الشروق العربي
العناد.. صفة سلبية أم مؤشر لشخصية طفلك القوية المستقلة ؟

كيف تتعاملون مع أطفالكم العنيدين؟

الشروق أونلاين
  • 12574
  • 5

كثيرة المشاكل التي تواجه الأولياء خاصة الجدد منهم بخصوص تربية الأبناء، و يبرز العناد كسلوك سلبي تحرص الأسر على تفاديه من خلال تعامل تربوي سليم يعدل سلوك الطفل من دون أن يترك آثار نفسية سلبية قد تحتفظ بها ذاكرة الصغير لتترجمه لأفعال عدوانية في كبره، عن العناد و سبل التعامل معه نخصص صفحتنا لهذا العدد.

العناد.. سلوك إنساني و طبيعي

العناد لدى الأطفال في العموم موقف عادي، فهو سلوك إنساني عادي بحسب علماء النفس الذين يعرفونه على أنه موقف أو تصرف تجاه مسألة ما، بحيث يكون الشخص المعاند في موقع الرفض، وهذا يعني أن العناد سلوك إنساني سوي لا يشكل مصدرا للقلق إذا ما لوحظ على الأطفال، لأننا في الحياة اليومية قد نتخذ موقف الرفض تجاه عدة أمور. فإذا كان رفضا غير مرغوب فيه من شخص آخر أو مضاد لموقف شخصي أو أنه رأي وسلوك مخالف فإننا نكون أمام صراع بين سلوكين أو بالأحرى موقفين متقابلين .
والتمسك الشديد بالمواقف عند الأطفال له أسباب عديدة منها عدم قبولهم بالوضع القائم، مع الإصرار على تحقيق وضع آخر يراه الطفل أكثر مناسبة وراحة، ومن أسباب العناد أن يعتقد الطفل أن الرأي أو وجهة النظر المفروضة عليه قديمة مستمدة من بعض الإعتقادات الأسطورية. فقد يصر الطفل على مخالفة جدته مثلا كلما نصحته بعمل شيء ويأبى الإنصياع لتعليمها بناء على إعتقاد بأن معلوماتها قديمة ولا تواكب العصر، ومثل هذه المواقف تنطبق على مواقف عامة من شخص أو مجموعة أشخاص.

ما يجب أن يتجنبه الوالدان

تحرص الخبيرة النفسانية سامية فكراش على ضرورة أن يتجنب الوالدان ممارسة مايلي:

* مقاطعة الطفل العنيد أو الكف عن الإتصال به و التحدث اليه مهما كانت الظروف

* التكلم عن مساوئ الطفل العنيد و التحدث عنها في مناسبة او غير مناسبة

* الاستجابة و الرضوخ لمطالب الطفل العنيد و الاستلام له

* اللجؤ الى التدليل المفسد و الى المساومة

* على الوالدين أن يظلا متأكدين أن النزاعات لا تحل الاشكالات و أن الإنفعال يؤدي إلى الإنفعال  والعنف يولد العنف 

العناد طريقة لإثبات الذات فتعاملوا معه بإيجابية

يؤكد علماء النفس وعلماء الاجتماع على ضرورة التعامل مع الطفل العنيد بطريقة الإستجابة لتصرفه، فالصراخ إذا كان الطفل يصرخ غير مستحب و غير مرغوب به، كذلك على الأولياء عدم إبداء أي سخط  إن كان الطفل في حالة من السخط وألا توجه له عبارات جارحة كرد على إستخدامه عبارات عنيفة، بل يجب اللجوء إلى الكلام والحديث الذي يناسب الحوار والموقف لنقل الطفل المعاند من حالة الانفعال إلى الفعل، حيث ينقل من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع، وبذا يقوم الأولياء بتغيير حالته السلوكية والفكرية ما يساعد على فتح حوار معه لمعرفة الأساس الذي بنى عليه رأيه أو موقفه المعاند ليقرروا فيما بعد ما الذي يجب فعله، و هنا يجب على الأولياء تفهم أنه أحيانا قد يكون الطفل على حق في عناده ، وقد يكتشف الوالدان ذلك، وإذا ما كان الطفل على حق فعليهم أن يتراجعوا عن رأيهم أو موقفهم ليصبحوا في هذه الحالة قدوة للتراجع عن موقف العناد في حياة الطفل، ويجب أن يبدأ الآباء والأمهات في ذلك منذ سن الطفولة المبكرة، أما بالنسبة للأطفال الذين هم أكبر سنا فيجب أن نميز بين العناد السلبي والعناد الإيجابي لديهم، فكثيرا ما يكون العناد نوعا من طرق التعبير عن الوجود، أو تأكيد وجود الذات تجاه الأخر لأنه أحد الطرق السهلة لفت النظر.

لأطفالكم شخصيتهم المستقلة، فإحترموها

يجب أن يعرف الكبار أن للطفل حقوقا لا تختلف عن حقوق البالغين وإنها ليست حقوقا مع وقف التنفيذ أي أنها مؤجلة حتى يكبر، فكثير من الأمور التي يصنفها الكبار بأنها حالة عناد من الصغار تكون بسبب سياسة القمع والسيطرة والانقياد التي تربوا عليها، أو التي يظنون أنها من مقومات التربية الأفضل أو الأخلاق والتهذيب، وفي السياق تجدر الإشارة إلى حديث رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام الذي أمرنا أن نربي أبنائنا على طريقة غير التي نشأنا عليها و في حديث رسولنا الكريم إعجاز في التربية الصحيحة و السليمة التي يقر علماء الإجتماع و النفس اليوم بها.


مقالات ذات صلة