جواهر
فضفضة

لا أفعل شيئا غير الأكل والنوم!

نادية شريف
  • 3442
  • 25
ح.م

تحية طيبة أزفها لكم ولكل الجزائريين المتابعين للشروق وبعد:

حل رمضان وأرى أيامه تنسحب من أمامي في لمح البصر وأنا لا أفعل شيئا غير الأكل والنوم والسهر، أقضي وقتي أتقلب في الفراش وأطالع صفحات التواصل الاجتماعي وأتابع المسلسلات ولا أعين حتى والدتي في المطبخ أو أشغال المنزل..

لست صغيرة في السن كما تعتقدون وإنما أنا في الثانية والثلاثين من عمري، غير متزوجة ولم أكمل دراستي ورغبة ملحة في العزلة تسكنني من حوالي 4 سنوات ولا جديد في حياتي غير الهم الذي بات جليسي في لحظات خلوتي ووحدتي..

للعلم أنا لم أكن هكذا في السابق.. كنت نشيطة وحيوية.. أقوم بكل الأشغال المنزلية وأصلي التراويح وأقرأ القرآن ولا تفوتني حلقة ذكر أو مجلس خير، أما الآن تبخر كل شيء وصرت عبئا على أهلي بكل ما تحمله الكلمة من معاني.

أحتاج للمساعدة والدعم ولشخص يسمعني ويأخذ بيدي ويخلصني من عذابي، خاصة وأن حالتي تزداد سوء في الكثير من الأحيان فأنغلق على نفسي ولا أغادر غرفتي بالأشهر إلا لقضاء الحاجات الطبيعية.

سهيلة من الجزائر

ــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أختي سهيلة والله أسأل أن يوفقك ويأخذ بيدك ويعينك على نفسك وبعد:

ما ذكرته عزيزتي مؤسف للغاية وهو إن دل على شيء فإنما يدل على امتلائك بالسلبية ونظرتك السوداوية للحياة، وكل ذلك ناجم حسب ظني من بقائك عزباء لهذا الوقت، لربما الزواج يشغل بالك، خاصة بعد توقفك عن الدراسة وعدم توفيقك فيها..

أنت أعلم منا بحالك أختي لكن الأكيد والمسلم به أن في القرآن شفاء وعليك أن تعودي إليه وتجاهدي نفسك كي تخرجي من دائرة العزلة التي فرضتها على نفسك لأسباب لم تذكريها لكن على الأرجح هي كما ذكرنا التذمر من تعثر حظك في الدراسة والزواج..

ما عليك معرفته عزيزتي أن سعادتك صنع يديك وعليك أن تفكري بإيجابية وأن تحسني التوكل على الله وتكثري من الاستغفار وكلك ثقة بأن الخير كل الخير بيده سبحانه وتعالى وهو القادر على تحقيق مرادك في غمضة عين..

من جهة أخرى، عليك أن تخرجي وتعيشي حياتك وتخالطي الناس، فالوحدة مرهقة والفراغ يسحب من أدراج ماضيك كل الهموم، فتصبحي غير قادرة على الاستمرار بصورة طبيعية، وإن تطلب الأمر زيارة طبيب نفسي فافعلي ولا حرج في ذلك، لأنه كما يمرض الجسم تمرض النفس ولا بد من العلاج قبل تفاقم حالة الاكتئاب الذي تعيشينه..

وبخصوص شهر رمضان الذي تقضين أوقاته في الأكل والنوم، فأنا أقول لك هو فرصتك للتغيير وبدء صفحة جديدة، فمساعدتك لوالدتك مثلا تعتبر من أجمل الالتفاتات التي تمنحك التوفيق، وقراءتك للقرآن تشرح صدرك، وصلاتك تقربك من خالقك واستغفارك الكثير يمنحك كل الخير..

مفتاح حالك بيدك وأنت من تقررين متى تنطلقين لتعيشي الواقع وتحققي ما عجزت عن تحقيقه سابقا.. تحلي فقط بالإيجابية وكوني قوية وجاهدي نفسك ما استطعت والله المستعان.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة