-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كل شيء في حياتنا ممنوع إلا توم وجيري!

نادية شريف
  • 2331
  • 2
كل شيء في حياتنا ممنوع إلا توم وجيري!

أنا سيدة في الثامنة والعشرين من عمري، كنت قبل زواجي فتاة مرحة، محبة للحياة، مقبلة عليها بكل سرور وأمل.. عشت لحظات لا تنسى.. زاهية، لاهية عن كل شيء يتعلق بالجانب الروحي والإيماني، ولكني مطلقا لم أكن راضية عن حالي، بل كنت دائما ألوم نفسي، وأتمنى أن تتغير فصول سنواتي المتشابهة.

كنت أشعر بفراغ كبير في أعماقي، رغم كثرة المتواجدين من حولي، وفي ذات الوقت، كنت مدركة تمام الإدراك بأن ذاك الفراغ لن يملأه إلا نور الله الذي يهدي به من يشاء وساعة يشاء، وبينما أنا منغمسة في دنيا المتعة، محلقة في دنيا التوبة، ظهر في طريقي أخ بكل ما تحمله الكلمة من معان، وعرض عليّ فكرة الزواج شرط أن ألبس الجلباب وأضع الستار، فوافقت على الفور علّني أسير معه جنبا إلى جنب نحو الجنة التي هي غاية كل مؤمن، وبعد التعارف في حدود الإطار المشروع طبعا، انتقلت إلى بيت الزوجية محمّلة بأماني صادقة، وأحلام وردية، وبمجرد أن وضعت أول خطوة داخله، اصطدمت بجملة من الممنوعات القاسية، التي لا طاقة لبشر على احتمالها، في مقدمتها: “ممنوع الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى، ممنوع مشاهدة التلفاز منعا باتا، ممنوع رفع الصوت عند الكلام، ممنوع استعمال الهاتف المحمول، ممنوع استقبال الصديقات في المنزل، ممنوع نزع الجلباب إلا في غرفة النوم..الخ”.

وأمام هذه الورطة التي أوقعت نفسي فيها، بدأت أشعر بألم كبير كان يمزق دواخلي كونه اعتبرني آلة للمتعة فقط هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يسمح لي بمشاهدة البرامج التلفزيونية باعتبارها من الملهيات عن العبادة وعن ذكر الله، والمضحك أنه بعد جدال طويل حصل بيننا بسبب هذه النقطة أصبح يشغل التلفاز نصف ساعة في اليوم فقط ليجبرني على متابعة سلسلة الرسوم المتحركة “توم وجيري” حتى أرفه عن نفسي قليلا! 

لم أحتمل العيش معه في سجنه المرير لأن كل الأمور اختلطت عليّ.. صرت لا أعرف الليل من النهار والربيع من الخريف واليوم من الغد.. كل الأشياء الجميلة التي اشتريتها كي أحسن التبعّل له، بقيت في رفوف الخزانة لأني كنت محاصرة بأخوته وبني عمومته من كل النواحي.. حملت نفسي على الصبر 9 أشهر كاملة وبعدها لم أقوى على الاستمرار، لأني كنت سأجنّ حتما إن بقيت معه يوما آخر زيادة.. رجعت إلى بيت أهلي محمّلة بالغضب، اليأس، القنوط، ومختلف المشاعر السلبية الناجمة عن الضغط والكبت، وعزمت أن لا أراه إلا في المحكمة كي يمنحني الطلاق، وحينها سأذهب إليه متبرجة على الآخر انتقاما منه على كل لحظة كتم فيها على أنفاسي المشتاقة لهواء نقي من الطبيعة التي خلقها الله كي نستمتع برؤيتها وإن انحرفت مستقبلا، فالسبب أكيد هو لأنه شوّه في نظري صورة الدين.

فريال من تلمسان/ الجزائر

الرد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

لا أحد ينكر بأنك تعرّضت لضغط كبير لأن الدين فعلا ليس جملة من الأوامر والنواهي، والمرأة ليست وسيلة من وسائل المتعة.. الدين يسر والمرأة مخلوق له مشاعر وأحاسيس ينبغي مراعاتها.. من حقها أن تخرج.. أن تتنفّس.. أن تعطي رأيها.. أن تكون حرّة في بيتها، وللأسف بعض الرجال المتشددين يضيقون ما هو واسع ويحرمون نساءهم من كل شيء جميل في هذه الدنيا مع أنّ الله سبحانه وتعالى لم يأمر بهذا، والرسول صلى الله عليه وسلّم الذي هو أتقى الناس كان أرأف الخلق بزوجاته وكان يلاعبهن ويمازحهن، ويعلّمهن تعاليم الشرع بكل لطف وأدب كي تستقرّ الأحكام في عقولهن ولا تنكرها نفوسهنّ، وبمثله ينبغي أن يقتدي الأزواج في تعاملهم مع جنس جبل على النقص.

أختي الكريمة:

لا تجعلي ما حصل لك سببا في انحرافك وابتعادك عن الطريق المستقيم، بل اتبعي منهج الوسطية والاعتدال، وساجدين نفسك مرتاحة على الآخر لهذا الدين، وتأكدي بأن ما ستقومين به هو حماقة كبرى ينبغي التراجع عنها، لأن الحجاب فرض رباني وعليك التقيد به لا أن تذهبي متبرجة على الآخر انتقاما من زوج سجّان لم يعرف كيف يشرح صدرك لتقبل الوضع الجديد الذي كنت تعيشين عكسه تماما، فبين اللهو والغلو مساحة شاسعة يوجد فيها نور الله فأمسكي العصا من وسطها لتري هذا النور.. وبالتوفيق.   

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • بدون اسم

    احمد الله انك لم تنجبي معه لا اشا طرك فيما تنوينا فعله حتى لا تعطي له مبرر فاجعليه يندم على فعلته طول حياته وقولي (حسبي الله ونعم الوكيل ) وسيعوضك الله احسن من ذلك

  • ابو عماد

    ان ظهرت متبرجة ادنت نفسك وثبت انك تستحقين ما تعرضت له من ضغط بدليل انك لا تلزمين حدود الله في الرخاء
    و اعليم ان كلاكما ضحية لهذا الزواج الذي لم ينعقد على بينة من امور الحياة المشتركة و رحتما تعقدانه دون سابق اطلاع على بعضكما البعض كما ان مجتمعنا المتخلف كان الجاني الاكبر في التضييق على حرية الفرد و الاسرة و الرجل الذي يقبل العيش مع زوجته كانه في رواق البيت لا يريد حياة زوجية بل يريد معاشرة ليلة فقط و كل امرأة تعرض نفسها لهذا فهي مسؤولة لان كثيرا من الرجال و النساء همهم الارتباط دون اي اتفاق