-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيلٌ بمكيالين بين الأندية الجزائرية

ياسين معلومي
  • 715
  • 0
كيلٌ بمكيالين بين الأندية الجزائرية

تعيش أندية جزائرية عديدة أزمة مالية خانقة أثرت كثيرا على نتائجها سواء محليا أو قاريا، حتى أنها لم تستطع دفع أجور لاعبيها وأطقمها الفنية، في حين تعيش فرقٌ أخرى بحبوحة مالية بسبب منحها شركات تضمن لها تمويلا كاملا، من دون معرفة الطريقة التي يتم بها اختيارُ فرق وتناسي أخرى، ولماذا لا تعامَل كل الفرق بالطريقة نفسها؟ وأسئلة أخرى تجعلنا نقرّ أن ما يحدث في كرتنا المحلية ينعكس حتما على نتائج مشاركاتنا قاريا، وقد تصل آثارُه إلى منتخباتنا الوطنية التي أصبحت غائبة عن المنافسات القارية، ولم يبق سوى المنتخب الأول المشكّل أغلبه من لاعبين تكوّنوا وراء البحار يحفظ ماء الوجه، وقد تتراجع نتائجه هو أيضا بسبب الأزمة المالية التي تمر بها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي لم تتمكن من الظفر بأي ممول مثلها مثل الاتحادية السابقة.

وماعدا أندية قليلة تمكنت -لأسبابٍ نجهلها- من الظفر بشركات تمنح لها سنويا مبالغ مالية معتبرة وإمكانات كبيرة، وأغلبها فشلت في التألق قاريا وتُقصى حتى من الأدوار الأولى من المنافسات القارية والإقليمية، فإن أكثر من عشرة فرق عريقة تتخبط بسبب أزمات مالية خانقة تمر بها، فلولا بعض المحبين ومساعدات مالية ضعيفة من السلطات المحلية لكان مصيرها الزوال من الخارطة الرياضية، ففريق مثل وفاق سطيف الذي يعدُّ أحد أعرق الأندية الجزائرية أصبح عاجزا عن دفع مرتبات لاعبيه، وهو الذي ظفر برابطة الأبطال الإفريقية في 2014، ومنح المنتخب الوطني لاعبين شرّفوا الراية الوطنية لسنوات، مثله مثل شبيبة القبائل وفرق أخرى أخرجت رغما عنها من السياسة الكروية بالجزائر، فهل يُعقل أن نمنح إمكانات لأندية على حساب أخرى؟

أحد رؤساء الأندية طلب مرارا من المشرفين على الرياضة في الجزائر عدم التعامل بمكيالين بين أبناء الجزائر، فهل يُعقل على حد قول هذا المسؤول أن نعطي أموالا طائلة قبل بداية البطولة الوطنية لأنديةٍ للتحضير في أحسن الظروف ونتجاهل فرقا أخرى، رغم أن الجميع أبناء الجزائر؟ وكيف يصل مرتب لاعب 400 مليون سنتيم في حين أنّ مستوى كل لاعبي البطولة الوطنية متقاربٌ؟ حتى أن الجميع اقترح تسقيف أجور اللاعبين لكي لا تتعدى 60 مليون سنتيم، لكن رؤساء الأندية رفضوا ذلك جملة وتفصيلا.

لا ندري إن كانت السياسة الكروية المنتهَجة ستعرف تغييرات الموسم القادم، ويتم التعامل مع الفرق وفق النتائج المحققة، وعدد اللاعبين المقدمين إلى مختلف المنتخبات الوطنية، أم أن اللجنة التي تم تشكيلها من طرف وزارة الشباب والرياضة والتي بدأت في زيارات ميدانية إلى فرق لا تملك سنتيما واحدا، ستقدّم تقارير مفادها أنه من الأجدر أن نعامل الأندية بطريقة عادلة وشفافة.

عندما يقول وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، أن الديون الجبائية وغير الجبائية المترتبة على الأندية المحترفة لكرة القدم فاقت مبلغ الألف مليار سنتيم بسبب عدم دفع الضرائب والضمان الاجتماعي، وعندما نسمع رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم شرف الدين عمارة يقول مرارا أن ديون الأندية يستحيل تسديدُها، لأنها كبيرة جدا وتتجاوز قدراتها وكل سنة تكبر بكثير، علينا أن نرى الأمور أمامنا، وعلينا أن نقرأ السلام على كرتنا التي تتجه نحو المجهول.

ألم يحِن الوقت لإعادة بعث الإصلاح الرياضي، ومنح كل الأندية شركات وطنية مثلما حدث سنة 1976؟ يومها نستطيع أن نتحدّث عن منظومة كروية تعيد كرتنا إلى الواجهة، ونبتعد عن سياسة التفريق بين أبناء الجزائر.. فهل ستتحرّك الوزارة مستقبلا وتفكّر في سياسةٍ جديدة للكرة الجزائرية، أم أن دار لقمان ستبقى على حالها، ليبقى المنتخب الوطني هو الشجرة التي تغطي غابة المشاكل التي تتخبط فيها كرتنا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!