الرأي

كشف حساب ضروري!

قادة بن عمار
  • 1954
  • 2
ح.م

الأصوات التي ارتفعت في مصر للمطالبة بملاحقة رياض محرز أو تلك التي انتقدت جمال بلماضي، هي أصواتٌ نشاز في المجتمع المصري نفسه، أصواتُ فتنة لا يمكن الوقوف عندها باحترام ولا منحها أكثر مما تستحق، يكفي مثلا وضع اسم المحامي سمير صبري الذي رفع قضية لمنع دخول محرز إلى مصر، في محرِّك البحث “غوغل” لمعرفة أن هذا “الشخص” يتهكم عليه المصريون بشكل مستمر ويعتبرونه “محامي الأخلاق الرفيعة”، ولكن بالكذب والزور والبهتان، فهو يلاحق الممثلات والراقصات والفنانات من أجل البحث عن شهرة وعلاقات، وغالبا ما يخسر قضاياه، لكنه ينجح في استضافته من طرف وسائل الإعلام الباحثة عن الفرقعة المجانية، أمَّا المحامي مرتضى منصور فهو رجلٌ يستحقُّ الشفقة، لأنه يعاني من مشكلة عويصة تتمثل في عجزه عن تركيب جملة مفيدة واحدة دون أن تتضمَّن شتيمة أو كلمة نابية ضد المصريين أولا قبل غيرهم!

مثل هؤلاء لا يستحقون الحديث عنهم طويلا، لكن من يستحق الوقوف فعلا وفتح كشف حساب بخصوصه، هو أداء السلطات الجزائرية التي رافقت الحدث الكروي الكبير، أداء لم يكن على مستوى الفوز التاريخي ولا بمكانة حصول الجزائر على النجمة الثانية في القارة السمراء، ليبقى السؤال الخطير: متى نحصل على النجمة الأولى في حسن التسيير والأداء؟!

لا نتحدث هنا عن مرافقة المناصرين عبر جسر جوي ضخم، فما وقع كان متوقعا نظرا لحالة الإقبال الجماهيري الغفير على مشاهدة رفاق بلايلي وبونجاح، لكن السؤال: لماذا لم تُجهّز السلطات نفسها لمثل هكذا وضعيات؟ أين كانت سفارة الجزائر في القاهرة وهي تتجاهل وتخذل المناصرين وتكشف عجزها عن فعل شيء في سبيلهم وبينهم نساء وصغار في السن؟ ثم لماذا يعود وزير الشباب والرياضة إلى الجزائر أصلا وهو الذي تعهَّد بمرافقة الأنصار حتى رجوع آخر واحدٍ منهم إلى وطنه وعائلته؟!

علما أنه كان من الواضح على الوزير رؤوف برناوي اهتمامه الكبير بالظهور في الصورة مع الكأس، وكأنه جالبُ اللقب، مع تركيز بعض الصحفيين، وبشكل غير بريء، على “شباب الوزير وكفاءة الوزير وعبقرية الوزير” خلال الاستقبال الأسطوري للاعبين في شوارع العاصمة.

مثل هذه التصرفات لا ترتقي حتى لتوظيف الكرة بشكل بائس مثلما كان يتم في عهد بوتفليقة، كما أنها تعبِّر عن تدني مستوى الأداء السياسي والحكومي والدبلوماسي لواقعةٍ كان من المفترض أن يتحد الجميع من أجل التقليل من مشاكلها حتى لا نقول القضاء عليها نهائيا.

كان على الوزير برناوي وبمعيّة السفير الجزائري في القاهرة رفع تقرير عاجل للسلطة عن سرّ نجاح المصريين في تنظيم كأس إفريقيا خلال خمسة أشهر فقط بدلا من بيع الوهم للجزائريين والحديث عن إمكانية تنظيمها هنا، حيث التهم الفساد كل مشاريع كرة القدم، بفِرقها وملاعبها وميزانياتها، وبات انتصار المنتخب الوطني الشجرة الوحيدة التي تغطي غابة المهازل باستمرار.

مقالات ذات صلة