لا تخلطوا شعبان برمضان
تعليقا على ما كتبه الأخ عبد العالي رزاقي يوم الخميس 24 مايو 2012 حول حواري مع العالم المصري الدكتور فاروق الباز في دبي، أحب أن أوضح بأنني لم أدافع عن جيل الفشل لكنني رفضت أن يوصم جيلنا بالفشل، وهما أمران مختلفان تماما، لأن هناك خلطا كبيرا من الدكتور الباز خلفيته مرحلة معينة من تاريخ مصر.
باختصار شديد جدا يراعي المساحة المتاحة، جيلنا حرر الوطن واسترجع للوطن العربي ما كان المستعمر يعتبره جزءا من فرنسا، وجيلنا جعل من الجزائر ما أسماها أميلكار كابرال: كعبة الثوار، وجيلنا قام بعملية بناء وطني جعلت البعض يشيرون للجزائر على أنها يابان إفريقيا، وجيلنا استثمر ثروة النفط في بناء الجيل الجديد، ويكفي أن نرى أن طول الشباب اليوم يتجاوز 1.75 مترا، ويكفي أن نقارن عدد المدارس والجامعات بما عرفناه في 1962، مع الاعتراف بتدني المستوى لأسباب تعرفونها.
وجيلنا جعل مرض السل والدفتريا والتيفود من الماضي، وجيلنا جعل من الجزائر البلد الوحيد الذي لا ينحني فيه مواطن ليمسح حذاء مواطن آخر.
طبعا، تعثرنا كثيرا وأخطأنا كثيرا، وكان أهم أخطائنا أننا نسينا أن اللغة والثقافة الوطنية هي خط الدفاع الأول، وأسلمنا ذقوننا للطلقاء، وتجاهلنا تحذيرات كثيرة أطلقها المخلصون، ومن بينهم رزاقي نفسه.
لكننا لسنا جيلا فاشلا.
وإذا كان من تسلموا المشعل فيما بعد أساءوا استعماله فهذا لا يحسب على جيل نوفمبر، بل يحسب على الذين سكتوا إثر تصفيات جبهة التحرير الوطني في 1983 والتصفيات الإدارية والسياسية والديبلوماسية منذ ذلك التاريخ.
وبالتالي، دعوا الدكتور الباز يصفي حسابه مع مرحلة عبد الناصر، ولا تخلطوا شعبان برمضان وشوال بمارس ورجب بكانون.
وتذكروا أن أمة تهين أفضل أبنائها سوف تهان من قبل أسوأ الأبناء.
وشعب لا يعتز بإنجازاته سيغرق في مستنقع الإحباط والعجز والهوان.
وللنجاح في الاجتهاد أجران، لكن يبقى لمن يجتهد ولا ينجح حق أجر واحد.