-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كلنا مع “الخضر” وبلماضي

ياسين معلومي
  • 1883
  • 2
كلنا مع “الخضر” وبلماضي
ح.م

قبل بداية النسخة الثانية والثلاثين من كأس إفريقيا للأمم التي تحتضنها مصر، لا أحد ربما في إفريقيا ولا حتى في العالم كان يظن أن المنتخب الجزائري سيتمكن من الوصول إلى تنشيط نهائي كأس “الكان”، في ظل تواجد على الأقل خمس منتخبات قوية شاركت في المونديال الأخير،على غرار مصر وتونس والمغرب ونيجيريا والسنغال. ماعدا ربما الناخب الجزائري جمال بلماضي الذي كان يقول في كل ندواته الصحفية أنه لن يشارك من أجل المشاركة فقط، بل للحصول على التاج الإفريقي والعودة به إلى الجزائر، وتمكين المنتخب من الحصول على النجمة الثانية بعد تلك المحصل عليها قبل تسع وعشرين سنة أمام المنتخب النيجيري بهدف من أمضاء المحترف وجاني.

الجميع في الجزائر وقبل انطلاق العرس القاري، اعتبروا أن تصريحات بلماضي فيها نوع من المبالغة، وأن الخضر حسبهم سيذهبون في ثوب الضحية، كيف لا وأن التقني الجزائري وضع ثقته في لاعبين كان يعتبرهم الجزائريون منتهيين الصلاحية، على غرار قديورة وسليماني ولاعبين آخرين، لكن عين المدرب لا تخطىء،و تحمل مسؤولياته، وشكل مجموعة من اللاعبين اعتبرهم محاربين، حيث زرع فيهم روح الانتصار ومنحهم ثقة كبيرة جعلتهم اليوم يعطون درسا لكل إفريقيا، وهو أن كرة القدم ليست فنيات ولياقة بدنية فحسب، بل هي حب الوطن وإسعاد جماهير فقدت ثقتها وحبها في منتخبها الذي افرح الجزائريين في مناسبات عديدة.

ما الذي تغير منذ مجيء جمال بلماضي إلى المنتخب؟ رغم أن هؤلاء اللاعبين متواجدون منذ مدة في المنتخب، وأشرف عليهم عديد المدربين… الجواب كان متواجدا عند صانع فوز نصف النهائي أمام نيجيريا المتألق رياض محرز الذي قال بالحرف الواحد عن مدربه “مع بلماضي، نعمل كثيرا من الجانب التكتيكي، عكس المدربين السابقين، الذين لا يعملون كثيرا على هذا الجانب، إنه يحسن الحديث مع اللاعبين ويعرف كيف يحفزهم، لديه كلمات تحفزنا…. أنا وبراهيمي وقديورة وفيغولي نملك بعض الخبرة، ونحاول نقلها لبقية المجموعة، والمدرب استغل هذه النقطة جيدا”. هذه التصريحات من أحد أحسن اللاعبين في العالم تدل على أن المدرب الشاب بلماضي لا يملك عصا سحرية، بل بالعمل من الناحية البسيكولوجية تمكن من تحرير طاقة خامة كانت متواجدة عند لاعبين كبار فشل سابقوه من استغلالها.

نحس اليوم أن المنتخب الجزائري المشارك في كأس إفريقيا يلعب كل اللقاءات بنفس العزيمة، ونفس الحرارة التي أذهلت كل المتتبعين والاختصاصيين، فرغم بعض الهزات التي حدثت قبل بداية العرس القاري إلا أن المنتخب بقي متماسكا ومحافظا على استقراره، بفضل قائد السفينة الذي وجد وصفة أعادت الروح لهذا المنتخب، فالمدرب الشاب جمال بلماضي تمكن في أقل من سنة من توحيد كل الجزائريين حول منتخبهم الذي تراجع في السنوات الأخيرة بشكل مذهل.

عندما كنا نشاهد لاعبا كرياض محرز وما كان يؤديه في المنتخب قبل مجيء جمال بلماضي، وما يقوم به اليوم، علينا أن نرفع القبعة للمدرب الوطني الذي تمكن في ظرف سنة من إيجاد حلول للخضر الذين ومهما كانت النتيجة في اللقاء النهائي (رغم أننا نتمنى أن يفوز منتخبنا ويتوج بالكأس) فنحن فخورين بمنتخبنا الذي يسير بخطى ثابتة نحو العالمية، وهو الذي فقد بريقه في السنوات الأخيرة.

الحديث عن المنتخب الوطني والانجاز الذي يحققه لا يعني أن الكرة الجزائرية بخير، فالجميع يعلم ما حصل الموسم الماضي من بيع و شراء للقاءات، وعنف في كل الملاعب، وفشل ذريع في الاحتراف… فعلى المشرفين على كرتنا أن لا يكون منتخبنا الشجرة التي تغطي الغابة، علينا اليوم وبعد نجاح “الخضر” أن نعود إلى الواقع ونقف استراحة محارب، حتى نصلح ما يمكن إصلاحه… والله المستعان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائري حر

    يا سي ياسين يظهرلي والله أعلم راك قاعد تدرج في روحك في شعار الحراك الدي يقول : ترحلو قاع وما مراكش عارف حتى إدا كنت تعلم الهدف من كل ما يجري فعلى الأقل أنت سوف تتحكم بالكتابات تاعك.

  • Smaine H. D

    عندما تبدأ الفاف في تسيير رياضة كرة القدم و تترك السياسة لسياسيين هنا وفقط هنا نستطيع ان نقول اننا وضعنا القطار على السكة الصحيحة وتلقاءيا ستصبح بطولتنا لاتباع و لا تشترى فيها المقابلات لانه عند اصدار العقوبات تكون الرياضة و الرياضة فقط هي الفيصل في اتخاذ القرارات و شكرا.