لا تتزوجي إن كان هذا سنك!!
يتزوج الرجل وهو في عنفوان شبابه.. وهو كهل، أو حتى شيخ يمشي على عكازه.. يتزوج كذلك وهو مسؤول عن عائلة أخرى وله حياته، لكن حين يتعلق الأمر بالمرأة فإن النظرة تختلف تماما، لأن أصوات الجهل في مجتمعنا تنادي بأعلى صوتها لتبخسها حقها الشرعي في الارتباط، بمجرد أن ترسو بها سفينة العمر في شاطئ الخمسينيات أو الستينيات أو أكثر والسؤال المحير:
لماذا يضع الكثيرون السن حاجزا في طريق العفاف و “بناء الدار”، وكيف يتحججون بالعار لمنع امرأة لديها كل الرغبة في الاستقرار؟؟؟
بمحاكاة الواقع المعيش فنظرة هؤلاء الجائرة يغذيها أفول نجم الإنجاب، إن كانت المرأة لم تتزوج في حياتها، أو سطوع نجم المسؤولية إن كانت مطلقة أو أرملة، ولديها أولاد، فهل يحق لمخلوق الوقوف في طريق سعادة من تريد التعفف في هذا العمر، أم لا عفاف إلا للرجل؟؟؟
إن للمرأة الخمسينية والستينية مشاعر وأحاسيس ينبغي مراعاتها واحتواؤها بكثير من الحب كي لا تصاب بالكآبة وتموت في أحضان الوحدة، لكن للأسف في مجتمعنا الشرقي، لا يهم ما تشعر به المرأة، ولتدفن نفسها بالحياة إن تقدم سنّها، لأن زواجها عار وفضيحة وخطيئة لا تغتفر !!!
إن حال المرأة التي ليس لديها سند يحميها يبعث حقا على الشفقة لأن الحرمان يلف روحها بدثار الوحدة والقسوة، ونظرة الآخرين التي لا ترحم تزيد من حجم معاناتها، كونها بحاجة إلى ظل رجل تراه وتبصره أمامها حتى تستأنس به وتعيش في كنفه حاملة لقب السيدة دون أن تطالها ألسنة السوء، مع أن الوحدة بين قوسين أرحم بكثير من زواج فاشل..
وعلى ذكر سيرة الزواج الذي لا جدوى منه فكل الدلائل من أرض الواقع تؤكد بأن الفراغ الذي يهد كيان المرأة المتقدم عمرها لا يملؤه حب زائف، ووحدتها لا يؤنسها رجل طامع، ونداءاتها المبحوحة لا بد وأن تصاب بالإحباط نظرا لكثرة التلاعبات التي تعزز رأي الآخرين، وتجعلهم يشمتون بها ويسخرون منها بمجرد هزيمتها وخروجها منكسرة من معترك زواج لا وجود فيه للمودة والرحمة؟؟؟