كيمياء النفاق

لم أجد ما أقوله إزاء ما قيل عن تدخل مصر والإمارات في قصف مواقع داخل ليبيا دعما لحفتر، سوى أن أغلق أذني عن سماع مثل هذه”التهم” التي (لا) أساس لها من الصحة! صرت أحاول جاهدا أن أكذب الأمريكان والليبيين وأكذب حتى نفسي لكي لا أصدق مصر والإمارات! أيعقل أن يصل الأمر بمصر والإمارات وحلفاء الانقلاب الدموي في مصر، إلى حد الاعتداء على دولة جارة وانتهاك سيادتها وحرمة أراضيها وأجوائها؟ أيجوز لإمارات”الشيخ زايد رحمه الله”، (الذي ما كان ليفعل لو كان لا يزال حاضرا بيننا، لحكمته وتبصره وعدله!). أن تسير في ركب السيسي؟..أيجور للسيسي أن يصل به الأمر إلى حد الإدانة الدولية.؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.

نمت على هذا الحدث، لأجد نفسي أنا هو السيسي وقد وجهت خطابا بعد أن انكشف المستور من أمري، ورحت أقول فيه للناس ولمصر: نحن لم نتدخل في ليبيا، نتدخل إزاي يعني؟ هي الإمارات الشقيقة التي طلبت منا توفير مطارات محاذية لليبيا، حنمنعها ونقول لها “لأ!؟” وهي التي تموّلنا في بناء مصر وحفر القناة؟ لا.. حنوديها مطارات كمان.. ومطارات عسكرية “كمين”..لمدة عامين..ما عليهش، تستعملهم كيفما شاءت.. مستعدين حتى أن نمدها بالغاز اللي نستورده من إسرائيل بعدما نبيع لإسرائيل الغاز اللي نجيبو من الجزائر! الإمارات غالية علينا وكذا المملكة، نحن لا نتدخل في ليبيا..الأشقاء في ليبيا (حفتر) على الاستقرار وضرب الإرهاب (الإخوان بتاعهم يعني)، الطائرات التي قصفت مواقع الإرهاب في ليبيا، ليست مصرية..والإمارات حرة فيما تفعل..وأحنا كمان! سنستمر في حرب “الغبراء على داعش” لأربعين سنة! لكن أحنا لا نتدخل في ليبيا. حفتر صديقنا وحبيبنا وحنساعده في كل طلباتو في تحديث الجيش الليبي ليصبح زي جيشنا وشرطتنا المغوارة لكي تستطيع أن تفض أي اعتصام سلمي زينا بالضبط!..سوف نمده بكل المساعدات المادية والمعنوية..حبا في ليبيا الجارة، لكن نحن لا نتدخل في ليبيا، الجزائر وتونس، مسألة تخصهم إن هم لم يرغبوا أن يساعدوا الإخوة الشرفاء في ليبيا على بقاء ليبيا عسكرية قوية، كمان، سنساعد فلسطين بعد عدوان حماس على إسرائيل.. المبادرة المصرية نجحت وليس إسرائيل ولا حماس، حماس خسرت كثيرا..وإسرائيل أيضا، لكن مصر ربحت، (المبادرة المصرية، أصبحت مبادرة قطرية ولهذا نجحت)، سندعم عباس في غزة، وهنساعد حماس على (الزوال) التعاون مع إسرائيل، هذا هو عملنا..نحن لا نتدخل في ليبيا ولا في غزة..لا نتدخل إلا فيما يعنينا! يعني…في كل شيئ يعنينا!

وأفيق وأنا أضحك من”كمياء نفاق الكذب”السي (ا) سي”على الذقون”!