الرأي

لأجل ماذا يتعاركون؟

رشيد ولد بوسيافة
  • 4006
  • 4

المعركة الحامية التي تدور بين بلخادم وخصومه داخل حزب جبهة التحرير الوطني، وحمى الولاءات التي تتغير بين اليوم الآخر تجعلنا نتساءل عن جدوى كل ما يحدث؟ وهل لذلك تأثير على الدولة وعلى المجتمع؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون نزاعات بين أشخاص على بعض الامتيازات التي توفرها الأحزاب كالعضوية في المجالس المنتخبة وبعض المناصب الحكومية وغيرها من الامتيازات.

ثم ما هذه النزعة العدائية بين قيادات يفترض أنها تنتمي إلى حزب واحد لدرجة يعتقد خصوم بلخادم أن هذا الأخير حول الحزب إلى ملكية خاصة يتصرف فيه كما يشاء هو وأبناؤه، ولم يتوقف النقد لعهدة بلخادم على رأس الأفلان إلى الإساءة في شخص بلخادم.

أما التقويميين في نظر بلخادم فهم مجموعة من “الخلاطين” و”الطمّاعين” وغيرها من الأوصاف التي تقترب من الألفاظ المستخدمة في الشارع ولا علاقة لها بالجدل السياسي المحترم، ثم ماذا قدم هؤلاء وأولئك للجزائر غير الخطابات الجوفاء، والصراعات الفارغة، والبرامج الورقية المستمدة كلها من برنامج رئيس الجمهورية؟!!

كنت أتمنى أن المعارك التي اشتعلت في الأحزاب كانت حول قانون المحروقات الذي مر في ما يسمى بالمجلس الشعبي الوطني بسلام، أو تكون بسبب الإصلاحات التربوية التي حولت أبناءنا إلى مخلوقات أو كائنات بشرية لا علاقة لها بالماضي ولا بالمستقبل، أو حول الإخفاق في كل القطاعات رغم الوفرة المالية التي لم تتوفر للجزائر منذ فجر التاريخ.

المشكلة أن الكائنات الحزبية عندنا غرقت في صراعات تافهة حول الأشخاص، والأخطر أن هذه الصراعات تدار بشكل مافياوي بعيدا عن الأداء السياسي المحترم فيها خصوصا وأن الفاعلين في هذه الصراعات يتحركون بمهماز ويتوقفون بمهماز في مسرحية لا فائدة منها سوى إمتاع من يتابعها.

ستنتهي الزوبعة داخل الأفلان كما انتهت باقي الزوابع، وستعود دار لقمان ويبقى الخاسر الأكبر هو الجزائر المحرومة إلى حد الآن من أحزاب تثور من أجل مصلحة الشعب وسياسيين يناضلون من أجل قضايا كبرى لا من أجل امتيازات مناصب ومشاركة صورية في دواليب السلطة.

مقالات ذات صلة