-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لامبالاة طبيبين قتلت ‘وسيم’ وأدخلت الأم دوامة الجنون

الشروق أونلاين
  • 3305
  • 0
لامبالاة طبيبين قتلت ‘وسيم’ وأدخلت الأم دوامة الجنون

“أصعب ما يمكن أن تبتلى به الأم هو فقدان فلذة كبدها حديث الولادة بعد أن رأته حيّا يُرزق”..هي كلمات خرجت بصعوبة من فاه أم تحكي والدموع تسيل على وجنتيها قصة موت وليدها “وسيم” بسبب لامبالاة جراح وطبيبة نساء أخطآ التقدير، فكانت النتيجة وفاته وإصابة الأم بصدمة نفسية كبيرة بعد أن كادت تفقد حياتها هي الأخرى.أدان الأسبوع الفارط المجلس الأعلى للقضاء المتهمين (ق.م)، جراح بعيادة أمراض النساء والتوليد ببلفور، و(ن.خ)، طبيبة النساء والتوليد، بعامين حبسا نافذا بعد استئناف الضحية السيدة برواغن نصيرة والنيابة العامة للحكم الصادر عن محكمة الحراش الذي قضى ببراءة المتهمين.حيثيات هذه القضية تعود إلى 15 مارس 2004، عندما كانت الضحية تجري فحصا دوريا لحملها في عيادة خاصة ووجّهتها الدكتورة (ن.خ) على وجه السرعة إلى عيادة بلفور لأمراض النساء والتوليد لاحتمال ولادة سابقة لأوانها ولوضعية الجنين غير العادية الذي كان سيولد إما بالمقعدة أو برجليه، وأقنعتها بأن العملية القيصرية هي الحل الوحيد لإنقاذ حياتها وحياة جنينها. وفي اليوم الموالي، تم قبول الضحية بعيادة بلفور – بناء على رسالة توصية حررتها الدكتورة (ن.خ) – في جناح “حالات الحمل شديدة الخطورة”، وبعد معاينة المريضة، أخبروها بأنه قد بُرمجت لإجراء عملية قيصرية. وبالفعل أُدخلت الضحية في 17 مارس غرفة العمليات وأُجري لها كل ما يلزم، إلا أن العملية أُلغيت في آخر لحظة بحجة خطورتها على الجنين. وفي اليوم الموالي انقطعت سقية مياه الضحية وبقيت على تلك الحال لأكثر من 48 ساعة والأوجاع تمزقها، وبعد أن عاينتها إحدى القابلات ووقفت على خطورة حالتها أحضرت الجراح المداوم – المتهم الأول (ق.م) – الذي قرر عدم إجراء العملية القيصرية وتوليدها بالطريقة العادية.

وما إن نزلت الضحية إلى قاعة الولادة حتى وجدت الدكتورة (ن.خ) وفرحت لذلك ظنا منها أنها ستنقذها لدرايتها التامة بحالتها. ورغم أن هذه الأخيرة هي من أرسلت الضحية لهذه العيادة لإجراء عملية قيصرية ، إلا أنها “لم تبد أي اعتراض على قرار الطبيب الجراح وراحت تحقنعني بالحث على الولادة وتحاول طيلة نصف ساعة إخراج الجنين بكل ما أوتيت من قوة، ولما أدركت عجزها عن متابعة إخراجه بعد أن علق رأسه ويداه تركتني أصارع الموت وجنيني وذهبت، ولولا تدخل قابلة أخرى محنكة لما تمكنت من النجاة”، حسب أقوال الضحية. وفي هذا الصدد، تؤكد الضحية أنها سمعت وليدها عندما بكى ورأته وهو يحرك رجليه، وأنه عوض أن ينقل مباشرة إلى داخل محضنة “لخصوصية الحالة” بقي في قاعة الولادة، فيما نقلت الأم إلى غرفة أخرى ومُنعت من رؤية وليدها إلى أن تم إعلامها في اليوم الموالي بوفاته لأسباب طبيعية ! وهو ما لم تستسغه الأم التي دخلت في حالة من اليأس والحزن كادت أن تفقدها صوابها “لم أحزن لعدم مبالاتهم بحالتي ولا لمعاملتهم القاسية، كنت سأنسى كل ذلك لو أن “وسيم” الذي تمسك بالحياة إلى آخر لحظة بقي حيا، لكني لن أسمح لهم، ومدة عامين حبسا لن تشفي غليلي..أردت فقط أن تكون هذه الحادثة عبرة حتى لا يحدث لأمهات أخريات ما حدث لي..”

حتى بعد أن رزقها الله – عقب هذه الحادثة – بـ”رشا” بعد 3 ذكور، لم تستطع السيدة نصيرة نسيان الحادثة فـ”وسيم” سيظل يسكن فؤادها حتى آخر لحظة في حياتها.

إيمان بن محمد

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!