في أول حوار للصحافة الجزائرية
لاعب برلين الألماني كريم بن يمينة يتحدث للشروق
الشروق أونلاين
-
-
31321
-
84
على الرغم من أنه ولد بألمانيا ومن أم ألمانية إلا أن كريم بن يمينة لا يزال متشبثا بأصوله الجزائرية، فهو يحاكي يومياته الألمانية على الطريقة الجزائرية، ولذلك ما يفتأ أن يربط انجازاته التاريخية مع فريق اتحاد برلين بالجزائر.أفضل هداف في تاريخ فريق اتحاد برلين يكشف في أول حوار للصحافة الجزائرية عن رغبة جامحة في اللعب للخضر، ولا يعزو ذلك للتألق اللافت لزملاء زياني فحسب وإنما لارتباطه الشديد بالوطن الذي يزوره باستمرار ويهيم في عشقه.
-
- بين لكنة جزائرية هجينة ولغته الانجليزية الرصينة أجاب بن يمينة عن استفساراتنا معتذرا عن عدم إجادته للغة العربية ولا الفرنسية، لكنه معتز لدرجة كبيرة بأصوله الجزائرية.
-
-
سؤال كلاسيكي، نريد لمحة موجزة عن كريم بن يمينة؟
-
حاليا أنا في الـ27 من عمري، وألعب كمهاجم في فريق اتحاد برلين الذي ينشط في الدرجة الثانية من الدوري الألماني والذي نتصدره في الحين، ولدت في دريزدن (مدينة الفلاسفة) بألمانيا الشرقية، والدي موسى كان لاعبا هاويا قدم إلى ألمانيا في سنة1971 وكان حينها يبلغ من العمر 25 عاما أما والدتي فهي ألمانية وتحب كثيرا الجزائر.
-
مشواري الرياضي يمكنكم الاطلاع عليه عبر الأنترنت، فقد بدأت في أندية هاوية ومتواضعة، وعمري عشر سنوات قبل أن أنضم لفريق “افسي برلين” في 2005 وكان حينها يلعب في الدرجة الثالثة وصعدت معه إلى الدرجة الثانية، وحاليا أقضي موسمي الخامس في هذا الفريق.
-
تبدو وفيا لفريق برلين؟
-
(يبتسم).. هذه أسرار أحتفظ بها لنفسي، في فريق اتحاد برلين وجدت راحتي النفسية، كما أتألق في هذا الفريق باستمرار فقد سجلت هنا الكثير من الأهداف وأصبحت معشوق الجماهير التي تردد اسمي في كل حين.
-
-
إذن أنت باق في برلين لسبب رياضي محض؟
-
ليس ذلك فحسب، ففي برلين أشعر بالدفء العائلي لأن كافة أفراد عائلتي محيطون بي، ولذلك فقد قررت الاستقرار بها.
-
-
ألم تفكر في مغادرة النادي من قبل؟
-
لم أفكر طالما لم تصلني عروضا في المستوى وكلها من أندية الدرجة الثانية، أما من أندية الدرجة الأولى فقد سبق لي وأن واجهت العديد منها، آخرها في مباراة ودية قبيل انطلاق الموسم الحالي أمام شالك وسجلت في شباكه، لكني لم أتلق أي اتصال من هذا النادي مثلما يردد البعض.
-
-
تبقى طموحاتك اللعب في الدرجة الأولى من البوندسليغا؟
-
يبقى ذلك طموحي طبعا، وإذ لم أتلق أي اتصال من هذه الأندية فإني أشعر بأني يوما ما سألعب في الدرجة الأولى. أنا واثق من إمكانياتي، وهذا الموسم نسير في الطريق الصحيح فبعد مرور7 مباريات نحتل ريادة الترتيب، وهذا يجعلني في مركز يؤهلنا للصعود وبالتالي تحقيق الحلم.
-
-
برأيك لماذا لم تلق كل الاهتمام من الأندية الكبيرة على الرغم من تألقك المستمر؟
-
لا أدري الأسباب، لكني تلقيت من ذي قبل عرضا من فريق ميونيخ 1860، ولكني فضلت البقاء في برلين بالقرب من الأهل، طالما أن هذا الفريق كان ينشط في الدرجة الثانية وفي نفس مستوى فريقي.
-
-
وماذا عن مشوارك كهداف؟
-
بدايتي هذا الموسم كانت موفقة وأتمنى أن أواصل على نفس النهج، لقد سجلت 4 أهداف في سبع مباريات وهذا جيد، وأتوقع بأني سأواصل التهديف، لذلك أتمنى توفيقا من الله، لكن لا أريد أن أعد بالأهداف لكي لا تتراكم علي الضغوط.
-
-
الآن وقد أضحيت بطلا تاريخيا في برلين فهل ستواصل المسيرة معه؟
-
أشعر بسعادة تغمرني لأني حافظت على مكانتي في فريق برلين. أنا الهداف التاريخي للفريق لقد وقعت 78 هدفا منذ انضمامي له في سنة 2005، ومبعث الاعتزاز هو أني جزائري، ولطالما ألقى التشجيع من الجالية الجزائرية، لذلك أدعو كل الجزائر إلى متابعة مشواري وسأهديهم المزيد من الأهداف، سأهديها خالصة لكل الجزائريين.
-
-
وهل أنت على اتصال مع اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في البطولة الألمانية؟
-
لا، من قبل لم يكن هناك الكثير، الآن هناك حوالي خمسة أو ست لاعبين أعرف العمري شاذلي، وزياني ومطمور وعنتر يحيى، على الرغم من أنه لم يسبق لي اللقاء بهم، لكن أتابع مشوارهم باستمرار وأشجعهم كثيرا، المشكلة أنهم يقيمون بعيداعني وكل منا له ارتباطاته الخاصة.
-
-
ومَن من هؤلاء تفضل؟
-
طبيعي كلهم جزائريون، لذلك فأنا أناصرهم وأتمنى أن ألتقي بهم، لكن ما أود قوله هو طريقة لعب زياني تعجبني كثيرا، إنه لاعبي المفضل مثله مثل اللاعبين أصحاب الأصول الجزائرية كزيدان أو بن زمة وهؤلاء الثلاثة أعشق كثيرا طريقة لعبهم ، بالإضافة إلى أن أصولنا الجزائرية تبقى قاسم مشترك بيننا.
-
-
بحكم معرفتك بزياني فأنت تتابع أخبار المنتخب الجزائري؟
-
طبعي أن أتابع مشوار منتخب بلدي، أنا جزائري قلبا وقالبا على الرغم من إقامتي بعيدا بألمانيا، لكني أعيش أجواء الجزائري يوميا، من خلال الأصدقاء والأكل ومتابعتي التلفزيونية خاصة لمباريات المنتخب الجزائري.
-
-
وهل تابعت مشوار “الخضر” في التصفيات؟
-
نعم لقد شاهدت جل مباريات المنتخب الجزائري في التصفيات يبدو أنه فريق قوي ومتماسك ويستحق الوصول إلى كأس العالم بجدارة لأنه الأفضل.
-
-
تبدو عليما بتواضع نتائج “الخضر” من ذي قبل؟
-
أنا متتبع للخضر وأعجبني كثيرا التطور السريع للمنتخب الجزائري، فلطالما أتابع مبارياته التصفوية رفقة عدد من الجالية الجزائرية ببرلين، ونحتفل سويا بالنتائج الإيجابية، وأرى بأن المونديال بات قريبا، وهذا أمر يسرني كثيرا.
-
-
كيف تشعر وأنت تشاهد مباريات المنتخب الوطني؟
-
أشعر بفخر واعتزاز مثلما أشعر بغيرة كبيرة لأني خارج هذا التعداد، المنتخب الحالي يضم نجوما مميزة، وهذا يغري أي لاعب ويدفعه إلى التمني أن يكون في صفوفه، بالنسبة لي قلبي يحترق من شدة ولعي بالمنتخب، ولطالما حلمت باللعب إليه.
-
ربما النتائج الإيجابية الأخيرة والاقتراب من التأهل للمنتخب الوطني جعلتك متحمسا للعب للمنتخب؟
-
لا حماسي ليس وليد اليوم، منذ سنوات وأنا أنتظر إشارة تصلني من الجزائر، لم أتلق أي اتصال من الجزائر بالسلب أو الإيجاب يشعرني بأني محل اهتمام، وهذا أحزنني، لكن لم يؤثر علي ولم يقطع خيط الأمل في نفسي لازالت متمسكا برغبة وحلم اللعب للخضر.
-
-
وماهي الرسالة التي توجهها للمدرب الوطني رابح سعدان؟
-
أنا لا أعرف المدرب الوطني شخصيا، لكن من خلال متابعي للمنتخب أعتقد بأنه شخصية محنكة ومتطورة كثيرا من الناحية التكتيكية، وهذا ما يترجم فوق أرضية الميدان، أتمنى أن أحظى باهتمام منه، بل وأترجى من خلال هذا الحوار أن تسلط نحوي الأضواء، وأنا شاكر وممتن لكم لإتاحتي هذه الفرصة.
-
-
باستثناء المنتخب الجزائري ماذا تعرف عن كرة القدم الجزائرية؟
-
في الواقع فإني لا أحتفظ في ذاكرتي سوى بنتائج المنتخب الوطني سابقا وفي الوقت الحالي، وما عدا ذلك فإن ثقافتي تجاه الكرة الجزائرية ضعيفة جدا، ولو أنني أعرف مدى هوس الجزائريين بالكرة.
-
-
وكيف اطلعت على شغف الجزائريين وحبهم للكرة؟
-
كان ذلك خلال زياراتي المتكررة للجزائر ولمسقط رأسي بحي لاڤلاسيار بالعاصمة، ولو أن زياراتي كانت كلها في فترة الصيف، بالإضافة إلى الاحتفالات التي صاحبت فوز الجزائر في المباريات الأخيرة، وهذا يدعو للمفخرة ويغري كل لاعب.
-
-
ومَن مِن الأندية التي تناصرها في الجزائر؟
-
أعرف فريق الحراش لأن أفراد عائلتي يناصرونه كثيرا، لذلك فإني أهوى هذا الفريق بالفطرة وتعاطفا مع كافة الأفراد، ولا أدري ما الألوان التي يرتديها ربما هي نفسها التي يحملها فريقي الحالي.
-
فريقك بالأحمر والأبيض مثل شباب بلوزداد؟
-
لا، لا أعرف بلوزداد أنا أناصر الحراش وهو من الدرجة الثانية (قلت له بأنه يلعب في الدرجة الأولى فسُر كثيرا) سأتابع مبارياته لاحقا.
-
-
وهل تزور الجزائر باستمرار؟
-
مرت أربع سنوات لم أقم فيها بزيارة الجزائر بسبب انشغالي مع فريقي، لكن أحب كثيرا هذا البلد والجو السائد به، من قبل كنت أزوره باستمرار وعائلتي منقسمة بين ألمانيا والجزائري، لذلك فإني لا أشعر بالغربة، وأحس بأني قريب من الجو العام في الجزائر.
-
-
وما لذي يعجبك في الجزائر؟
-
تعجبني كثيرا بساطة العيش وكذلك البحر وطبيعة الجزائر رائعة، بدون مجاملات، الجزائر بلد ساحر وكلما تتاح لي الفرصة سأزوره.
-
-
ألا تفكر في الاستقرار به؟
-
لربما يكون ذلك، ولربما سألعب لأحد الأندية الجزائرية مستقبلا ، أعتقد أن مستوى البطولة الجزائرية مقبول.
-
-
سؤال أخير، كيف كنت تتعامل مع المباريات في شهر رمضان؟
-
أريد أن أوضح بأن ثقافتي الدينية محدودة جدا، لكن كنت أصوم وأغلب المباريات لعبتها وأنا صائم، وهناك لقاءات صعبة صادفتنا مع هذا الشهر، فإني أفطرت فيها، لكن حقيقة فإني لا أفقه كثيرا في الدين ولا أعرف سوى بعض الأساسيات البسيطة، فقط أريد أن أوجه تحياتي للجزائريين.
-
-
تفضل؟
-
سلامي الحار لكل الجزائريين دون استثناء، ولكل أفراد عائلتي بالعاصمة، وأقول لهم بأن الجزائر بلد جميل ورائع، وعليكم أن تحافظوا عليه، ولو تتح لي الفرصة الآن لزرتها على الفور، لأن طبيعتها رائعة جدا، ومتعلق كثيرا بالمأكولات التقليدية التي أشتاق إليها.
