الجزائر
منظمة المستهلكين تطالب بمعاقبة من أفسد عيد الجزائريين

كورونا.. النيران وانقطاع الماء والكهرباء تفسد فرحة العيد

الشروق أونلاين
  • 4383
  • 22
الشروق أونلاين

لم يمر عيد الأضحى هذا العام بردا وسلاما على الجزائريين، فبعد حرمان فيروس كوفيد 19 الكثير من العائلات من شراء الأضحية بسبب الأزمة المالية، تحول يوم العيد إلى كابوس لدى الكثير من الجزائريين بسبب الانقطاع الكهربائي المتكرر والانقطاع التام للماء على مستوى الكثير من الأحياء في المدن الكبرى الذي بدأت تداعياته يوما قبل العيد ما نغص عليهم الاستمتاع بفرحة العيد وأرقهم كثيرا وأتعبهم في تحضيراته، كما واصلت النيران محاصرة المداشر والقرى في حين حرم وباء كورونا الكثير من المواطنين من قضاء العيد مع عائلاتهم ما جعل عيد أضحى 2020 عيدا استثنائيا وحزينا..

ورغم التبريرات التي قدمتها الجهات المسؤولة عن انقطاع المياه والكهرباء إلا أن المواطنين استنكروا الوضع في مثل هذه المناسبة الدينية التي يكثر فيها استعمال الماء ويزيد استهلاك الكهرباء مع درجات الحرارة المرتفعة جدا.
ولعل من أكثر ما انتقده الجزائريون هو وجود الماء في إحياء مجاورة وغيابه في أحيائهم، كما ان الكهرباء التي انقطعت بشكل متكرر ولساعات أضرت بحفظ الأضحية ومنها ما تعفن وازرق لحمها، ورغم توجيهات الوقاية التي التزم بها غالبية المواطنين خاصة تقطيع الاضحية وحفظها في ثلاجات غاب عنها التيار الكهربائي.

ومن المواطنين القاطنين بالقرب من الشواطئ من أقدم على غسل أحشاء الأضحية في البحر كبديل عن فقدان الماء في الحنفيات وعدم إقبال الجهة الوصية على توزيع المياه في الصهاريج.

كورونا يخيم على عيد الجزائريين

خيم وباء كورونا على عيد الجزائريين وأثر على تعاملاتهم وتفكيرهم، كما جعلتهم يبدؤون يومهم الأول من عيد الأضحى من دون صلاة جماعية وتكبيرات من البيت وليس في المساجد، وأكملوا يومهم تحت ضغط كورونا التي غيرت هندامهم هذا العام من خلال اختفاء اللباس الجميل للأطفال وظهور الكمامات لأول مرة في وجوه الذباحين والجزارين، وما أحزن عامة الناس هو عدم تمكنهم من زيارة أحبائهم وخاصة الأقربون مثل الإخوة والآباء.

ولولا وسائل التواصل الاجتماعي التي لم يستطع العديد من الجزائريين من استخدامها في اليوم الأول بسبب التذبذبات في توزيع شبكة الأنترنت لكانت الكارثة أكبر، وعاد الجزائريون ليطرحوا السؤال حول سبب الجشع الذي ملأ قلوب الكثير من الجزارين الذين رفعوا من ثمن الذبح والسلخ إلى حدود 3000 دينار ومن عملية تقطيع اللحم إلى 2500 دينار، وهذا، وفي غياب المحلات التجارة التي ظلت مغلقة أول أيام العيد عكس اليوم الثاني، فإن السوق الموازية قدمت مواد غذائية وفاكهة وحتى خبز من نار في سعره، لم تختلف عن النيران التي أتت على مئات الهكتارات من الغطاء الأخضر والتي رسمت غيوما سوداء في السماء وهبت منها رياح نارية أفسدت حلاوة العيد وطعمه، وجاء الإحراج الأكبر من مصالح سونلغاز، بعد التذبذب في التزوّد بمادة الكهرباء التي عرقلت عمل الجزائريين، فلا هم تواصلوا مع أهلهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولا هم اطمئنوا على لحوم الأضحية التي وضعوها في الثلاجات الدافئة ولا هم قاوموا الحرارة المناخية الشديدة باستعمال المكيفات، وزاد انقطاع المياه في بعض المناطق من تأثر الناس الذين قضوا واحدا من الأعياد الصعبة.

عيد الأضحى 2020 من أصعب وأحزن الأعياد

وللحديث أكثر عن المعاناة التي عاشها الجزائريون يومي العيد، اتصلت “الشروق” برئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده مصطفى زبدي الذي صرح في حديثه معنا أنّ، هذا العيد يعتبر من أصعب الأعياد على الشعب الجزائري ككل، بداية من فيروس كورونا المنتشر والذي دخل إلى بيوت معظم العائلات الجزائرية، إضافة إلى الإجراءات المشددة اتخذت مؤخرا وتمنع بدورها التنقل بين الولايات، وذكر في هذا الشأن أن الجزائريين لا تكتمل فرحة العيد عندهم إلا إذا تواصلوا مع أقاربهم وعائلتهم وذهبوا لتقديم تهاني العيد لهم، وفي ظل هذه الإجراءات فقد عجز العديد منهم عن زيارة أهلهم وهناك من لم يستطع حتى زيارة والديه وأقرب الناس له.

كما ذكر زبدي أن أكثر من 30 ألف جزائري كان من المفترض أن يكونوا في الوقت الراهن في البقاع المقدسة وحرمانهم منها بسبب الوباء أثر على نفسية الكثير منهم، والأدهى والأمر كما ذكر المتحدث أن هناك من لم يستطع شراء أضحية العيد هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية التي مرت بها في الأشهر الأخيرة التي انتشر فيها الفيروس الذي أثر على مداخيلهم، وما زاد الطين بلة حسب المتحدث هو الاختلالات التي عاشها الجزائريون خاصة في أول أيام العيد والتي وقعت على مستوى شبكة الكهرباء، حيث عرفت العديد من المناطق والولايات انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي والأمر نفسه بالنسبة لعدم توفر المياه حيث أن هناك بعض العائلات ممن نزلت للشواطئ كما ذكر زبدي وقامت بغسل الدوارة ولوازم الأضحية، والأمر نفسه بالنسبة للانقطاع التي عرفتها شبكة الهاتف أيضا، وحسب زبدي فإن هذه الأمور ناتجة عن انعدام المسؤولية لدى بعض المسؤولين وأضاف قائلا “لا بد من التحقيق في هذه الأمور التي مست المواطن بدرجة كبيرة وخاصة في المدن الكبرى التي تشهد كثافة سكانية”، ودعا زبدي في سياق ذي صلة إلى فتح تحقيق معمق للوقوف على أسباب الاختلالات التي وقعت وأرقت المواطنين كما أفسدت عليهم عيدهم، خاصة إذا كان الأمر ناتج كما ذكر المتحدث عن التقصير والإهمال مع إخضاع المسؤولين عن الأمر للإجراءت القانونية.

وبخصوص الحرائق التي وقت مؤخرا صرّح المسؤول عن حماية المستهلك أنه دائما في فصل الحر تكثر الحرائق، لكن الأمر الغير معقول هو أنها تكثر وتنتشر بقوة مع اقتراب كل عيد أضحى، وهذا ما يدعو، حسبه، إلى الشك بأن هناك حرائق مفتعلة، وقال زبدي في سياق ذي صلى “كنا سنشن حملة لمقاطعة شراء الفحم، لكننا تراجعنا حتى لا نزيد الطين بلة”.
وأوضح زبدي أن تخوفات العائلات كانت من أمرين هما انقطاع الماء تذبذب الشبكة الهاتفية ووقعا بالفعل وكان ذلك بمثابة الصدمة الحقيقية، وربط زبدي ربما كما قال انقطاع الماء بانقطاع الكهرباء في بعض المناطق، مؤكدا أن الأمر يدعو للقلق خاصة بعد تقدم وزارة الموارد المائية بإيداع شكوى ضد مجهول بسبب تعطل محطات تصفية الماء لثاني مرة بعد عيد الأضحى وهو ما ستقوم به جمعية حماية المستهلك أيضا للتحقق من الأمر الذي يدعو للريبة والقلق بخصوص هذه الصدفة.

وكشف وبدي عن تلقي منظمته لعديد الشكاوى من جميع أنحاء الوطن خاصة الشمالية منها والتي ترتفع كثافتها السكانية.

مقالات ذات صلة