-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لأوّل مرّة.. رمضان وكورونا !

جمال لعلامي
  • 490
  • 1
لأوّل مرّة.. رمضان وكورونا !
الشروق أونلاين

لأول مرّة، وقد تكون سابقة في التاريخ، أن عادات وتقاليد الجزائريين، كغيرهم من عديد الشعوب والأمم العربية والإسلامية، ستتغيّر اضطرارا، وبصفة مؤقتة إن شاء الله، في هذا الشهر الكريم، إلى أن يرفع العلي القدير، عنّا وعنكم الوباء والابتلاء، وينصرنا في هذا الابتلاء.

لأول مرّة، سيكون رمضان بلا تراويح في المساجد، وصيام بلا قيام، وبلا تلك الرائحة الجميلة التي تنبعث من جوامعنا لحظات قبل أذان المغرب، حيث يتزاحم المصلون على حبات التمر وبينهم يفطرون!

لأوّل مرة، سيلتزم الجزائريون، سواء مصلون أو “تاركو صلاة”، بيوتهم من مساء اليوم، وفي عزّ الشمس الحارقة، إلى غاية صبيحة اليوم الموالي، حيث سيصبحون بحوله وتعالى من الصائمين!

لأول مرةّ، سيعرف الناس معاني الحجر المنزلي والصحي وحظر التجوال، في شهر ارتبط عند عامة الناس بكثرة الحركة والنشاط والتجوال والترحال والتنقل بين الأحياء والمدن والطرقات، ليلا ونهارا!

لأول مرة، سيقضي الجزائريون رمضان 2020 بلا سهرة خارج البيوت، حيث سيدركون الفرق بين هذا الاضطرار الاستثنائي الذي فرضته علينا وعلى جميع العالم، كورونا، وبين الأعوام الماضية!

لأول مرّة، سيبقى الناس في بيوتهم، ليلا، لا يغادرونها مثلما تعوّدوا، من أجل التنزه والسمر هنا وهناك، والتدافع في محلات الألبسة، تحضيرا لعيد الفطر المبارك، الذي نتمنى أن يعيده الله علينا بالخير واليمن والبركات!

لأوّل مرّة، سيتساوى هؤلاء وأولئك، في رمضان هذه السنة، فالجميع ملزم بنفس الإجراءات الوقائية، وبنفس ساعات الخروج والدخول، إلاّ في الحالات الخاصة والضرورة القصوى!

لأوّل مرّة، سيمنع المهووسون بالزلابية والشاربات ومختلف أنواع الخبز، من قطع مسافات بعيدة، بحثا عن ما تشتهيه قلوبهم وبطونهم الصائمة، فهم مرغمون باحترام الحجر والتكيّف مع ما قلّ ولذ من النشاط التجاري المرخّص له بالنشاط الحصري في ظلّ الجائحة!

لأول مرّة، قد تنقطع -والعياذ بالله- أو تتقلّص الزيارات العائلية، وإفطار الصائمين وعابري السبيل بالبيوت، والتداول على هذه السنّة الحسنة بين الأشقاء والأصدقاء والأحباب والأصهار والجيران!

.. هذه بعض التغييرات التي فرضها علينا وباء كورونا فرضا، على الأصعدة الدينية والاجتماعية والعائلية والتجارية والحياتية والمعيشية، نتضرّع إلى الرحمان الرحيم، في شهر الرحمة والتوبة والغفران، أن تكون سحابة عابرة في أقرب وقت، وقد كان دون شكّ الدرس حتما مقضيا، إلاّ لمن أبى واستكبر، أو كان من غير الفاهمين النادمين!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابونواس

    وهل نسيت رمضان ولطاعون...؟