-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا‮ ‬تلوموه‮.. ‬فأمثاله‮ ‬كثيرون

لا‮ ‬تلوموه‮.. ‬فأمثاله‮ ‬كثيرون

الضجة التي أثيرت حول الشخص الذي قبّل يد هولاند، يجب أن لا تتوقف عند هذا التصرف الأحمق، وإنما الواجب أن تطال كل أولئك الذين تصرفوا بطريقة تعطي الانطباع بأن هولاند، رئيس للجزائر وليس مجرد رئيس دولة ما يزور الجزائر.

ذلك أنه لا يمكن تبرير الحفاوة المبالغ فيها، والاحتفالات الفلكلورية التي تكاد تكون مطابقة لتلك المشاهد التي كانت ترافق زيارة رؤساء فرنسا للجزائر، أثناء ثورة التحرير وقبلها لإظهار مدى تمسك الجزائريين ببدعة الجزائر فرنسية.

فرق فلكلورية ونساء بالزي التقليدي ورقصات شعبية وتدافع على تحية الرئيس الفرنسي، لدرجة تقبيل يده، وحشد كبير من العمال لتزيين الشوارع والطرقات وطوارئ على مستوى البلديات، وحافلات معبّأة بالجماهير وغيرها من المشاهد التي لا يمكن لأحد تبريرها بكونها سلوكا عاديا لأن‮ ‬الأمر‮ ‬يتعلق‮ ‬بأحد‮ ‬ضيوف‮ ‬الجزائر‮.‬

العديد من رؤساء العالم زاروا الجزائر، وبعض هذه الدول صديقة للجزائر منذ عقود ولم تنظم لهم احتفالات ولا كرنفالات.. فلماذا الاحتفال بالرئيس الفرنسي؟ ولماذا القفز بهذا الشكل على تضحيات الشهداء وتطبيع العلاقة بشكل مبالغ فيه مع فرنسا، التي ترفض إلى اليوم الاعتذار‮ ‬عما‮ ‬ارتكبته‮ ‬من‮ ‬جرائم‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬الجزائر‮.‬

كان يمكن الاكتفاء ببروتوكولات رسمية تقتضيها الزيارات بين رؤساء الدول، لكن الاحتفالات الشعبية ـ المصطنعة ـ أعطت الانطباع بأن الرئيس الفرنسي، فوق كل الرؤساء وزيارته أعز من كل الزيارات لدرجة خروج المواطنين في احتفالات عفوية (!!!!! ) للترحيب به.

نعم.. لقد اندهش العالم أجمع للطريقة التي احتفلنا بها في استقبالنا لرئيس دولة، هي المسؤولة عن تخلفنا، كما اندهش العالم بالطريقة التي تنازلنا بها في عقد الصفقات، وبالطريقة التي سمحنا فيها لمعتوه ليقبّل يد الرئيس الفرنسي في أرض سقيت بدماء الشهداء.

ستبقى‮ ‬الصّور‮ ‬التي‮ ‬صنعناها‮ ‬جوابا‮ ‬واضحا‮ ‬لمن‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يفهم‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬الجزائر‮ ‬وفرنسا،‮ ‬فالكثير‮ ‬من‮ ‬الجزائريين‮ ‬لا‮ ‬زال‮ ‬يكن‮ ‬حبا‮ ‬لفرنسا‮ ‬التي‮ ‬استعمرتنا‮ ‬وجوعتنا‮ ‬وجهّلتنا‮ ‬وطمست‮ ‬هويتنا‮ ‬وحاربت‮ ‬ديننا‮ ‬ولغتنا‮.‬

وستبقى‮ ‬سيادتنا‮ ‬منقوصة‮ ‬طالما‮ ‬وجد‮ ‬بيننا‮ ‬من‮ ‬يتنكر‮ ‬للماضي،‮ ‬ويمد‮ ‬يده‮ ‬‭-‬‮ ‬بل‮ ‬يقبّل‮ ‬اليد‮ ‬‭-‬‮ ‬فرحا‮ ‬بفرنسا‮ ‬وإظهارا‮ ‬للحب‮ ‬والامتنان‮ ‬لأولئك‮ ‬الذين‮ ‬استعمرونا‮ ‬ونهبوا‮ ‬ثرواتنا‮ ‬واغتصبوا‮ ‬أرضنا‮ ‬وعرضنا‮!!! ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!