-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تسابق على التبرع بالأموال والمساعدات العينية

كورونا تعيد إحياء الروح التضامنية الشعبية

أحسن حراش
  • 321
  • 0
كورونا تعيد إحياء الروح التضامنية الشعبية

أطلق ناشطون جمعويون عبر مختلف ولاية الوطن،  منذ ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بالمستشفيات، عدة مبادرات للتكافل الاجتماعي في صورة أعادت إحياء الروح التضامنية الشعبية، حيث تراوحت تلك المبادرات بين تقديم وتوزيع وجبات جاهزة على العائلات المتضررة، إضافة إلى جمع بعض الأغراض الطبية وشبه الطبية لتوزيعها على المرضى في مصالح كوفيد بالمستشفيات، فضلا عن جمع الأموال لاقتناء أجهزة التنفس بالخصوص.

ولم يبق المجتمع المدني بكل أطيافه مكتوف الأيدي أمام تفاقم الوضع الوبائي، لاسيما في ظل الانتشار الواسع للإصابات بفيروس كورونا وتسجيل عدد كبير من الوفيات مس عدة عائلات وأسر غصت بأخبارها خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأخيرة التي تحولت مؤخرا إلى منصات إطلاق للعديد من المبادرات التضامنية من طرف مسيري بعض الصفحات المحلية والجمعيات الناشطة، في هبة تكافل اجتماعي أزاحت الصورة القاتمة السابقة لاسيما بمواقع الفيسبوك.

ومن تلك المبادرات، نجد تكفل صاحب أحد المطاعم بعاصمة ولاية البويرة بتجهيز العشرات من الوجبات الجاهزة يوميا وتوزيعها على الأسر التي أصيب أفرادها بالوباء ولا تستطيع اقتناء حاجياتها، حيث تصلها وجباتها بشكل يومي، ويتم التكفل بكل ما تحتاجه بمنزلها مساعدة لها لتجاوز المحنة وتشجيعا لها في نفس الوقت على البقاء بالمنزل على شكل حجر صحي.

كما عملت عدة جمعيات خيرية واجتماعية أخرى في عديد البلديات من الولاية المذكورة، على جمع عدة مستلزمات يحتاجها المرضى ومرافقوهم بمصالح كوفيد بالمستشفيات، على غرار الحفاظات وأجهزة القياسات المختلفة وكذا المياه المعدنية، حيث باتت توزع كميات كبيرة منها بعد التبرع بها من طرف المحسنين على المستشفيات بصورة منتظمة دعما للمرضى المتواجدين وعائلاتهم.

ولعل أهم مشكل بات يؤرق المرضى وذويهم بالمستشفيات هو مشكل نقص مادة الأوكسجين، وهو ما دفع ببعض الجمعيات وأصحاب الصفحات الفيسبوكية إلى إطلاق مبادرات من أجل جمع الأموال بغرض اقتناء أجهزة توليد الأوكسجين أو أجهزة تكثيفه، بما يحد من معاناة المرضى وتقليص عدد الوفيات بينهم، على غرار ما ذهبت إليه جمعيات محلية ببلديات الأخضرية، البويرة، سور الغزلان، بشلول وغيرها، حيث تمكنت من جمع عدد معتبر من الأموال منها أكثر من 5 ملايير سنتيم في الأخضرية وحدها، في انتظار حصولها على تسهيلات من أجل الإسراع في اقتناء تلك الأجهزة ووضعها حيز الخدمة في مختلف المستشفيات المحلية.

تنافس على العمل الخيري

واعتبر أستاذ علم الاجتماع بجامعة البويرة الدكتور خالد زعاف الظاهرة بالصحية باعتبارها صورة من صور التكافل الاجتماعي الذي يكمل الدور الهام والأساسي للدولة، مبرزا بأن الجزائري معروف بروح التضامن منذ القدم، غير أن هذه المرة أخذت صور هذا التضامن الطابع الرسمي من خلال الالتفاف وراء جمعيات المجتمع المدني باعتبارها من مؤسسات الدولة التي أخذت بزمام الأمور وتكفلت بتنظيم حملات تضامنية بدأت تأخذ روح التنافس مثلما نشهده بعديد الولايات، مشيرا في ذات السياق إلى أن هذه المبادرات لا ينبغي أن تعتبر كبديل عن الدولة أو مثل ما يروج له البعض بأن الأخيرة غائبة، بما يدفع ببعض الممارسات السلبية على غرار ما حصل بسيدي بلعباس وحادثة اعتراض شاحنة الأوكسجين، وإنما هو دور مكمل ومتواز، يساهم فيه المجتمع المدني بدوره في تحقيق التكافل الاجتماعي جنبا إلى جنب مع دور الدولة الأول والأساسي الذي تقوم به من خلال صرف ميزانيات ضخمة في الميدان وفي مجالات مختلفة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!