-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كورونا تخشى ناس الخير !

جمال لعلامي
  • 757
  • 1
كورونا تخشى ناس الخير !
ح.م

تخصيص نحو 2200 مليار سنتيم، لإعانة العائلات المتضرّرة من وباء كورونا، وإجراءات الحجر الصحي، هو قرار يجب تشجيعه وتثمينه، وقد تمّ إحصاء مليونين و200 ألف عائلة معنية بمسعى التضامن، في انتظار جرد أصحاب المهن اليومية الذين فقدوا وظائفهم الحرّة وتحوّلوا فجأة ودون سابق إنذار إلى “شومارة” ينتظرون أن يرفع الله هذا البلاء!

الـ 2200 مليار، هو مبلغ “ضخم”، يضع النقاط على حجر “ضحايا” الجائحة التي ضربت كلّ أصقاع العالم، ومازالت، بدون رحمة ولا شفقة، وتـُضاف هذه الملايير، إلى المساعدات والإعانات العلنية والمكتومة، التي تقدّم بها متطوّعون وفاعلو خير وجمعيات خيرية وتجار ورجال أعمال ومواطنون عاديون، في سياق “تيليطون” غير معلن لمواجهة آثار المحنة وتخفيف وطأتها!

الشاحنات المحمّلة بمختلف أنواع السلع والمواد الغذائية والخضر والفواكه، وغيرها، التي دخلت ولاية البليدة، على سبيل المثال لا الحصر، تؤكد إلى ما لا نهاية، القلوب الرحمية للجزائريين، الذين لا يتأخرون أبدا في تقديم الدعم والمعونة لإخوانهم، ولبعضهم البعض، وقت الشدّة، ويقفون مع دولتهم، من دون حساب، ودون أن ينتظروا جزاء ولا شكورا!

نعم، من لا يشكر الناس لا يشكر الله، لكن هكذا هو الجزائري، مولع بفعل الخير، والدلائل كثيرة ومتعدّدة، وعلى ذلك شاهد زلزال الأصنام وزلزال بومرداس وفيضانات باب الوادي وغرداية وتمنراست وقسنطينة وبشار، وها هي كورونا “تشهد” أيضا على سخاء الجزائريين ووقوفهم وقفة رجل واحد في عزّ الأزمات، ولعل تخصيص الدولة لغلاف بمقدار 2200 مليار سنتيم، هو شاهد آخر على هذا التكاتف غير المشروط!

الأكيد، أن كلّ الإعانات الرسمية والخاصة، لم تصل ربّما إلى كلّ مستحقيها عبر المناطق المتضرّرة أكثر، ودون شك هناك مستثمري أزمات يتلذذون بالتقاط الصور التذكارية أمام الإعانات التي يقدّمونها، مثلما هناك خيّرين يفضلون النشاط في السرّ والعمل لوجه الله، كما قد تكون هناك عمليات نصب واحتيال يمارسون “ممثلون” لا يفعلون الخير إلاّ أمام الكاميرات ولا يظهرون إلاّ إذا حضر المسؤولون!

لكن، بالمقابل، فإن هذه “الكمشة” من الانتهازيين والمتلاعبين و”السينمائيين”، لا يُمكنها بأيّ حال من الأحوال، أن تشوّه الآلاف، بل الملايين من ناس الخير، الذين يغيّرون المنكر إن استطاعوا بأيديهم، وإن لم يستطيعوا، فبلسانهم، وإن لم يستطيعوا، فبقلبهم، وذلك أضعف الإيمان، والله لا يضيّع أجر المحسنين، وبالتالي لا يُمكن لهؤلاء المعتوهين، أن يفسدوا للودّ قضية، مثلما لا يمكنهم بأيّ شكل من الأشكال، أن يوقّفوا الخير، أو يقطعوا رحمة الرحمان الرحيم، وصدق من قال: “دير الخير وأنساه، وإذا درت الشرّ أتفكرو”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نمام

    الوضع أكبر من موقف رجل ورؤيته أو جماعة وادائهما و اجتهادتهما يتبغي ادارة هذ الوضع باقتدار وعلينا أن نسمع و نبحث ونشك حتى ينظم هذا السلوك ويدخل في اعرافنا بهيكلته لا للوباء و لكن من كل طارئ محتمل زلزال فيضان ونبحث له عن موارد قارة ولا نتعامل مه المجهول اي الغد برهان تصورات الا شخاص الخاصة وظروف لا تتحملها الحقائق يومها ولا تقييم الموضوعي للمواقف صحيح نمنح اليوم رخصة القيادة واتخاذ القرارات ولكن بناء مؤسسات باقتصاد قوي يشعرنا بالامان وحكومات نثق فيها لحل ازاماتنا والله لا يضيع أجر من أحسن عملا