-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصة تدعو إلى الإبقاء على البروتوكول الصحي وتحذر:

“كورونا لم تختف.. والتساهل قد يرفع عدد الحالات مجددا”

ب. يعقوب
  • 528
  • 0
“كورونا لم تختف.. والتساهل قد يرفع عدد الحالات مجددا”
أرشيف

حذرت البروفيسور، عائشة هديبل، المختصة في الأمراض المعدية والفيروسية بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في وهران، من مغبة الوقوع في التساهل مع البروتوكول الصحي الذي لا يزال ساري المفعول في كل دول العالم، والخاص بجائحة كورونا، لافتة إلى أن هذا التساهل قد يرفع مجددا حالات الإصابة بالفيروس التاجي كوفيد-19، مؤكدة أن الوباء لا يزال يعيش بين الجزائريين، وأن ما تم الإعلان عن نهايته هو المتحور السريع أوميكرون ولا يخص القضاء الكلي على فيروس كورونا.

وقالت البروفيسور هديبل في دردشة مع الشروق، إن الجائحة لم تختف في الجزائر، وأنها مازالت بيننا، بدليل استمرار تسجيل حالات إصابة بمعدل ضعيف جدا، وهو ما يستدعي حسبها أخذ الحيطة والحذر من ارتفاع حالات الإصابة، ما وصفته ببروز متحور فيروسي جديد قد يعيد قلب الوضع الوبائي المستقر حاليا، رأسا على عقب، مشيرة إلى أن بعض الدول الأوروبية تعيش وضعا صحيا صعبا للغاية، مرده إلى عودة الإصابات بالعشرات وتوقعات بإغلاق كافة المعابر على غرار دول شرق أوروبا والصين وحتى بريطانيا.

ذات الخبيرة الصحية، أبرزت أن فصل الصيف غالبا ما يكون سببا مباشرا لعدوى وبائية جديدة بسبب الانتعاشة الصيفية، وكثرة تردد العائلات على الشواطئ والمواقع الترفيهية، بالإضافة إلى تزايد فعاليات مهرجانات الصيف، فضلا عن موسم الأفراح والأعراس، داعية الجميع إلى توخي الحيطة من هذا التراخي، الذي كان سببا في عودة الانفلات الوبائي في بعض الدول الأوروبية، ما دفع بحكوماتها إلى فرض قيود صحية جديدة، وهناك من أعلن حالات طوارئ لتفادي الأسوأ في قادم الأيام.

على هذا النحو، قالت هديبل، إن الوضع الوبائي في الجزائر، لا يدعو إلى القلق، وإنه مستقر للغاية، في ظل انحسار كافة المتحورات الفيروسية الأخيرة، وانعدام حالات نشطة منذ 13 إلى 15 أسبوع في المدن الكبرى من الوطن، متحدثة عن “أرقام صفرية” في بعض الأيام خاصةً في ولاية وهران، التي عاشت أحلك الظروف الصحية، بتسجيل 250 إلى 300 حالة في اليوم الواحد بمتحور أوميكرون، وأكثر من 200 حالة يوميا بمتحور دلتا الشرس، وما لا يقل عن 9 حالات وفاة بهذا المتغير الفيروسي الأخير، وذلك بتسجيل ارتفاع خطير في معدل الفتك من 1 إلى 1,7% في وهران على وجه التحديد.

وفي معرض حديثها عن الوضع الوبائي الحالي، أكدت محدثتنا، أنه رغم تجاوز مرحلة الخطر وإعلان انتصار المنظومة الصحية في البلاد، على متحور أوميكرون المعروف باسم التسلسل “بي 1.1.529″، بل أن الجزائريين يترقبون عودة نهائية للحياة الطبيعية، بدليل أن هناك من يداوم على التقيد بتدابير كورونا لأسباب بروتوكولية، إلا أنه حسب الأخصائيين في علم الفيروسات، فإن كورونا لم تنته، وهناك حديث واسع عن احتمال ظهور متحورات فرعية أخرى في فصل الخريف القادم، لاسيما ما يتم تداوله في منظمة الصحة العالمية باسم سلالة “BA.5” المتفرعة من أوميكرون، التي لن تكن خطيرة لكن ستكون أكثر انتشارا، بحيث تشير المعطيات التي يرصدها خبراء علم الفيروسات، أن بعض الدول على غرار البرتغال، بلجيكا، فنلندا والنمسا، تفكر مليا في إعادة القيود لمواجهة فيروس كورونا من جديد، بما في ذلك الارتداء الإجباري للكمامة الطبية في معظم الأماكن العامة الداخلية، وذلك بعد ارتفاع مفاجئ في الإصابات والوفيات.

المتحدثة ذاتها، أوضحت أن نهاية موجة أوميكرون، لا تعني الفراغ من التقيد بالإجراءات الوقائية، والتخلي عن اليقظة الوبائية، في ظل حديث خبراء علم الفيروسات عن إمكانية ظهور موجات وبائية قاسية في فصل الصيف أو في الخريف.

وختمت البروفيسور قولها إنها تعيد التأكيد أن المؤشرات الوبائية الحالية، “جد مطمئنة” وأن الإصابات الأخيرة لا تهدد الصحة العمومية، لكن وجب أخذ الحيطة والحذر من ظهور متحورات فيروسية جديدة في القادم، بسبب التدفق الغزير للجالية على أرض الوطن، وما تعيشه اليوم أسواق الجزائر ونوادي ترفيهية ورياضية وصالات أفراح من زحام واختفاء كلي للبروتوكول الصحي الخاص بكورونا، قائلة إن العالم اليوم يعيش تطورات وبائية مقلقة، تشمل عدة فيروسات، منها سلالات فرعية لمتحور أوميكرون، ووباء جدري القردة، الذي يزحف تدريجيا نحو عدة بلدان عربية، وهو ما يتطلب التشديد عبر المطارات والموانئ والتعامل بصرامة مع أي حالة مشبوهة تحاول التسلل إلى أرض الوطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!