-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثل السوري وائل ابو غزالة لمجلة الشروق العربي

كل ما أسعى إليه هو ترك بصمة ومكانة لي في عالم الفن

طارق معوش
  • 144
  • 0
كل ما أسعى إليه هو ترك بصمة ومكانة لي في عالم الفن

عند التعاطي مع الممثل والمغني الفلسطيني السوري وائل أبو غزالة يصبح الوقت ضرورة قصوى! يحتاج فهم هذا الرجل إلى مساحات زمنية ليست قليلة كما أن طبيعته الحساسة جداً، ومنطقه الحياتي مضافاً إليها طيبته الواضحة يجعلانه شخصية مركبة لا يسهل التعامل معها. تبدو تقاليده العائلية والصيغة التي يود طرح نفسه بها أمام ابنته الوحيدة ناي مثلاً أهم من كل الشهرة والمجد والأحلام الفنية. قرر أن يهجر الغناء لصالح التمثيل انسجاماً مع مكان يجده أكثر رصانة من وجهة نظر شخصية ربما!

الشروق : من يتابع مسيرة وائل ابو غزالة  يرى أن هناك خطوات مدروسة جيداً من ناحية اللقاءات الإعلامية، كيف تصف علاقتك بالإعلام؟
– لست ضد التعامل مع الإعلام، فهو أمر أساسي في حياة كل ممثل في نشر ما يقوم به من فعاليات وأعمال أو إبراز المجهود الذي نقدمه في كل عمل لكن أنا ضد الظهور المتكرر فهو أمر سلبي وسيئ، من المفروض أن نترك مساحة بين اللقاء والآخر فإن لم يكن هناك إضافة أمر ما إلى اللقاء فلا داعي له، وهذا يعود إلى هدف كل شخص من الفن.. بالنسبة لي ليس هدفي مادياً ولا الشهرة ، كل ما أسعى إليه هو ترك بصمة ومكانة لي في عالم الفن وفي قلب كل من يتابعني، وأن أكمل وأضع قطعة الفسيفساء التي أقدمها في مكانها الصحيح

الشروق : هل تعوض ذلك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

– لا أبداً.. لأن وجودي عبر هذه المواقع ليس لطرح أفكار أو منشورات للتعبير عن وجهة نظر سياسية أو اجتماعية معينة، بل مجرد حالات تتعلق ببعض الصور، حول عمل ما أقوم بتصويره.

وللأسف هذا الكلام ناتج عن قرار اتخذته سابقاً، بسبب عدد الأشخاص الموجودين على الصفحات الخاصة بي، وبسبب تضارب وجهات نظرهم التي لا يتم التعبير عنها بشكل حضاري ومحترم، فتجنباً لهذه السجالات والأمور التي ممكن أن تتحول إلى إساءات صرت أتجنب التعبير عن وجهات النظر تلك.

الشروق : تبدو مدركاً تماماً لضرورة مواقع التواصل الاجتماعي؟

– دور «السوشال ميديا» اليوم أكبر من دور قنوات التلفزيون، فالمستقبل القادم للوسائل التي تخاطب الناس عبر هذه المواقع، وهي مكان مهم جداً لتبادل وجهات النظر ولسماع نقد بنّاء ومهم أحياناً من أشخاص غير متخصصين، لكن آراءهم تفاجئ الفنان.

حتى لو تضمنت بعض المنشورات شتائم أو إساءات، فإن التفاعل الإيجابي هو الجزء الأكبر الذي نستمتع به ونستطيع من خلاله أن نأخذ الكثير من التفاصيل، فالكثير من الملاحظات والكثير من الآراء البنّاءة أخذتها من «السوشال ميديا»، وهذه الملاحظات جدية وتتضمن تحليلاً عميقاً وكلاماً يفكر به، وهذا الأمر مفيد جداً للممثل، سواء أكانت الملاحظات على أدائه أم على النص المكتوب أم على تفاصيل في العمل الفني لم ينتبه لها الفنان، وهذه الأمور يراها الناس من زوايا مختلفة، ومن هنا تكمن أهميتها.

 تهزمني كل القواميس أمام هول المصاب..

كيف لا ووطني فلطسين ينزف ليلا نهار

 الشروق : ثمة خطوة جديدة في الدراما، وهي الاتجاه نحو أعمال السوشيل ميديا ، هل في رأيك هي خطوة إلى الأمام نحو التحرر من القيود التي تفرضها شركات الإنتاج، أو إنها متطلبات الزمن اليوم؟
–  أعتقد أن الأمرين معاً، هناك موضوع الحصار على سورية من قبل شركات الإنتاج فلم يعد يوجد سوق للبيع بشكل حقيقي والمنتج ليس جريئاً لإنتاج أعمال إن لم يكن مردودها مضموناً.. إضافة إلى دخول التكنولوجيا إلى حياتنا، وهذا ليس غلطاً، لكنْ أنا ضد أن يتحول الموضوع إلى تجاري ولاسيما أن من يملك قناة خاصة على اليوتيوب مثلا يجب أن تقدم المادة بما تحمله من مضمون وقيم وبطريقة محترمة، أرى أن الجمهور اليوم استغنى عن التلفاز واستبدله باليوتيوب  فلم تعد نسبة مشاهدة التلفاز هي الأقوى.

الشروق: عملت في العديد من المهن الفنية, من التمثيل إلى الغناء .. في أي مجال وجدت نفسك أكثر؟
–  أعتبر نفسي محظوظاً أكثر من اللازم في عملي وأنا راض جداً عن مسيرتي الفنية, وفي كل المهن التي عملت بها سواء كممثل أو كمطرب, كنت مستمتع جداً وكنت أحب أن أقدم دوماً شيئاً جديداً في الفن, ولكن في النهاية كل هذه الفعاليات تأتي في المقام الثاني بعد التمثيل, فأنا ممثل أولاً وأخيرا ولكن الحياة تحتمل أكثر من مشروع أو فكرة والحمد الله أدوار قدمتها اعتز بها ليومنا هذا كمسلسل – كسر عضم او باب الحارة او طاحون الشر وغيرها من الاعمال .

الشروق : ‘ كتبت قبل فترة ..لا ادري إن بقي في وطني مكان لشيخوختي’،إلى هذه الدرجة آنت قلق ومتوجس على وطنك ؟ ام أنها امتداد لحالة القلق الذي يعيشه العالم حاليا ؟

–  لا يمكن أن يفهم احد أكثر من السوريين أنفسهم معنى أن يدمر وطن وان يغرق بدماء شعبه …معنى أن ‘يتلون بردى الخجول بالدم وان يصبح سحر المدن مجرد ذكرى ومعنى أن تصير الأغاني والمواويل مرثيات لوطن مفجوع تهزمني كل القواميس أمام هول المصاب.. كيف لا وانا بسوريا ووطني الام أيضا  فلطسين ينزف ليلا نهار من غير شك نحنو تحت خوف المستقبل كل ما اقوله يارب يبعد عنا هذه الحروب ويعم السلام بالعالم ككل يارب

معاناة شعبنا الفلسطيني أكبر بكثير مما يحصل بكافة المواضيع الفنية

الشروق : انت والبيئة الشامية.. هل ما يجمعكما حب أم هواية.. لأنك أبدعت من خلال أدوار تسند إليك وتركت أثرا كبيرا لدى المشاهد خاصة في «باب الحارة والزعيم » ؟

– بطبعي أحب الاعمال التي تصور الواقع الذي كان يعيشه الأجداد من خلال بيئة عشقناها وعشنا بأحيائها العتيقة الضيقة، حيث النوافذ تتعانق، والأبواب تكاد تنطق بإرث تاريخي بعيد مئات السنين إلى الوراء، وهذا ليس تعبيرا فقط وصف كلام انه واقع، ومن هنا أحببت «باب الحارة» بأجزائه، وأحببت «طاحون الشر»، و«بيت جدي» و«خاتون » ، وفي اغلب الأحيان تسند لي أدوار الشر، علما أنني في الحياة العادية لا أحب الشر ولا العنف.

الشروق: توآجدك في باب الحارة باجزائه الأولى  رآقنا جميعـاً، و خصوصـاً دَورُكَ كـ مجآهـدٍ فلسطينِي، و تواجُدكَ في باب الحآرَة قد أعطآنـا صُورة عن الشاب الفلسطيني المُناضـل , هل أنـتَ معي في فكـرَة أن الحصآر الذي تعرضـت لهُ حآرَة الضبـع ممآثـل لحصآر غـزَّة حاليا ؟

– لا شيء يشرفني أكثر من أني قمت بدور يجسد دور ثائر فلسطيني وخصوصاً أني فلسطيني الأصل ولا شك أن حصار غزة ومعاناة فلسطين كانا بالحسبان أثناء تأديتي للدور  آنذاك ولحد الساعة , علماً بأن معاناة شعبنا الفلسطيني أكبر بكثير مما يحصل بـ باب الحارة وبكافة المواضيع الفنية التي تتطرق له

الشروق: بعد كل هذه النجاحات والاعمال ..هل تجد نفسك من الفنانين السوريين الذين نجحوا أمثال جمال سليمان وتيم حسن ؟
–  النجاح لا أحدده أنا بل الجمهور الذي يتابع من أمام الشاشة ، لكن ما استطيع إجابتك عليه هو أنني لاحظت نجاحا من خلال محبة الناس لي في الشارع ، وأتمنى أن يكبر هذا النجاح في أعمال أخرى تقدمني بصور مختلفة حالها حال الدراما السورية التي نجحت من خلالها وانطلقت الى العربية .

الشروق : كيف يقيم وائل  الدراما السورية  مؤخرا؟

– أقولها صراحة، بالنسبة للظروف التي يعمل فيها الفنان السوري يعتبر مقاوما، كالجندي الذي يحمل السلاح لحماية الوطن، نصور بظروف غاية في الصعوبة، وكانت قذائف الهاون تستهدفنا، وفي أكثر من مرة أوقفنا التصوير، لأننا كنا بأماكن قريبة جدا من حيث تواجد الإرهابيين ولا يفصلنا عنهم إلا بضع مئات من الأمتار

الشروق : سبق وصرحت بأن قلة الحظ عائق بطريق شهرتك..هل تعتبرها أيضاً سبباً لغيابك عن أدوار البطولة المطلقة ؟

– نعم بالتأكيد أعتبرها مسألة حظوظ.. فهناك أشخاص تقلدوا دور بطولي في أول مشاهدهم على الشاشة وآخرون ظلوا على الهامش رغم جهدهم وموهبتهم. على كلٍ لا يهمني كثيراً الحصول على دور بطولة مطلقة بقدر ما يهمني أن أثبت ذاتي في أي عمل أجسده مهما كان صغيراً، ورضا الجمهور ومحبتهم أهم من كل شيء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!