-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كلمةُ حقِّ عند غربٍ جائر!

كلمةُ حقِّ عند غربٍ جائر!

موقفٌ بطوليٌّ سجّله رياضيٌّ مصري في لندن، عندما قال كلمة حقٍّ صدم بها الإعلام الغربي على هامش تتويجه بطلا لبطولة “أوتيسا” الدولية للاسكواش، وذلك إثر فوزه على منافسه البوليفي “دييغو إلياس”؛ إذ قال البطل المصري “علي فرج” إنّ الشعب الفلسطيني يُعاني ويلات الاحتلال الصهيوني على مدار 74 سنة، من دون أن يكترث العالم بمعاناته.

هي تصريحاتٌ أطلقها بعد أن طُلب منه التّعبير عن تضامنه مع أوكرانيا وشعبها في ظل الغزو الروسي، فكان ردُّه في قمّة الوطنية والجرأة والشّجاعة، قائلا: “الآن أصبح من المسموح خلط الساسة بالرياضة!”، وأضاف: “الجميع في الوقت الراهن يتعاطف مع الشّعب الأوكراني نتيجة الحرب عليه من جانب روسيا، لكن يجب أن نذكر أيضا فلسطين، وما تعاني منه على مدار العقود الماضية”.

هذا الموقف البطولي يؤكّد أنّ مسار الكذب والنّفاق الذي يمارسه الغرب منذ عقود إن لم نقل منذ قرون قد انكشف، وأنّ تلك الأسطوانة التي كان يرددها البعض عندنا تأثرا بالغرب بشأن عدم خلط الرياضة بالسياسة لم تعد تُقنع أحدا، حتّى إنّ الكثير من الأقلام المسمومة والأصوات المشؤومة عندنا وجهت سهامها إلى المصارِع الجزائري “فتحي نورين” متهمين إياه بالإساءة إلى الرّياضة الجزائرية بانسحابه أمام رياضي صهيوني تضامنا مع الفلسطينيين.

وبعد اليوم؛ لن يجرؤ أحدٌ أن يمنع رياضيا من التّعبير عن قناعاته السياسية، أو أن يقف موقفا مناصرا للقضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني الذي يتم سحقُه منذ 74 سنة كاملة من قبل الكيان الصهيوني المغتصِب بدعم وتواطؤ من الغرب، وكان الغربُ بكل مؤسساته السياسية والإعلامية وحتى الأكاديمية يتعسف في تصنيف كل من يناصر القضية الفلسطينية ضمن التيارات والأشخاص الدّاعمين لـ”الإرهاب”!

لقد كشفت الحربُ في أوكرانيا الكثير من الألاعيب التي كان يمارسها الغرب، ومنها مواقع التّواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” التي لم تكن تسمح بكلمة “المقاومة الفلسطينية” أو “حماس” أو “الجهاد الإسلامي” وغيرها من الكلمات والمصطلحات التي تدخل في سياق حق الفلسطينيين في الدفاع عن وطنهم، بحجّة أن هذه العبارات تشجّع على “العنف”، وها هي نفس المنصّات الاجتماعية تزيل القيود عن النّشر، وتسمح بكل النّداءات التي تدعو إلى مقاومة الغزو الروسي لأوكرانيا، وقتل الجنود الرّوس، بل وقتل الرّئيس الروسي فلاديمير نفسه!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!