بفقدانهم حياتنا ونظرتنا للموت والحياة ولكنكم لا تعلمون .... ولا تتكلمون لنا إلا عمن عرفهم الناس

  • ابونواس

    ...الأفضل سحب كلمة(هزمهم)لأنهم ليسوا في حالة حرب أو حراك أو مصارعة حتى يهزمون.......لو قلت الحكومة والوزارة الصحية هزمها الفيروس ..لرفعنالك القبعة لأنك كشفت هزيمة مؤسسة تتولى رعاية وحماية الشعب كله....أما الاعلاميين فقد لبياأجلهما ...ولكل أجل كتاب....

  • إبن الجزائر

    هل قصدك كان بإمكانهم التغلب على الأجل؟!

  • جزائري

    دعكم من لي ماتو اترحمو عليهم وبركا ماتديرو فالفيلمات هزم زماهزمش

  • مهدي

    العنوان غير مناسب تماما