كورونا تفسخ عقود الأساتذة المتعاقدين والمستخلفين !

يواجه أساتذة مستخلفون ومتعاقدون معينون على مناصب شاغرة مصيرا مجهولا بسبب أزمة الوباء التي ألقت بظلالها على “توظيفهم المؤقت”، والتي قد تتسبب في فقدانهم مناصب عملهم المؤقتة في أي لحظة، بعدما تم إبلاغهم بفسخ عقود عملهم في حال تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا، ليطالب هؤلاء بالتدخل المستعجل لوزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد لتسوية وضعياتهم العالقة وإنصافهم.

وزير التربية مطالب بالتدخل لدى المديريات الولائية لإنصافهم

أفادت مصادر “الشروق” بأن عديد الأساتذة الذين تم توظيفهم بصفة مؤقتة، متعاقدون ومستخلفون على مناصب شاغرة، في بداية الدخول المدرسي للموسم الدراسي الجاري، لسد الشغور البيداغوجي، ينتظرون تداعيات خطيرة على وظائفهم قد تصل إلى درجة تسريحهم، بحجة الوباء.

وأكدت ذات المصادر أن أغلب هؤلاء أعلنوا تخوفهم من فقدانهم مناصب عملهم المؤقتة في أي لحظة، على اعتبار أن إدارات المؤسسات التربوية التي يشتغلون بها قد أبلغتهم بأنه في حال تأكدت إصابة أي أستاذ متعاقد أو مستخلف بفيروس كورونا، فإنه سيتم اللجوء إلى فسخ عقده بلا رجعة والعمل على تعويضه مباشرة، برغم أن عقودهم سارية إلى غاية نهاية شهر جويلية 2022، الأمر الذي أثار استياءهم وحفيظتهم، على اعتبار أن مصيرهم سيكون البطالة في حال إذا تم توقيفهم عن العمل في مثل هذه الظروف القاهرة، خاصة في ظل لجوء القائمين على وزارة التربية الوطنية إلى تعليق برمجة مسابقات التوظيف الخارجية للالتحاق برتبة أستاذ بأحد الأطوار التعليمية الثلاثة على مدار قرابة الثلاث سنوات، إذ تم اللجوء مباشرة إلى استغلال قوائم الأساتذة الاحتياطيين الناجحين في مسابقات توظيف سابقة، ثم الاستنجاد بالتوظيف المؤقت للمتعاقدين والمستخلفين.

وأضافت المصادر ذاتها بأن بعض الأساتذة المتعاقدين والمستخلفين، الذين يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، يرفضون التصريح بذلك ويتكتمون على قضية الإصابة من عدمها، خوفا من التسريح، إلى درجة أن البعض منهم يرفضون إجراء التحاليل التشخيصية لفيروس كورونا.
وأشارت مصادرنا بأن هؤلاء المربين قد التمسوا تدخل المسؤول الأول عن القطاع لأجل إنصافهم قبل أن يتعرضوا للطرد، خاصة في الوقت الذي أقدمت الوصاية على تقنين التوظيف المؤقت للمتعاقدين من خلال تعليمة وزارية مشتركة بين وزارتي التربية الوطنية والمالية والمديرية العامة للوظيفة العمومية والصادرة بتاريخ نوفمبر 2021.

ويذكر أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد الأساتذة المتعاقدين قد بلغ 25 ألف أستاذ متعاقد موزع وطنيا، إذ ارتفع عددهم بشكل ملفت للانتباه خلال الموسمين الدراسيين 2020/2021 و2021/2022، بسبب أزمة الوباء التي فرضت تعليق كافة النشاطات ذات التجمعات الكبيرة.

بالمقابل، فقد قررت هذه الفئة من المربين شهر ديسمبر المنصرم، قطع الهدنة مع الوصاية من خلال تنظيم اعتصام سلمي أمام مقر ملحقة وزارة التربية الكائن بالعناصر، للفت انتباه السلطات الوصية حول مطلبهم الرئيسي والمتعلق بإدماجهم في مناصب قارة دون قيد أو شرط بمعنى دون مرورهم على مسابقات للتوظيف الخارجي قبل حلول السنة الجديدة 2022.