كيف ستصبح الهند ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بحلول 2075؟

ستصبح الهند ثاني أكبر قوة إقتصادية في العالم عام 2075 بعد الصين. هذا ما توقعته غولدمان ساكس في تقرير نشرته مؤخرا.

فحسب المؤسسة المالية، الهند التي يتجاوز تعدادها السكاني مليار و400 مليون نسمة، وهم سكان يتمتعون بواحدة من أفضل النسب بين السكان في سن العمل وعدد الأطفال وكبار السن. ما سيساعد الهند على الاستمرار في تنمية الخدمات ومواصلة نمو البنية التحتية. وذلك بالإعتماد على تعزيز المشاركة داخل القوة العاملة لديها، فضلاً عن توفير التدريب والمهارات لمجموعتها الهائلة من المواهب.

وقالت غولدمان ساكس في تقريرها أن الهند، التي تحتل حاليا المرتبة الخامسة في الإقتصاد العالمي، حققت تقدمًا كبيرا في الابتكار والتكنولوجيا. تقدم بفضل خصائصها الديموغرافية، إضافة إلى الإبتكار وزيادة إنتاجية العمال.

تركيبة سكانية مواتية

أيضا حسب ذات المؤسسة، سيكون استثمار رؤوس المال كذلك محركًا مهمًا للنمو في المستقبل. مدفوعا بالتركيبة السكانية المواتية، من المرجح أن يزداد معدل المدخرات في الهند مع ارتفاع الدخل، وتطور أعمق للقطاع المالي.

كما اعتبرت أيضا أن عدد سكان الهند المرتفع وتركيبتهم السكانية هو بمثابة فرصة لتحقيق نمو، في حين التحدي يكمن في استخدام تلك القوة العاملة بشكل منتج. وذلك بخلق الفرص لتلك القوى العاملة وفي نفس الوقت تدريبها وصقل مهاراتها.

ومقارنة بالدول الكبيرة الأخرى في المنطقة، تعرف الهند تحولا ديموغرافيا بشكل تدريجي وعلى مدى فترة زمنية أطول من بقية آسيا. وهذا راجع، حسب ذات المصدر، إلى الانخفاض التدريجي في معدلات الوفيات والمواليد في الهند مقارنة ببقية دول آسيا.

وستعرف الهند أدنى نسبة للسكان خارج سن العمل الذين يعتمدون على السكان في سن العمل. بين الاقتصادات الكبيرة خلال العشرين عامًا القادمة أو نحو ذلك، حسب غولدمان ساكس.

رقمنة الإقتصاد

غولدمان ساكس أضافت أن الهند حققت قفزة هائلة من حيث رقمنة الاقتصاد، من خلال ولوج أوسع للإنترنت والأنترانيت عبر الهاتف المحمول. وإلى جانب ذلك، وضعها لرقم تعريف فريد، وهو أكبر نظام تعريف بيومتري في العالم، والذي من خلاله يمكن من التحقق من هوية 1.4 مليار نسمة سواء عبر الإنترنت أو ماديًا. لذلك فهو يجعل تقديم الخدمات العامة أسهل وأكثر استهدافًا. كما يوسع أيضا شبكة الائتمان.

غولدمان ساكس قالت أيضا أن الإقتصاد الهندي اقتصاد يحركه الطلب المحلي مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، لا سيما في المنطقة التي تعتمد بشكل أكبر على التصدير. وقد كان النمو الذي حققته الهند حتى الآن مدفوعًا بشكل أساسي بالاستهلاك المحلي كمحرك رئيسي. ويشكل ما نسبته حوالي 55-60٪ من الاقتصاد الكلي، بالإضافة إلى الاستثمارات المحلية.

الإنتقال إلى الطاقة الخضراء

كما أضافت غولدمان ساكس أيضا أن مما سيساعد الإقتصاد الهندي على النمو هو الطاقة الخضراء. فالهند عازمة على الوصول إلى إنبعاثات صفرية بحلول عام 2070، والوصول إلى نسبة 50 بالمئة من قدرة توليد الطاقة من مصادر غير أحفورية بحلول عام 2030. ما سيقلل من فاتورة استيراد الطاقة.

كما اعتبرت المؤسسة المالية في تقريرها أن انتقال الهند إلى الطاقة الخضراء سيشكل فرصة استثمارية كبيرة لها.

وللإشارة فمؤسسة غولدمان ساكس هي مؤسسة خدمات مالية من أشهر المؤسسات المصرفية في العالم، تأسست عام 1869، وتتخذ من مانهاتن بالولايات المتحدة مقرا لها.